الاتحاد الأوروبي يعلق مباحثاته مع أوكرانيا

![]() |
محتجون أوكرانيون في باريس يتظاهرون ضد وقف المباحثات مع الاتحاد الأوروبي |
قال الاتحاد الأوروبي اليوم إنه سيعلق العمل مع أوكرانيا بشأن اتفاق للتجارة والتعاون لأن حكومة كييف تقدم دفوعا “غير واقعية”.
وغرد مفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي ستيفان فولي على حسابه بتويتر قائلا إنه أبلغ النائب الأول لرئيس الوزراء الأوكراني سيرجي أربوزوف الأسبوع الماضي أن استئناف مباحثات اتفاق التجارة مرهون بالتزام كييف بشكل واضح بتوقيعه لكنه لم يتلق ردا من حكومة أوكرانيا، وقال فولي إنه نتيجة لذلك قرر الاتحاد الأوروبي “تعليق” المباحثات الجارية بين الطرفين بشأن اتفاق التجارة.
تزامن إعلان الاتحاد الأوروبي مع تجمع حوالي مائتي ألف معارض موال للانضمام للاتحاد الأوروبي اليوم في ساحة الاستقلال وسط العاصمة كييف، استجابة لدعوات المعارضة التي نصبت خياما في الساحة لاستقبال المحتجين.
واندلعت احتجاجات قبل نحو شهر بعد تراجع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي تمهيدا للانضمام إليه لاحقا.
واستعدت أجهزة الأمن بدورها لمواجهة المظاهرات حيث جمّعت قواتها على بعد مئات الأمتار من مكان وجود مظاهرات المعارضة، كما نصب مؤيدو الحكومة خياما في حديقة مارنسكي أمام البرلمان.
وخاطب رئيس الوزراء ميلوكا آزاروف مؤيدي الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بكلمة حذر فيها من أن بعض التغيرات التي قد يحدثها اتفاق الارتباط مع الاتحاد الأوروبي قد لا تتوافق وقناعات المجتمع الأوكراني.
فقال بهذا الصدد “يتعين علينا الوفاء بشروط معينة، فهل تعرفون ما هي هذه الشروط؟ علينا تقنين زواج المثليين.. وإقرار قانون بشأن الحقوق المتساوية للأقليات الجنسية، فهل مجتمعنا مستعد لهذا حقا؟”، فرد الحشد بـ”لا”.
وكان الرئيس يانوكوفيتش قد أقال مسؤولين كبيرين أحدهما رئيس بلدية كييف وذلك بسبب إصداره أوامر بتفريق المتظاهرين بالقوة مما خلف جرحى، وهي المبادرة التي وصفتها المعارضة بالمهمة لكنها قالت إنها غير كافية، وطالبت باستقالة وزير الداخلية فيتالي زخارتشينكو الذي سيزور روسيا قريبا.
وتتهم المعارضة الحكومة الحالية “ببيع أوكرانيا لروسيا”، من خلال إبرام اتفاقات تهدف إلى ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الجمركي للجمهوريات السوفياتية السابقة بقيادة روسيا.
وقال أحد قادة المعارضة أرسيني ياتسينيوك أمس “إن جيراننا الروس يحاولون تنفيذ سيناريو تكون فيه أوكرانيا عضوا في الاتحاد الجمركي”، قبل أن يعلق على ذلك بقوله “لكن هذا النهج سيؤدي إلى إراقة دماء كثيرة”.
وكان الاتحاد الأوروبي قد طلب من الوفد الأوكراني المفاوض في بروكسيل أن تنخرط كييف “بوضوح” في الدرب الأوروبي، واعدا بتقديم دعم مالي يوافق طموحاتها.
وسبق للولايات المتحدة أن أعلنت أنها تفكر في تشريع عقوبات ضد مسؤولين أوكرانيين إذا استمر قمع المتظاهرين.