أكثر من مليار دولار للاجئين السوريين


قال وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك الصباح قوله إن المانحين تعهدوا بتقديم أكثر من مليار دولار خلال المؤتمر المنعقد في الكويت لمساعدة اللاجئين والنازحين للسوريين المتأثرين جراء نحو عامين من العنف. وأضاف للصحفيين أنه يأمل أن يصل إجمالي التعهدات بنهاية الاجتماع إلى مبلغ 5ر1 مليار دولار الذي حددته الأمم المتحدة.
من جهته حث بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي شجب الأعمال المروعة التي لا تنحسر في الحرب السورية كل الأطراف المتحاربة على وقف أعمال العنف، ودعا لتقديم مزيد من المساعدات للتعامل مع موقف وصفه بأنه كارثي ويزداد سوءا يوما بعد يوم.
وفي كلمته أمام مؤتمر للمانحين تستضيفه الكويت قال بان كم عدد الناس الذين سيقتلون مجددا إذا استمر الموقف
الراهن، وأضاف أناشد كل الأطراف وخاصة الحكومة السورية وقف القتل باسم الإنسانية أوقفوا القتل أوقفوا العنف.
وقال ناشطون بالمعارضة السورية إن 65 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص وأياديهم مقيدة في مدينة حلب بشمال البلاد أحدث مذبحة تتحدث عنها التقارير في الصراع المستمر منذ أكثر من 22 شهرا.
وألقى الناشطون باللوم على ميليشيات موالية للرئيس بشار الأسد بينما نسبت الحكومة المسؤولية إلى جبهة النصرة الإسلامية المتشددة ولا يمكن التحقق ومعرفة الطرف المسؤول بسبب القيود التي تفرضها سوريا على دخول وسائل الإعلام المستقلة.
وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 60 ألف شخص قتلوا في الصراع. وقال مسؤول بمجلس التعاون الخليجي الذي يضم ست دول عربية خليجية انه تم تقديم تعهدات بمبالغ وصل إجمالها مليار دولار في الاجتماع بحلول منتصف اليوم بعد وعود بتقديم 300 مليون دولار من جانب كل من السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة.
وحذرت الأمم المتحدة من انه بدون تقديم مزيد من الأموال فإنها لن تتمكن من مساعدة ملايين السوريين ووجهت نداء لجمع تبرعات في مؤتمر المساعدات والمبلغ المستهدف هو 5ر1 مليار دولار.
ويحتاج نحو أربعة ملايين سوري نازح داخل البلاد إلى الغذاء والمأوى ومساعدات أخرى كما فر أكثر من 700 ألف شخص إلى دول مجاورة منذ بدء الصراع حسب تقديرات الأمم المتحدة وتقول المنظمة الدولية إن نصف المدنيين الذين تأثروا بالأزمة من الأطفال.
وقال العاهل الأردني الملك عبد الله إن مئات الآلاف من اللاجئين السوريين فروا إلى بلاده لكن قدرة المملكة على تقديم المساعدة وصلت إلى منتهاها، وأضاف إن بلاده استنزفت مواردها.
وقالت فاليري اموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن القطاع الزراعي في أزمة وان المستشفيات وعربات الإسعاف تضررت بل إن الأدوية المسكنة غير متوفرة.
وأضافت إن الأحوال الجوية الشتوية زادت الأمور سوءا وان الناس تعوزهم ملابس شتوية وأغطية ووقود وقالت إن الخطر يتهدد النساء والأطفال بشكل خاص، وقالت نحن نتابع مأساة إنسانية تتكشف أمام أعيننا.
ويهدف مؤتمر اليوم إلى جمع مساعدات بقيمة مليار دولار لجيران سوريا الذين يوفرون المأوى لنحو 700 ألف من اللاجئين السوريين المسجلين و500 مليون أخرى لتمويل الجهود الإنسانية لأربعة ملايين نازح سوري داخل بلادهم.
وستمول المساعدات العمليات للنصف الأول من العام الحالي لكن الأمم المتحدة تلقت حتى الآن تعهدات تغطي 18 في المئة فقط من المبلغ المستهدف الذي أعلن عنه الشهر الماضي مع تصاعد حجم الأزمة الإنسانية السورية بشكل حاد.
ورغم التعهدات وجدت منظمات الإغاثة من قبل أن تحويل الوعود إلى أموال يستغرق وقتا.
لكن من الواضح إن الأنباء كانت ايجابية حين تعهدت كل من السعودية والكويت والإمارات بتقديم 300 مليون دولار.
وعزمت الحكومة الألمانية تقديم مساعدات إنسانية إضافية لسوريا والدول المحيطة بها بقيمة 10 ملايين يورو، وتعتزم الحكومة الألمانية بهذه الأموال دعم مخيمات اللجوء في لبنان والأردن والمنظمات الألمانية غير الحكومية التي تشارك في إغاثة اللاجئين السوريين.
وقدمت النرويج مساعدات إنسانية إضافية تقدر ب 210 ملايين كرونة نرويجية للاجئين السوريين في الدول المجاورة نتيجة لاستمرار تدفقهم هربا من المعارك التي لا زالت مستمرة في سوريا.
وأشار وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت آيدن إلى أن النرويج ستخصص ما يقرب من 60 مليون كرونة نرويجية لدعم الجهود التي تبذلها حاليا الحكومة اللبنانية بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين الذين يستمر تدفقهم باتجاه لبنان.
وفي السياق نفسه تعهد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في افتتاح المؤتمر الدولي للمانحين بتقديم 300 مليون دولار لدعم المساعدات الإنسانية لملايين السوريين المتضررين من الصراع المستمر منذ نحو عامين.
وقال إن التقارير المروعة أثارت تساؤلات بشأن مستقبل سوريا وطالب بمضاعفة جهود المساعدات.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة قال أن هناك الحاجة لمزيد من العمل، وقال الموقف في سوريا مأسوي ويزداد سوءا كل يوم، كل يوم يواجه السوريون أشياء مروعة لا تنحسر، مضيفا أن ذلك يشمل العنف الجنسي والاحتجاز.
وقالت إيران وهي حليف وثيق للأسد إن اللوم في الأزمة الإنسانية يقع على عاتق مقاتلي المعارضة الذين جاءوا إلى سوريا من الخارج.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قوله انه يجب على الحكومة ومعارضيها السوريين الجلوس وإجراء محادثات وتشكيل حكومة انتقالية.