جوبا تعلن حظر التجول بعد إحباط محاولة انقلابية

دبابة في الطريق الرئيسي بجوبا عقب إعلان حظر التجوال

أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت اليوم الاثنين إحباط محاولة انقلابية على السلطة بعد اشتباكات بين فصيلين متناحرين من الجنود، مؤكدا سيطرة الجيش على الأوضاع واعتقال بعض من الجماعة التي حاولت الاستيلاء على السلطة.

كما أصدر سلفاكير أمرا بحظر التجول في العاصمة جوبا اعتبارا من اليوم بدءا من الساعة السادسة مساء حتى السادسة صباحا، وقال إن عناصر الأجهزة الأمنية والجيش سيشرفون على تسيير حياة الناس أثناء الحظر.

وأكد سلفاكير في مؤتمر صحفي أن الجيش الشعبي تمكن من إحباط محاولة انقلاب، مشددا على أن “وقت الانقلابات العسكرية قد ولى”.

وقال الرئيس سلفاكير -الذي ظهر وهو يرتدي زيه العسكري- وإلى جانبه عدد من الوزراء وكبار المسؤولين، إنه تم اعتقال عدد من المتورطين في محاولة الانقلاب التي بدأت مساء أمس واستمرت حتى صباح اليوم، وإن الجيش يسيطر على الموقف.

وألقى باللوم على جنود موالين لنائبه السابق رياك مشار -الذي أقيل في يوليو الماضي- في بدء القتال بالعاصمة جوبا أثناء الليل، وسط أنباء عن اعتقاله، وكل من سلفاكير ورياك ماشار إلى عرقيتين متناحرتين اشتبكتا من قبل.

وصرح كير بأن شخصا مجهولا أطلق الرصاص في الهواء قرب مؤتمر للحزب الحاكم.

وتابع رئيس جنوب السودان “أن إطلاق النار أعقبه في وقت لاحق هجوم على مقر قيادة الجيش الشعبي قرب جامعة جوبا من جانب مجموعة من الجنود الموالين لنائب الرئيس السابق الدكتور رياك ماشار ومجموعته واستمرت هذه الهجمات حتى صباح اليوم”.

وأضاف “على الرغم مما حدث فإني أود أن أبلغكم من البداية أن الحكومة تسيطر على الوضع الأمني كاملا في جوبا”.

وكانت أصوات إطلاق النار وانفجارات قد ترددت أثناء الليل حول جوبا وازدادت صباح يوم الاثنين لكنها هدأت فيما بعد، ودعت مبعوثة الأمم المتحدة في جنوب السودان إلى الهدوء.

وتبذل حكومة جنوب السودان جهدا لإقامة نظام حكم فعال منذ إعلان استقلال البلاد عن السودان في 2011.

وكان سلفاكير قد أقال نائبه رياك ماشار بعد أن قاد الانتقادات الشعبية بسبب فشل الحكومة في توفير خدمات عامة أفضل، وعبر ماشار عن رغبته الترشح لمنصب الرئيس في المستقبل.

وتركزت الاشتباكات في ثكنتين عسكريتين هما ثكنة بيلبام الرئيسية شمالي المطار وثكنة جبل جنوب جوبا حيث يتمركز الحرس الجمهوري، وأصبح التحرك في المدينة محدودا وتوقفت الرحلات الجوية.

وقال شهود لوكالة رويترز إن قتالا اندلع بين جنود في جنوب السودان خلال الليل حول العاصمة جوبا، وإن أصداء إطلاق النار والانفجارات دوت صباح اليوم الاثنين بعد تصاعد التوترات السياسية منذ إقالة مشار.

وتحدث مراسل الجزيرة في جوبا عن اشتباكات دارت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة منذ الساعة العاشرة من مساء أمس، وقال إن حالة من الذعر تسود بين المواطنين مع انتشار كثيف لسيارات الأمن في شوارع جوبا.

ونقلت وكالة السودان للأنباء (سونا) عن مصدر عسكري أن ما حدث تمرد يقوده عسكريون تابعون لمشار حاولوا السيطرة على وزارة الدفاع بعد اشتباكات دارت مع قوات الجيش الشعبي المتمركزة أمام مستودعات الذخيرة التابعة للوزارة.

وقال جوك مادوت جوك رئيس معهد سود للأبحاث في جنوب السودان إنه يعتقد أن الجنود الموالين لماشار الذي عزله كير هم من بدأوا القتال.

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة في جنوب السودان هيلدا جونسون يوم تعقيبا على الأحداث “أحث كل أطراف القتال على وقفه فورا وضبط النفس.. أنا على اتصال مستمر مع كبار الزعماء للدعوة للهدوء”.

وذكر متحدث باسم الأمم المتحدة أن حوالي ثمانمائة مدني لجأوا إلى مقر للمنظمة الدولية قرب المطار وأضاف أن سبعة من اللاجئين قد عولجوا لإصابتهم بطلقات نارية من بينهم طفل في الثانية من العمر.

يذكر أن الدكتور رياك ماشار ومنذ إقالته من منصبه يتهم سلفاكير رئيس جنوب السودان بأنه يتصرف كدكتاتور. وكان كير قد قال الأسبوع الماضي إن بعض “الرفاق” يهددون بجر البلاد والعودة مجددا إلى فترة الانقسام بين صفوف أبناء جنوب السودان عام 1991.

ونفت السفارة الأميركية بجنوب السودان على حسابها على موقع تويتر شائعات بلجوء ماشار إليها، وقالت إن السفارة تراقب الوضع الأمني في البلاد.


إعلان