ضرب فرنسا للمتشددين بمالي أنهى التردد الدولي حيال ذلك

 

 
 
 

 ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الصادرة اليوم أن ضرب فرنسا لمعاقل من تصفهم بالمتشددين الإسلاميين بشمال مالي أنهى التردد الدولي حيال التدخل العسكري هناك، لا سيما عقب فشل جهود الولايات المتحدة وحلفائها في كبح جماح المتشددين.

وقالت الصحيفة- في مقال على موقعها الإلكتروني- إن الولايات المتحدة حاولت طيلة أعوام وقف انتشار التشدد الإسلامي في المنطقة بتفعيل برامجها في مكافحة الإرهاب عبر هذه الأراضي الواسعة والممتدة من الصحراءالتي يسودها الاضطرابات.

وأضافت: أن فرنسا قررت دخول الحرب بمفردها، حتى عقب التحذيرات الأمريكية من احتمال احتشاد الجهاديين بالعالم وشنهم هجمات إرهابية بأوروبا حال شن هجوم غربي على معاقلهم، أوصى مسئولون بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بقتل القيادات البارزة في جماعتي أنصار الدين وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب للانهيار الداخلي للتنظيمات المتشددة.

وعزت الصحيفة رغبة إدارة الرئيس أوباما بعدم الاشتراك في عملية مالي، لا سيما بعدما صبت جل تركيزها ومواردها في صراعات متشددي باكستان واليمن والصومال وليبيا، إلى اتباعها استراتيجية تسمح للأفارقة باحتواء تهديد المتشددين بأنفسهم.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن الولايات المتحدة أنفقت على مدار الأربعة أعوام الماضية مبالغ تتراوح بين 520 إلى 600 مليون دولار أمريكي لتفعيل برامج امتدت من المغرب إلى نيجيريا تقضي بمحاربة المتشددين في المنطقة دون أن تضطر إلى خوض حروب كالتي خاضتها في الشرق الأوسط.

وأكدت الصحيفة سرعة فشل هذه البرامج عقب عودة المسلحين من القتال الذي دار في ليبيا إبان ثورتها للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي حيث تعاونوا مع الجماعات المتشددة مثل أنصار الدين في عمليات انهزمت فيها القوات المالية ذات القدرات الضعيفة، مما دفعهم لشن تمرد ضد الحكومة في العاصمة باماكو.

 

وأوضحت أنه بعد أن كان ينظر للرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على كونه رئيسا متساهلا ومترددا في قراراته، بدا عازما على تغيير هذه الصورة من خلال تبني مواقف حاسمة استخدم فيها على الفور القوات الفرنسية المتواجدة في الصومال ومالي لحل الأزمة الراهنة في مالي.

 

وتابعت “أنه في حال فشل العملية الفرنسية في مالي، سيؤدي ذلك إلى إحداث نقطة تحول هامة في تاريخ رئاسة أولاند، فالفرنسيين كالأمريكيين يقيمون رئيسهم بناء على قدرته في اتخاذ القرارات الحاسمة”.

 

وأوضحت الصحيفة بأنه على الرغم من عدم معرفة المصير الذي سيؤول إليه التدخل في مالي إلا أنه بدأ بشكل جيد عقب قيام القوات الفرنسية بدك معاقل المتشددين بالمروحيات العسكرية وإيقاف زحفهم صوب العاصمة ما جعل أولاند يحصل على دعم واسعالنطاق في فرنسا وخارجها حتى من جانب الدول الأفريقية.

 

وفيما يخص فشل طلعة القوات الفرنسية الجوية لتحرير الرهين الفرنسي في الصومال، أكدت الصحيفة أن هذا لم يؤثر في شعبية أولاند بدليل خروج الفرنسيين ليعربوا عن اعتقادهم بعدم خلو أي حرب من المخاطر.


إعلان