حذر صيني وترحيب أسترالي بوجود أميركي

أبدت الصين حذرها من قرار الولايات المتحدة تركيز أسطولها البحري بمنطقة آسيا نهاية العشرية الحالية، لكن أستراليا رحبت به. في الأثناء بدأ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا زيارة لفيتنام ترمي لتعزيز التعاون الأميركي معها.
وأفادت وسائل الإعلام الصينية اليوم بأن الصين “ستزيد من حذرها” ولكنها “لن ترد” حاليا، بعد قرار الولايات المتحدة.
وفي أول رد فعل رسمي صيني قال الفريق رين هايتشيوان -نائب رئيس الأكاديمية الصينية للعلوم العسكرية- إن القرار الأميركي “يجب ألا نتعامل معه ككارثة”، لكنه تابع “ويجب علينا ألا نتعامل معه بعدم اكتراث”.
وأضاف “يجب علينا أن نرى أننا نواجه تطورات معقدة للغاية وقد يقول المرء أحيانا إنها تطورات خطيرة للغاية وعلينا أن نزيد من حذرنا”.
وأعلن بانيتا السبت أن بلاده ستعيد نشر معظم أسطولها البحري في آسيا والمحيط الهادي خلال السنوات الثماني المقبلة في إطار إستراتيجية عسكرية جديدة تتمحور حول آسيا.
وأوضح بانيتا -خلال منتدى أمني سنوي في سنغافورة- أنه بحلول عام 2020 ستعيد البحرية نشر قواتها من نسبة 50% حاليا لكل من المحيط الهادي والمحيط الأطلسي إلى نسبة 60% لصالح المحيط الهادي و40% للأطلسي.
ووفقا لهذه الخطة، سيتم الاحتفاظ بست حاملات طائرات مع نقل معظم السفن والغواصات الأميركية إلى المنطقة، حيث تضم البحرية الأميركية حوالي 285 قطعة، ينتشر نصفها حاليا في المحيط الهادي.
ورحب وزير الدفاع الأسترالي ستيفان سميث اليوم الأحد بالقرار الأميركي، قائلا إن وجود واشنطن في المحيط الهادي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كان “قوة من أجل السلام والاستقرار والرخاء”.
وبدأ بانيتا اليوم زيارة رسمية لفيتنام تستغرق يومين ويزور خلالها معسكرا كانت تستخدمه قوات بلاده الجوية أيام الحرب الفيتنامية، وذلك في وقت تسعى فيه واشنطن لتعزيز علاقاتها مع عدوتها السابقة في ضوء المواقف الحازمة من الصين.
وتستهدف الزيارة تعزيز التعاون العسكري مع فيتنام ومتابعة اتفاق عسكري بين البلدين وقع العام الماضي.
احتواء الصين
وكان بانيتا قد نفى أمس -خلال عرضه تفاصيل الإستراتيجية العسكرية الأميركية- أن يكون التحول في التركيز إلى المنطقة جزءا من محاولة أميركية لاحتواء الصين، وقال “أرفض هذا الرأي تماما، جهودنا لتجديد وتكثيف وجودنا في آسيا تتماشى بشكل كامل مع التطور والنمو في الصين”.
وأضاف وزير الدفاع الأميركي أنه ملتزم ببناء علاقات “صحية ومستقرة وموثوق بها ومستمرة” بين القوات المسلحة في البلدين، مؤكدا أهمية دعم بكين لنظام قائم على القوانين لتوضيح الحقوق في المنطقة والمساعدة في حل الخلافات سلميا.
وخفضت الصين تمثيلها في المنتدى بالمقارنة مع العام الماضي عندما حضر وزير دفاعها والتقى وزير الدفاع الأميركي حينئذ روبرت غيتس، بينما يمثل الصين هذا العام نائب رئيس أكاديمية العلوم العسكرية.
وتأتي تصريحات بانيتا في بداية زيارة للمنطقة تستمر سبعة أيام يشرح خلالها للحلفاء والشركاء الإستراتيجية العسكرية الأميركية التي أعلن عنها في مطلع العام الحالي، وتدعو للتركيز على المحيط الهادي.
وينظم هذا المنتدى -في شانغريلا بسنغافورة- المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له، ويشارك فيه زعماء سياسيون وقادة عسكريون من ثلاثين دولة .