جوبا: استمرار الاشتباكات ودول أفريقية تتوسط

آلاف المواطنين احتموا بمقر الأمم المتحدة خوفا من القتال

قال جيش جنوب السودان إنه فقد السيطرة على بلدة بور المضطربة أمس الأربعاء بعد أنباء عن اشتباكات هناك بين القوات النظامية ومقاتلين موالين لرياك مشار -النائب السابق لرئيس جمهورية جنوب السودان- ولم يكشف متحدث عن الجيش أي تفاصيل عن الوضع.

وتحاول قوات جنوب السودان اليوم الخميس الاحتفاظ بموضع قدم في بلدة تشهد معارك ساخنة في صراع يتجه للاتساع ويهدد بتقسيم الدولة الوليدة على أسس عرقية وهو ما دفع دول شرق أفريقيا للقيام بمحاولة للوساطة.

وأدت خمسة أيام من القتال بين جنود موالين لرياك مشار من قبيلة النوير وقوات رئيس جنوب السودان سلفا كير وهو من قبيلة الدنكا إلى مقتل 500 شخص في الدولة التي قامت منذ عامين فقط بعد انفصالها عن السودان.

وقال وزير الإعلام بجنوب السودان مايكل مكوي لويث إن الاضطرابات لم تؤثر على إنتاج النفط وإن إنتاج بلاده من النفط لم يتأثر بالقتال الدائر وقال لويث لرويترز عبر الهاتف لا يوجد قتال عند حقول النفط إنها هادئة النفط يتدفق كالمعتاد، لكن المواجهات امتدت إلى خارج العاصمة.

وذكر شهود عيان أن الاشتباكات التي اندلعت في جوبا مساء الأحد امتدت إلى بلدة بور وهي عاصمة ولاية جونغلي شمال جوبا، الأمر الذي أثار مخاوف من انزلاق البلاد إلى صراع قبلي.

وقال نائب حاكم ولاية جونقلي حسين مار لوكالة رويترز للأنباء “دار قتال يوم الثلاثاء الماضي في ثكنتين عسكريتين، لكنه قال إن بلدة بور هادئة حاليا.

وأوضح أن قوات بقيادة القائد بيتر قديت حليف مشار سيطرت على الثكنتين لكن التفاصيل لا تزال غامضة.

وأشارت رواية أخرى إلى سقوط ثكنة واحدة فقط في أيدي حلفاء مشار، وصرح بأن المنافسة السياسية لا العرقية هي السبب وراء القتال.

ومن جانب آخر ستسافر مجموعة من وزراء خارجية عدة دول في شرق أفريقيا إلى جنوب السودان اليوم الخميس في مسعى لإنهاء القتال المستمر منذ عدة أيام لتكون أول بعثة أجنبية تدخل جوبا منذ تفجر الصراع الذي راح ضحيته حوالي 500 شحخص حتى الآن.

وقال وزير الإعلام “القوات المتمردة هاجمت بلدة بور مساء الأربعاء وتمكنت من السيطرة على معظم البلدة والقوات الحكومية تقاوم”. وذكر أن الاشتباكات استمرت خلال الليل وصباح اليوم الخميس.

وامتدت المعارك التي بدأت في العاصمة جوبا يوم الأحد الماضي إلى بور شمالي العاصمة أمس الأربعاء. وكانت البلدة التي تقع إلى الشمال من العاصمة قد شهدت مجزرة عرقية في 1991 الأمر الذي أثار مخاوف من الانزلاق مجددا إلى صراع عرقي بين القبائل.

وقد اتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت نائبه السابق مشار ببدء القتال ومحاولة الانقلاب عليه -وهو ما نفاه مشار- وأضاف سلفاكير أن “المحاولة الانقلابية الفاشلة هي صراع على السلطة وليست صراعا قبليا”، كما يروج له من وصفهم بالانتهازيين.

وقال سلفاكير إن لحكومته الخيار في تقديم من شارك في الانقلاب إلى المحاكم العسكرية أو المدنية، والتي ستكفل للجميع محاكمة عادلة على حد قوله، وحمل سلفاكير نائبه السابق مشار مسؤولية انتقال المعارك إلى مدن جنوبية أخرى، على الرغم من استعداده للحوار معه.

بالمقابل أبلغ مشار الموقع الإلكتروني سودان تريبيون بأنه لا يقف وراء محاولة الانقلاب، ونفى أن يكون له أي دور في القتال، وقال إن سلفاكير يستغل الاشتباكات التي اندلعت بين أفراد من حرس الرئاسة لمعاقبة خصومه السياسيين.

وتصاعدت التوترات السياسية منذ إقالة سلفاكير لمشار وقياديين آخرين بارزين في داخل الحركة الشعبية الحاكمة، ويخشى مراقبون من أن يتحول الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية في جنوب السودان وإذكاء الحروب التاريخية بينها.

وتشير السلطات إلى أن الوضع الأمني في جوبا سيعود تدريجيا إلى حالته الطبيعية في غضون أيام، لكنها تخشى من انتقال الصراع إلى مناطق أخرى تعاني أصلا من وضع أمني هش.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الأوضاع في جوبا أخذت تعود إلى طبيعتها، بعد أن خففت قوات الأمن من وجودها في شوارع المدينة، كما استأنفت شركات الطيران رحلاتها إلى مدينة جوبا، غير أنه أضاف أن هناك مخاوف من تطور أعمال العنف في ولاية جونقلي إلى صراع، مما قد يؤدي إلى تعقيد الأزمة.

وذكر مسؤولون في الأمم المتحدة أن قتالا اندلع في توريت إلى الشرق من جوبا، وتقول المنظمة الأممية إن الاشتباكات دفعت 20 ألف شخص إلى اللجوء إلى مخيمات اللاجئين التابعة لها.

وقال وزير الخارجية الإثيوبي توادروس أدهانوم “سنسافر إلى جوبا للحصول على معلومات مباشرة بشأن الوضع على الأرض والسعي لتسوية الأزمة”، ويسافر الوزراء تحت مظلة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد).

وقد أغلقت أوغندا حدودها مؤقتا، وقالت كينيا إن حدودها مفتوحة، وقالت وكالات إغاثة إن مخيما قريبا للاجئين مستعد لقادمين جدد، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنها أجلت ثلاث مجموعات من الرعايا الأميركيين على متن طائرتين عسكريتين ورحلة خاصة مستأجرة.

وذكرت بريطانيا أنها تقوم بإجلاء بعض العاملين في سفارتها وتجمع أسماء الرعايا الراغبين في المغادرة، كما أعلنت إيطاليا أمس البدء بسحب رعاياها من جنوب السودان.


إعلان