‘هيومن رايتس ووتش’ تتهم النظام السوري باستهداف المدنيين


اتهمت منظمة هيومن رايتس وتش، القوات الحكومية السورية بشنّ هجمات جوية متعمدة استهدفت مدنيين, وقالت المنظمة الدولية في تقرير أصدرته أمس الأربعاء إن القوات الجوية السورية شنت غارات جوية عديدة بشكل عشوائي ضد المدنيين.
وأضافت أن هذه الغارات تعد انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني (قوانين الحرب)، ويعد من يرتكبون هذه الانتهاكات بنية إجرامية مسؤولين عن جرائم حرب.
وأشارت إلى أن الغارات الجوية التي وثقتها أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 152 مدنياً، وطبقاً لشبكة محلية من الناشطين السوريين، قتلت الغارات الجوية منذ تموز/يوليو 2012 أكثر من 4300 مدني في شتى أنحاء سوريا.
وقال الباحث يشؤون الطوارئ في هيومن رايتس ووتش، أولى سولفانغ، الذي زار المواقع وقابل العديد من الضحايا والشهود، إنه في قرية إثر قرية، نجد المدنيين في رعب من قوات بلدهم الجوية.. قتلت هذه الغارات الجوية غير القانونية وأصابت العديد من المدنيين، ومهدت طريق الدمار والخوف والتهجير.
وأضافت المنظمة أنه من خلال تحقيقات في مواقع الغارات ومقابلات، جمعت معلومات تشير إلى أن القوات الحكومية تعمدت استهداف أربعة مخابز كان المدنيون يقفون فيها في طوابير ينتظرون الخبز، وقد شهدت هذه المخابز الأربعة 8 غارات، كما أصيبت مخابز أخرى بالقصف المدفعي.
وتابعت يظهر بقوة من الغارات الجوية المتكررة على مستشفيين في مناطق زارتها هيومن رايتس ووتش أن الحكومة قد تعمدت أيضاً استهداف هذه المنشآت.
وبالإضافة إلى الغارات على المخابز والمستشفيات، خلصت المنظمة في 44 حالة أخرى إلى أن الغارات الجوية كانت غير قانونية بموجب قوانين الحرب، وأضافت أن القوات السورية استخدمت أساليب ووسائل للحرب مثل القنابل غير الموجهة التي تم إسقاطها من مروحيات تحلق على ارتفاعات عالية لا يمكنها في ظل الظروف التي استخدمت فيها أن تميّز بين المدنيين والمقاتلين، ومن ثم فهي عشوائية.
وقالت إنه في الغارات التي حققت بها على الرغم من الخسائر الضخمة في صفوف المدنيين، كانت الخسائر التي تكبدتها مقرات المعارضة والمرافق العسكرية المحتملة الأخرى قليلة للغاية وبقدر ما أمكن لـ هيومن رايتس ووتش التأكد، لم تقع إصابات أو خسائر في صفوف مقاتلي المعارضة.
وجددت اتهامها الحكومة السورية باستخدام القنابل العنقودية وأسلحة محرقة يجب على الأقل أن تُحظر في المناطق المأهولة بالسكان.
وتابعت لم يتخذ الجيش السوري الحُر وغيره من الجماعات المسلحة السورية المعارضة جميع الاحتياطات من أجل تفادي نشر القوات والمرافق من قبيل المقار في أو بالقرب من المناطق كثيفة السكان غير أن الطرف المُهاجِم لا يُعفى من الالتزام بأن يأخذ في الاعتبار الخطر اللاحق بالمدنيين جراء الهجوم على مناطق وضع فيها الطرف المُدافع أهدافاً عسكرية داخل مناطق مأهولة بالسكان أو بالقرب منها