دعوة أممية لتجنيب المدنيين العنف بحلب

ناشدت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي القوات السورية الحكومية والمعارضة تجنيب المدنيين العنف في حلب وحقن دمائهم. بدورهم أكد خبراء بالاتحاد الأوروبي أن الأزمة الإنسانية في سوريا تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، مشددين على الحاجة لمزيد من الأموال لبرامج المساعدة التي تبدو غير كافية.

وقالت في بيان صدر اليوم إنه يجب حماية المدنيين والأشياء المدنية بما في ذلك المنازل والممتلكات الأخرى وأماكن العمل والمدارس وأماكن العبادة، داعية  كل الأطراف بما فيها قوات الحكومة والمعارضة أن تميز بين المدنيين والأهداف العسكرية.

وأعربت بيلاي عن قلقها البالغ إزاء احتمال حدوث مواجهة كبرى في حلب، في ظل أنباء عن حشد السلطات لقواتها في حلب وحولها.

وأضافت أن تقارير حشد القوات في حلب وحولها “نذير شر” لأبناء تلك المدينة، وتابعت قائلة إن مثل هذه الهجمات مستمرة أيضا في مدينتين رئيسيتين أخريين هما حمص ودير الزور.

وعبرت عن اعتقادها بأن جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ارتكبت ومازالت ترتكب في سوريا، محذرة “أولئك الذين يرتكبونها يجب ألا يظنوا أنهم سيفلتون من العدالة”.

كما أعربت بيلاي عن قلقها إزاء تقارير بمقتل سجناء عزل في السجن المركزي بكل من حلب وحمص الأسبوع الماضي في انتهاك للقانون الدولي.

ودعت خبراء مستقلين للتحقيق في الأحداث المذكورة، في مناشدة سبق وأن وجهتها منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية.

وكانت هيومن رايتس ووتش طالبت الحكومة السورية بالسماح للمراقبين الدوليين بالدخول فوراً إلى سجني حمص وحلب، لتفقد السجناء خشية خطر الانتقام الذي قد يتعرضون له بعد قيامهم بالعصيان.

 
وقالت إن الغموض المحيط بمصير السجناء يظهر الحاجة الطارئة لدخول المراقبين إلى السجنين وإصدار تقرير عنهما. وأضافت أنه يجب أن تعلم الحكومة السورية أن المجتمع الدولي يراقب، وأن القمع العنيف في السجون لن يمر دون عقاب.

وتابعت أن الغموض الحالي في سوريا يزيد من هشاشة السجناء، ويجعلهم أكثر عرضة للانتقام والاستغلال.

وكررت المنظمة دعوتها لمجلس الأمن بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، وحثّت الدول الأخرى على الانضمام إليها في الدعوة لمحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في سوريا.

وفي الأثناء، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن وكالات الإغاثة العاملة في سوريا تمكنت الشهر الماضي من زيادة مساعداتها بشكل كبير رغم خطورة الأجواء.

معاناة اللاجئين
وفي خضم نقص الأموال والأزمة التي تعاني منها برامج مساعدة اللاجئين السوريين، قال مراسل الجزيرة إن اللاجئين السوريين الذين دخلوا العراق من منفذ القائم الحدودي خلال الأسبوع الجاري يواجهون أوضاعاً مزرية في أماكن إقامتهم. ويطالب هؤلاء اللاجئون الحكومة العراقية بتحسين أحوالهم المعيشية.

واستقبل العراق أمس الخميس ثمانمائة لاجئ سوري بينهم خمسة جرحى من منطقة البوكمال الحدودية، وقال مصدر محلي إن الجهات الصحية قدمت الإسعافات الأولية للجرحى ونقلت أحدهم إلى مستشفى الرمادي.

وفي الأردن، قال مصدر أمني إن نحو مائتي لاجئ سوري تمكنوا من الهرب ظهر الخميس من مكان تجمعهم في “ملعب حديقة الملك عبد الله الثاني” بمدينة الرمثا، مؤكدا أن البحث لا يزال جاريا عنهم بالمدينة.

ويقدر عدد اللاجئين الموجودين في “الملعب” بما بين 3800 وأربعة آلاف لاجئ، علما بأن السلطات الأردنية أوقفت الثلاثاء الماضي قرار السماح للأردنيين بكفالة اللاجئين السوريين.


إعلان