نقل أول شحنة مساعدات أممية جوا لسوريا من العراق

![]() |
عمال الإغاثة يشحنون طائرة الأمم المتحدة بالمساعدات بمطار إربيل |
أرسلت الأمم المتحدة أول شحنة مساعدات إنسانية جوا من مدينة إربيل بإقليم كردستان العراق إلى سوريا اليوم، وقالت إنها تنوي إرسال مزيد من الأغذية وإمدادات الشتاء إلى لاجئين سوريين في شمال سوريا خلال الأيام القادمة.
وأقلعت الطائرة حاملة على متنها أربعين طنا من المساعدات بعد ظهر اليوم متوجهة إلى مطار القامشلي في شمالي سوريا، بعد تأجيل الرحلة لعدة أيام بسبب صعوبة المناخ، وانتظارا لقبول الحكومة السورية.
وكان من المقرر أن تبدأ الخميس المرحلة الأولى من عملية نقل هذه المساعدات التي حصلت على موافقة الحكومتين العراقية والسورية، والتي تشمل سبع رحلات في الأيام المقبلة من أربيل إلى القامشلي والحسكة في شمال وشمال شرق سوريا.
وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن الإمدادات الغذائية التي ستنقل على مدى 12 يوما ستكفي لإطعام أكثر من ستة آلاف أسرة سورية حتى نهاية ديسمبر.
وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن هذه المساعدة وهي الأولى من نوعها كان يفترض أن يتم نقلها برا لكن استحالة القيام بذلك بسبب تغيير السيطرة على الطريق دفعها إلى اتخاذ قرار بإرسالها جوا رغم تكلفتها العالية.
وهذه المساعدة -التي تقدمها المفوضية العليا للاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي- تهدف إلى مساعدة حوالي ستين ألف لاجئ على مواجهة ظروف فصل الشتاء، وهي تشمل الخيم وملابس ثقيلة بالإضافة إلى أموال لشراء الوقود.
وكانت المناطق التي تقطنها غالبية كردية في شمال شرق سوريا هادئة نسبيا إلى أن اندلعت فيها اشتباكات هذا العام بين الأكراد والثوار وهو الأمر الذي دفع عشرات الآلاف من الأكراد السوريين للجوء إلى إقليم كردستان العراق.
وقال إياد نعمان المنسق الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لرويترز هاتفيا من أربيل “أدت موجة البرد القارس الأخيرة إلى تدهور أوضاع السكان في مدينة القامشلي وأماكن أخرى في سوريا”.
وأضاف “تعاني مناطق شرق سوريا أكثر من غيرها لبعدها عن العاصمة ووجود مشاكل تعرقل توصيل الإمدادات الغذائية”.
ووافقت الحكومتان العراقية والسورية على رحلات الإغاثة الجوية التي ستشمل أيضا نقل إمدادات غير غذائية مثل الأغطية والملابس والأدوية في الايام القادمة.
ونقلت منظمات تابعة للأمم المتحدة بعض الإمدادات المحدودة إلى سوريا من العراق ولبنان لكنها لم تنقل أي إمدادات من تركيا بسبب اعتراض حكومة الرئيس بشار الأسد على ذلك.
ووافقت سوريا قبل عدة أسابيع على عملية الأمم المتحدة وكان متوقعا في البداية استخدام القوافل البرية الأقل كلفة لكن التفاوض مع فصائل مختلفة داخل سوريا بات مهمة تزداد تعقيدا ومن ثم لجأت الأمم المتحدة إلى خيار النقل الجوي.
وقالت المتحدثة باسم بعثة الأمم المتحدة في العراق إلينا نبعة إن سوء الأحوال الجوية زاد من حاجات النازحين داخليا في سوريا كما أن الإمدادات في المخازن أوشكت على النفاد.
وأضافت “بدأنا هذا الجسر الجوي من العراق لأنه أيسر كثيرا بالمقارنة بدول أخرى في المنطقة” فمدة الرحلة قصيرة.
وكانت الأمم المتحدة قد قالت الأسبوع الماضي إن عدد المحتاجين للمساعدات في محافظة الحسكة يقدر بما بين 50 و60 ألفا وإنه تعذر الوصول للسكان منذ وقت طويل.
وقتل أكثر من مائة ألف شخص في الصراع الدائر في سوريا والذي بدأ باحتجاجات سلمية ضد الأسد ثم تحول إلى حرب أهلية، وهذا ثالث شتاء منذ بداية الأزمة السورية في مارس 2011.