اشتباكات بفض اعتصام الرمادي بالعراق

![]() |
صورة لمسلحين على مركبة قالوا إنهم استولوا عليها من الشرطة العراقية |
قالت الشرطة العراقية ومصادر طبية إن اشتباكات اندلعت عندما تحركت الشرطة لفض اعتصام للسنة في محافظة الأنبار غرب العراق مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا.
وبدأ الاعتصام قبل حوالي عام بمظاهرات احتجاج على ما يعتبره المعتصمون تهميشا لطائفتهم من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة.
وتعهد المالكي الذي يسعى للفوز بولاية ثالثة على رأس الحكومة العراقية في الانتخابات التي ستجرى في إبريل المقبل بإزالة مخيم الاعتصام متهما المحتجين بإثارة الفتنة وإيواء مسلحين مرتبطين بالقاعدة.
وزادت حدة العنف هذا العام مع استهداف المسلحين المرتبطين بالقاعدة للحكومة وكل من يعتبرونه مؤيدا لها وهو ما أثار القلق من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف عامي 2006 و2007.
وقالت الشرطة إن اشتباكات اندلعت عندما أطلق مسلحون النار على القوات الخاصة التابعة للشرطة التي كانت تحاول دخول مدينة الرمادي مقر الاعتصام.
وسمع دوي إطلاق أعيرة نارية وانفجارات في بعض أنحاء المدينة، وقال مصدر إن المسلحين دمروا أربع مركبات للشرطة وقتلوا ثلاثة على الأقل من أفراد الشرطة في شمال الرمادي.
وأبلغت مصادر في مستشفى الرمادي ومشرحة المدينة وكالات الأنباء أن جثث عشرة أشخاص آخرين قتلوا في الاشتباكات قد نقلت إلى المشرحة، وفي الفلوجة هاجم مسلحون دوريات للجيش انتشرت على الطريق السريع الرئيسي المؤدي للرمادي.
وتواصلت الاشتباكات بين مسلحي العشائر وقوات الأمن العراقية في مدينتي الرمادي والفلوجة في محافظة الأنبار غربي العراق، وقد تضاربت الأنباء بشأن سيطرة قوات الأمن على ساحة الاعتصام بالرمادي، وسط تقارير عن امتداد المعارك إلى مناطق في محافظة صلاح الدين.
وقال شهود عيان إن قتلى وجرحى سقطوا في الاشتباكات, وأضافوا أن شبكة الاتصالات توقفت بالكامل في أغلب مدن محافظة الأنبار، وأكدوا عدم تمكن قوات الجيش من الوصول إلى ساحة الاعتصام بفعل قوة النيران التي واجهتها. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن مروحيات عسكرية حلقت فوق ساحة الاعتصام.
وقد أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري أن الشرطة رفعت خيم ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي بالاتفاق مع الإدارات المحلية من دون وقوع إشكالات، وقال إن ثلاثين قيادياً من تنظيم القاعدة كانوا داخل الخيم لكنهم فروا ليل أمس بعدما شعروا بأن القوات الأمنية مصممة على إزالة الخيم.
وذكر الصحفي أحمد الأنباري من الرمادي أن مسلحي العشائر تمكنوا من صد تقدم القوات الحكومية، وأوضح أن قسما كبيرا من فوج الطوارئ القادم من البصرة وميسان هرب من مواقعه، وأوضح في اتصال بالجزيرة نت أن المسلحين تمكنوا من السيطرة على قطع عسكرية تخلى عنها الجيش في عدد من المناطق منها شارع 20 وشارع 60 وشارع 17 تموز.
وأظهرت صور -وزعها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي- المسلحين وهم يسيطرون على آليات عسكرية تابعة للجيش، وآليات محترقة وقتلى من الجنود.
وتوجهت مجموعات من الشباب لساحة الاعتصام لمساعدة مسلحي العشائر الذين يحاولون صد تقدم القوات الأمنية، وذلك بعد أن تصاعدت من مكبرات الصوت في مساجد المدينة التكبيرات والنداءات التي تحث الأهالي على حمل السلاح والقتال.
من جانبه ندد الشيخ عبد الملك السعدي -وهو رجل دين سني بارز كان قد دعا المحتجين إلى الحفاظ على السلمية- بالعملية الأمنية ودعا قوات الأمن للانسحاب على الفور لمنع المزيد من إراقة الدماء.
وفي آخر التطورات أعلن عدد من نواب قائمة العراقية استقالتهم احتجاجا على العمليات الدائرة في الأنبار.
ووصف حكومة المالكي بأنها حكومة طائفية تريد القضاء على السنة في البلاد وحث أعضاء الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية من السنة على الاستقالة ومقاطعة العملية السياسية.
ودعت الأمم المتحدة إلى ضبط النفس وقال مبعوثها في العراق نيكولاي ملادينوف في بيان “أشعر بالقلق بخصوص التطورات الحالية في الأنبار وأدعو الجميع إلى توخي الهدوء والالتزام بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في اليومين الآخيرين”.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري للتلفزيون الرسمي إن قرار فض الاعتصام اتخذ بعد أن “تم التوصل إلى اتفاق في وقت متأخر يوم الأحد الماضي وبعد محادثات طويلة جدا لإزالة خيام الاعتصام من قبل الشرطة المحلية بدون تدخل الجيش”.
وكان التوتر يعتمل على مدى الأسابيع الأخيرة في الأنبار وهي المحافظة التي تضم ثلث مساحة العراق وأغلب سكانها من السنة ويعيشون على ضفاف الفرات.
وكان الجيش العراقي قد قام بعملية كبيرة في الأنبار لإخراج مسلحي القاعدة منها بعد هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 18 جنديا من بينهم قائد فرقة في 21 ديسمبر الماضي، مما دفع الشيخ عبد الملك السعدي إلى حث المحتجين على الاستعداد للدفاع عن انفسهم.