عاهل الأردن يطالب القوات المسلحة بالمساعدة في مواجهة الطقس


وجه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني القوات المسلحة الأردنية وجميع الأجهزة الأمنية بمساندة جهود الأجهزة الحكومية المحلية في المحافظات والمناطق التي تعرضت إلى إغلاقات طرق وسيول جراء العاصفة الثلجية
الشديدة والأحوال الجوية السائدة التي تمر بها المملكة، والوصول إلى العائلات المحاصرة والمتضررة في هذه المحافظات والمناطق، وفتح الطرق، وتقديم خدمات الإغاثة اللازمة لهم بأسرع وقت ممكن.
وطلبت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية من المواطنين في كافة أنحاء المملكة المحتاجين لأية مساعدة الاتصال بغرف العمليات في القيادة العامة والمناطق العسكرية.
وقد شهدت معظم مناطق الأردن اليوم الخميس عاصفة ثلجية وتساقطا كثيفا للثلوج منذ الليلة الماضية استمرارا لموجة الطقس السيء التي تضرب الأردن منذ يوم الأحد الماضي مما تسبب فى إغلاقات لغالبية الطرق، وذلك في الوقت الذى تواصل فيه الأجهزة المعنية العمل على فتحها وسط شلل شبه تام لمظاهر الحياة في سائر أرجاء البلاد،حيث توقفت الحركة تماما باستثناء سيارات الأمن والسير والدفاع المدني وآليات الطوارئ التي تجوب الشوارع.
وبحسب دائرة الأرصاد الجوية الأردنية فإن تساقط الثلوج يستمر على فترات اليوم فوق المرتفعات الجبلية وبعض المناطق الداخلية التي يزيد ارتفاعها على 800 متر عن سطح البحر، مع تساقط الأمطار.
وأرجعت وزارة الأشغال العامة والإسكان الأردنية عجز شبكة الصرف الصحي عن استيعاب الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية إلى أنها صممت منذ إنشائها لتستوعب حجم تدفق متوسط من المياه، مما إدى إلى فيضان مياه الأمطار وإغراق الشوارع وتأثير ذلك على بنية الشوارع.
وقرر رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور تعطيل الوزارات والمؤسسات الحكومية والعامة اليوم بسبب الظروف الجوية باستثناء وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية والمدنية في كافة المحافظات والمؤسسات التي تقتضي طبيعة عملها الدوام،كما قررت وزارة التربية والتعليم الأردنية تأجيل امتحانات الثانوية العامة لكافة الفروع الأكاديمية والمهنية، فيما علقت الجامعات الأردنية دوامها اليوم بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وقرر محافظ البنك المركزي الأردني الدكتور زياد فريز أن يكون اليوم عطلة للبنك المركزي وكافة البنوك التجارية بسبب الأحوال الجوية السيئة في المملكة، فيما أعلنت بورصة عمان تعليق أعمالها اليوم على أن يعود الدوام اعتبارا من صباح يوم الأحد المقبل كالمعتاد.
وقرر وزير الصحة الأردني الدكتور عبداللطيف وريكات تشكيل لجان طوارئ بمبنى الوزارة وكافة مديريات الصحة في المحافظات بالتنسيق والتعاون مع المستشفيات التابعة للوزارة في ظل الظروف الجوية السائدة.
وقال المدير التنفيذي للتوزيع بمصفاة البترول الأردنية المهندس زيد الكايد “إنه تم أمس تزويد المحطات بما مجموعه 9 آلاف و700 طن من المشتقات النفطية موزعة بين الديزل والكيروسين والبنزين، إضافة إلى تعبئة 164 ألف إسطوانة غاز”.
وبدوره، أشار نقيب أصحاب محطات المحروقات ومراكز توزيع الغاز بالأردن فهد الفايز إلى أن الطلب على المشتقات النفطية أمس ضمن معدلاته الطبيعية، لافتا إلى أن المواطنين لديهم مخزون من المشتقات النفطية وإسطوانات الغاز قاموا بتخزينها فى وقت سابق.
كما أثرت الأحوال الجوية السيئة على شبكة توزيع الكهرباء مما لانقطاع التيار الكهربائي بعدد من المناطق، في حين حافظت الاستطاعة التوليدية وشبكات النقل الوطنية على زخمها دون أن تتأثر بالموجة الباردة التي يشهدها الأردن منذ أيام.
وارتفع الطلب على المخابز بنسبة 100% أمس، كما زاد الإقبال على شراء المواد الغذائية بنسبة وصلت إلى 25%، غير أن الطلب على المشتقات النفطية انخفض بنسبة 20%، فيما تراجعت كميات الخضار والفواكه الموردة إلى السوق المركزي بنسبة 55% بحسب عاملين في تلك القطاعات.
وأكدت مصادر في شركات الاتصالات الرئيسية بالأردن أن الظروف الجوية التي أثرت على المملكة وبقاء المواطنين في بيوتهم أسهم في زيادة حركة الإنترنت على مختلف الشبكات بنسب متفاوتة تراوحت بين 10 و15%.
وقالت المصادر ذاتها “إن الزيادة في حركة الإنترنت تركزت في الإشتراكات المنزلية مع لجوء المواطنين إلى شبكة الإنترنت غلى جانب التلفزيون والفضائيات
بهدف تصفح المواقع الإخبارية لمتابعة أحوال الطقس، فضلا عن حركة كبيرة شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد أدت الأحوال الجوية السيئة في الأردن من رياح شديدة وتساقط للأمطار وتدن في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، إلى توجه العديد من المترشحين في الانتخابات النيابية المقبلة في العاصمة عمان والمحافظات الأردنية للتخلي عن المقرات الانتخابية المعهودة واستئجار قاعات للأفراح، واستغلال الدواوين العشائرية
للاجتماعات واللقاءات مع المؤازرين لهم في الانتخابات لمجلس النواب الأردني ال17 والتي ستجري في 23 من الشهر الجاري.
وتسببت الرياح العاتية فى تلف وتمزيق يافطات وصور المرشحين في الشوارع والميادين الكبرى والأبنية بمختلف أرجاء المملكة، كما أدى المنخفض الجوي والثلوج إلى زيادة تكاليف الحملات الانتخابية خاصة فيما يتعلق بنوعية “الصيوانات”، مما اضطر المرشحين إلى استئجار “صيوانات” مغطاة جيدا بالشوادر المقاومة للمطر والمبطنة من الداخل، وتوفير عدد كبير من صوبات الغاز الكبيرة لمنح الجالسين بداخلها مزيدا من الدفء في ظل الطقس قارس البرودة.