الهيئة الأوروبية لسلامة الغذاء: لا مخاطر صحية للأسبارتام

![]() |
قالت الهيئة الأوروبية للسلامة الغذائية إن مادة الأسبارتام (المحلى الصناعي) والمستخدمة على نطاق واسع في تحلية المشروبات الغازية المنخفضة السعرات الحرارية لا تشكل خطرا صحيا إذا استخدمت بمستويات الاستهلاك المتفق عليها حاليا.
وما خلصت إليه الهيئة الأوروبية سيعتبر انتصارا لبعض شركات المشروبات الغازية التي تستخدم الأسبارتام في تحلية منتجاتها منخفضة السعرات الحرارية.
وكانت دراسات علمية سابقة قد ربطت بين هذه المادة المحلية الصناعية ومخاطر صحية من بينها السرطان والوضع قبل موعد الولادة الطبيعي وأدت هذه الدراسات إلى انخفاض مبيعات مشروبات الصودا المخصصة للحمية في الولايات المتحدة.
لكن هيئات السلامة الصحية على جانبي المحيط الأطلنطي في الولايات المتحدة وأوروبا شككت في نتائج هذه الدراسات وأشارت إلى نقص في البيانات وثغرات متعددة أخرى أغفلت في جوانب الدراسة.
وكانت دراسات سابقة أجرتها مراكز بحوث حول العالم على أشخاص من محبي مشروبات الحمية والمعروفة بـ(الدايت) والمحلاة بالأسبرتام قد خلصت إلى أنه قد أصبح الآن بإمكان محبي “الدايت كولا” وغيرها من المشروبات احتساء المزيد دون أن يخشوا من تحفيز شهيتهم للطعام او يتعرضون للمزيد من المخاطر الصحية، فقد كشفت دراسة أميركية أن الأشخاص الذين يشربون المشروبات الغازية “الدايت” لا يتناولون من السكر والأطعمة الدهنية أكثر من نظرائهم الذين يشربون الماء.
وكان باحثون في السابق قد افترضوا أن شرب المشروبات المحلاة بمنتجات صناعية -مثل الأسبرتام- يغيّر توازن هرمونات الجوع في الجسم، مما يؤدي إلى تناول الشخص لكميات أكبر من الطعام.
وكانت الافتراضات أن مشروبات الحمية هذه قد تحفز شهية الشخص للطعم الحلو، مما يزيد رغبته في الحلويات التي تحتوي على مقدار كبير من السعرات الحرارية.
وكتبت قائدة فريق بحثي قام بعدد من الدراسات المشابههة في مجلة التغذية السريرية الأميركية “لم تجد دراستنا أي دليل يدعم فرضية أن تناول مشروبات الحمية -مقارنة مع شرب الماء- يزيد تفضيل الشخص للأغذية والمشروبات السكرية على المدى القصير”.
وقد درس الفريق البحثي التابع لكلية الصحة العامة بجامعة كارولينا الشمالية، 318 شخصا مصابا بالبدانة أو الوزن الزائد وجميعهم يتناولون ما لا يقل عن 280 سعرا حراريا من المشروبات، وطلب من ثلثهم استبدال حصتين من مشروباتهم السكرية المعتادة بالماء، وطلب من الثلث الثاني استبدال الحصتين من مشروبهم العادي بدايت كولا ودايت شاي ليبتون.
ويقول الباحث في مجال التغذية من كلية الصحة العامة في جامعة هارفارد فاسانتي مالك “تفوق تحْلية المُحلِّيات الصناعية السكر الطبيعي بما يقارب 250 ضعفا، وهذا هو سبب مخاوفنا”.
وبعد ثلاثة وستة أشهر تم تسجيل مأخوذ الأفراد المشاركين في الدراسة من الطعام والشراب، وقد تبين أن أفراد المجموعتين -التي شربت الماء والتي شربت مشروبات الحمية- قللوا مأخوذهم من السعرات الحرارية من ما بين 2000 و2300 سعرة في بداية الدراسة إلى ما بين 1500 و1800 في نهايتها، وجميعهم نقصت أوزانهم.
كما تناول أفراد المجموعتين نفس المقدار من السعرات الحرارية والكربوهيدرات والدهون والسكر. وكان الفارق الوحيد هو لدى مجموعة الماء التي تناولت كمية أكبر من الخضار والفواكه، بينما تناولت مجموعة مشروبات الحمية كمية أقل من الحلويات.
ويقول مالك “إننا كنا نتوقع نتيجة عكسية لو كان استهلاك مشروبات الدايت يزيد الشهية للحلويات”.
وتقول بعض الدراسات إن استهلاك بعض أنواع المحليات الصناعية قد يرفع احتمالية الإصابة بالسرطان، ولكن لا توجد أدلة مقنعة على ذلك.