واشنطن تتهم الأسد بالكذب وباريس تحذر

قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الرئيس السوري بشار الأسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة التي راح ضحيتها أكثر من مائة شخص، في حين توقعت فرنسا أن ينهار النظام السوري تحت وطأة الأزمة الحالية.
وأضاف كارني أن الولايات المتحدة تركز جهودها على إجراء تحول سياسي في سوريا يجنب البلاد الحرب الطائفية، مؤكدا أهمية “أن يتوحد المجتمع الدولي للضغط لعزل الأسد”.
من ناحيته قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن خطة السلام التي طرحها المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان لا تزال محورية لحل النزاع في سوريا.
وناشد بان الرئيس الأسد إنهاء العنف فورا باسم الإنسانية، كما قال، ودعاه إلى بدء حوار سياسي شامل.
ومن المقرر أن يخاطب أنان مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس مواصلا الدفع بخطته المؤلفة من ست نقاط باعتبارها الخيار الوحيد المطروح على الطاولة. وتدعو الخطة إلى وقف فوري للعنف وإطلاق سراح المحتجزين ووصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المضطربة.
والتقى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بان أمس وبحث معه الوضع في سوريا، وقالت وكالة الأنباء السعودية إن اللقاء تطرق إلى “مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لتحقيق السلام وحقن الدماء في سوريا وبؤر الأحداث التي تشهدها المنطقة”.
وفي تحرك عربي آخر قال مسؤولون بجامعة الدول العربية إن الأمين العام للجامعة نبيل العربي سيتوجه إلى نيويورك هذا الأسبوع لبحث الأزمة السورية مع الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.
في السياق ذاته وصف رئيس المجلس الوطني السوري المعارض المستقيل برهان غليون الأسد بأنه عدو للشعب يقود مجلس دمى على حد تعبيره.
وقال غليون في ندوة في الدوحة إن حسم المعركة في سوريا طويل ويتطلب تفاهمات إقليمية ودولية وتوقع تصاعد المواجهة المسلحة.
زيادة الضغوط
وقد هيمنت الأزمة السورية على القمة الـ29 لروسيا والاتحاد الأوروبي التي أنهت أعمالها في بطرسبورغ بشمال روسيا الاثنين، حيث سعت القوى الغربية لزيادة الضغط على موسكو لتخفيف مساندتها للأسد والانضمام إلى جهودها لإدانته والإطاحة به.
وبعد القمة أكد رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي على الحاجة “للعمل صوب وقف فوري لكل أشكال العنف في سوريا”، قائلا إن الاتحاد الأوروبي وروسيا يجب أن يوحدا جهودهما بشأن هذه القضية.
وأضاف أن خطة أنان هي أفضل طريقة لتجنب نشوب حرب أهلية في سوريا.
وخلال القمة عبر وزير الخارجية الفرنسي عن اعتقاده أن النظام السوري سينهار تحت وطأة الأزمة الحالية, وحذر من امتدادها إلى لبنان ودول الجوار.
وبدوره صرح السفير الصيني لدى الأمم المتحدة لي باودونج الذي يتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري بأن حكومته “لا تحمي أحدا” في سوريا، وأكد أنه يتعين على الشعب السوري أن يحدد مصيره بنفسه.
وقال لي خلال أول مؤتمر صحفي يعقده منذ توليه رئاسة المجلس إن “الصين تحترم سيادة ووحدة أراضي سوريا، ونحن نحترم اختيار وإرادة الشعب السوري”.
ولم يذكر لي الأسد بالاسم عندما قال إن بكين “لا تحمي أحدا” في سوريا، وحث الحكومة والمعارضة في سوريا على الالتزام بالهدنة والبدء في محادثات لإنهاء الصراع.
يذكر أن أكثر من 13400 شخص قتلوا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الأسد قبل 15 شهرا في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينهم أكثر من 2200 منذ إعلان وقف لإطلاق النار بموجب خطة أنان في 12 أبريل/ نيسان وذلك بالرغم من وجود حوالي 300 مراقب عسكري غير مسلح تابعين للأمم المتحدة في البلاد للتحقق من وقف أعمال العنف.