الأردن والسلطة وإسرائيل يوقعون على ربط “الميت بالأحمر”

البحر الميت آخذ في الانكماش والجفاف

سيوقع ممثلو إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية اتفاقا “تاريخيا” لربط البحر الأحمر بالبحر الميت الآخذ في الانكماش، بحسب ما أعلنه وزير الطاقة والتنمية الإقليمية الإسرائيلي، وهذا المشروع يؤكد الأردن أنه سيحقق له جزءا من احتياجاته من الماء.

فقد قال وزير الطاقة والتنمية الإقليمية سيلفان شالوم لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن المياه طبقا للاتفاق الذي سيوقع في مقر البنك الدولي في واشنطن سوف تجلب من خليج العقبة، وسيُحلى جزء من المياه لتستفيد به إسرائيل والأردن والفلسطينيون بينما سينقل الجزء الباقي عبر أربعة أنابيب إلى البحر الميت.

وأشار شالوم إلى الجوانب الاقتصادية المترتبة على توفير مياه عذبة محلاة رخيصة للدول المجاورة والجانب البيئي المتمثل في “إنقاذ البحر الميت من الجفاف”، وأخيرا للجانب الإستراتيجي الدبلوماسي للاتفاق والذي سيوقع في وقت تتعثر فيه محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضاف شالوم إن توقيع الاتفاق الذي وصفه بالحدث التاريخي سيتم في مقر البنك الدولي بواشنطن، وتابع أن المشروع الذي يفترض أن يحول دون جفاف البحر الميت بحلول عام 2050 حظي بترحيب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك الأردن عبد الله الثاني.

ويتضمن الاتفاق مد أربعة أنابيب بين البحرين, وإقامة محطة تحلية عملاقة بمدينة العقبة الأردنية بهدف إنقاذ البحر الميت من الجفاف. وقال مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري إن المشروع الذي سيوفر أيضا مياه الشرب المحلاة للسلطة الفلسطينية وإسرائيل سينفذ خلال خمس سنوات.

ويشارك في حفل توقيع الاتفاق المرتقب بواشنطن الوزير شالوم, ووزيرا المياه الأردني حسام الناصر والفلسطيني شداد التيلي, وفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، التي قالت إن الاتفاق ثمرة مفاوضات طويلة زار خلالها شالوم الأردن سرا مرارا.

والمشروع سيقوم على مد أربعة أنابيب بين البحرين الأحمر والميت ستمدد كلها في الأراضي الأردنية ويصل طولها إلى 180 كلم، وستنقل مائة مليون متر مكعب من المياه سنويا من البحر الأحمر إلى الميت.

وقال الرئيس السابق لسلطة وادي الأردن دريد محاسنة للجزيرة إن إعلان إسرائيل عن الاتفاق لا ينفي أن المشروع أردني.

وأضاف محاسنة أن المشروع سيتيح للمملكة الحصول على ما يصل إلى مائة مليون متر مكعب من مياه البحر الأحمر المحلاة سنويا, مشيرا إلى حاجة الأردن الماسة للمياه لأنه من بين البلدان الثلاثة الأكثر فقرا للمياه في العالم.

وتابع الخبير الأردني أن ضخ ما يصل إلى 150 مليون متر مكعب من المياه بالبحر الميت سنويا لن يؤثر على توازنه البيئي, مضيفا أن هذا التوازن قد يتضرر في حال تم ضخ أكثر من ثلاثمائة مليون متر مكعب فيه.


إعلان