أوباما: الاستيلاء على الحكم بالقوة بجوبا مرفوض

دبابة متمركزة بأحد شوارع العاصمة جوبا

أطلع فريق الأمن القومي الأميركي الرئيس باراك أوباما على تطورات الوضع في جنوب السودان بعد إصابة أربعة عسكريين أميركيين باستهداف طائرتهم بإطلاق النار أثناء إجلائها رعايا أميركيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.

وحذر الرئيس الأميركي أطراف النزاع من أن أي محاولة للاستيلاء على السلطة بجنوب السودان بالقوة ستنهي الدعم لتلك الدولة، وحث حكومة جوبا على ضمان أمن المواطنين الأميركيين.

من جهته دعا أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون من العاصمة الفلبينية مانيلا جميع القوى السياسية والعسكرية والمليشيات بجنوب السودان إلى أن توقف على الفور إطلاق النار وأعمال العنف ضد المدنيين. وحذر من أن عشرات الآلاف لا يزالون مهددين.

ودعا بان الرئيس سلفاكير ونائبه المعزول رياك مشار إلى العثور على حل سياسي للأزمة، والعمل بكل ما في وسعهما لكف أتباعهما عن أعمال العنف العرقية وغير العرقية، في وقت حذر فيه خبراء من أن النزاع المسلح بجنوب السودان يتجه إلى الاستيلاء على حقول النفط.

وقال البيت الأبيض -في بيان بعد اتصال الرئيس باراك أوباما بمستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومساعدين كبار آخرين- إن أي محاولة للاستيلاء على السلطة من خلال استخدام القوة العسكرية ستسفر عن إنهاء الدعم المقدم منذ فترة طويلة من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وأضاف البيت الأبيض أن أوباما “أكد خلال المكالة أن زعماء جنوب السودان عليهم مسؤولية دعم جهودنا لتأمين الشخصيات والمواطنين الأميركيين في جوبا وبور عاصمة ولاية جونقلي، وأشار أوباما إلى أن هذا النزاع لا يمكن أن يحل إلا سلميا وبالمفاوضات”.

وقالت قيادة أفريقيا في الجيش الأميركي في بيان إن الطائرة الأميركية تعرضت لإطلاق نار أثناء اقترابها من مكان الإجلاء.

نازحون يحتمون من القتال في مركز تابع للأمم المتحدة بجوبا

من ناحيته، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري رئيس جنوب السودان سلفاكير -خلال اتصال بينهما- من أن استمرار المعارك سوف يطيح باستقلال بلاده.

وكان أربعة عسكريين أميركيين قد أُصيبوا إثر إطلاق النار على طائرتهم أثناء إجلائها رعايا أميركيين من جنوب السودان الذي تعمه الفوضى.

يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وكينيا وأوغندا -وكذلك شركات النفط العاملة بجنوب السودان- استمرت خلال الأيام القليلة الماضية في إجلاء رعاياها في وقت يشتد فيه القتال بين القوات المتصارعة.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أمس أنها ستنظم رحلة ثالثة وأخيرة لإجلاء رعاياها في الوقت الذي تتكثف فيه المعارك. وسوف تقلع هذه الرحلة من العاصمة جوبا إلى دبي بعد ظهر اليوم. وكانت بريطانيا قد أجلت خلال رحلتي الخميس والجمعة 227 من رعاياها وآخرين.

من جهة أخرى يصل إلى جنوب السودان اليوم مبعوثان أميركي ونيجيري في إطار مهمتين للوساطة لتفادي امتداد الحرب الأهلية بالبلاد، في حين أكدت الأمم المتحدة أن أربعين ألف شخص نزحوا من مناطق سكناهم خوفا من القتال الذي امتد إلى مناطق ولاية الوحدة المنتجة للنفط.

ومن المقرر أن يصل جوبا في وقت لاحق اليوم الموفد الأميركي إلى جنوب السودان والسودان دونالد بوث، وفق ما أعلن مسؤول في وزارة الخارجية بجنوب السودان.

كما يتوقع أيضا وصول مبعوث نيجيري في مساعٍ جديدة لحل الأزمة التي نشبت بعد إعلان الرئيس سلفاكير ميارديت مساء الأحد إحباط محاولة انقلابية قيل إن متزعمها هو نائبه السابق رياك مشار، وأعقب ذلك وقوع اشتباكات خلفت خمسمائة قتيل قبل امتداد القتال إلى ولاية جونقلي، حيث سيطر المتمردون على بور عاصمة الولاية، ثم إلى ولاية الوحدة المنتجة للنفط.

وتأتي هذه المساعي في أعقاب لقاء جمع اليوم وزراء خارجية دول منظمة الهيئة الحكومية للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيغاد) مع الرئيس سلفاكير في ختام مهمة وساطة قاموا بها في جوبا، حيث أكد سلفاكير مجددا استعداده للدخول في حوار بدون شروط مع مشار.

وتصاعدت التوترات السياسية بجنوب السودان منذ إقالة سلفاكير نائبه مشار وقياديين آخرين بارزين داخل الحركة الشعبية الحاكمة في يوليو الماضي، ويخشى مراقبون من أن يتحول الصراع إلى عنف عرقي بين المجموعات القبلية، مما يذكي الحروب التاريخية بينها.


إعلان