الأدلة على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا تتلاشى


تعرض مفتشو الأسلحة التابعون للأمم المتحدة لإطلاق النار في سوريا، وقد بدأت الأدلة التي يبحثون عنها على وقوع هجوم كيماوي تتلاشى بالفعل من الموقع.
ومع تأخر وصول الفريق المكون من 20 خبيرا إلى الموقع الذي يقال أن المئات قتلوا فيه بصواريخ مشحونة بغازات الأعصاب في 21 أغسطس تزيد صعوبة العثور على بقايا ذات معنى لأي ذخائر سامة بالنسبة إلى البعثة التي يقودها العالم السويدي اكي سيلستورم.
وتبحث القوى الغربية توجيه ضربات عسكرية لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد إذا خلصت إلى أنها استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الأهلية ومن شأن الحصول على أدلة موثوق فيها أن يكون حاسما في مشاوراتها.
وقال خبراء إن آثار المواد الكيماوية على شظايا الذخائر وفي الحفر التي أحدثها ارتطام تلك الذخائر بالأرض وعلى المباني ستكون قد تلاشت وسيصبح من الصعب أيضا رصد أي شيء في بول سكان المنطقة الواقعة على أطراف دمشق وسيكون مرتكبو الهجوم قد أتيحت لهم أيام لإخفاء الأدلة.
وقال رالف تراب وهو خبير في نزع السلاح سبق أن عمل في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي تزود فريق الأمم المتحدة بالخبراء إن آثار المواد الكيماوية في بول الضحية تتلاشى خلال أيام أما الدم فيحتفظ ببعض الآثار لأسابيع.
وأضاف تراب إن العينات يجب جمعها في اقرب وقت ممكن بعد وقوع الحادث والأفضل خلال أسبوعين من تردد مزاعم استخدام السلاح الكيماوي.
ويخشى البعض أن يكون الأوان قد فات عند وصول فريق الأمم المتحدة لجمع أي عينات تصلح كدليل.
واتهم مستشار الأمم المتحدة السابق جورج ايه لوبيز الذي يعمل بمعهد دراسات السلام الدولي بجامعة نوتردام نظام الأسد بالقيام “بمناورات محسوبة” على الأرض في دمشق لمواجهة رد فعل الأمم المتحدة والعالم.
وقال قوات الأسد واصلت قصفها للمنطقة بالأسلحة التقليدية بينما أزال السكان المحليون وآخرون الجثث، وهذا أسرع بتحلل وتلوث المركبات الكيماوية اللازمة لتوفير دليل لا يدحض على نوع الغاز ومستوى تركيزه ومصدره للمفتشين الذين ربما لا يزال أمامهم يوم أخر أو أكثر قبل أن يتمكنوا من أخذ عينات من التربة وغيرها.
وفي ظل انقسام القوى العالمية حول الصراع سيتعين على المفتشين أيضا الحفاظ على سلامة عيناتهم.
وعليهم التأكد من أن الحاويات والقوارير التي تنقل إلى المختبرات لتحليلها يعهد بها إلى سلسلة صارمة من الأفراد وأن تكون محكمة التغليف بالألياف الضوئية ومصحوبة بوثائق مستوفاة حتى يمكن إظهار إن العينات لم يتم التلاعب بها.
ويجب أن ترسل العينات إلى مختبرين ويفضل ثلاثة من بين مختبرات في 20 دولة بينها وبين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية اتفاقات عمل.
وقال جان باسكال زاندرز وهو خبير مستقل يدير مدونة للأسلحة الكيماوية إن مصادر الأدلة الأخرى مثل مقابلات شهود العيان يمكن أن تستخدم أيضا في دعم مزاعم وقوع هجوم كيماوي واسع النطاق.
وقال نبحث عن عدد كبير من الأشخاص الذين تردد إنهم تأثروا بالهجمات الكيماوية الناس سيكون لديهم ما يروونه وبمقارنة الروايات بعضها ببعض سنكون صورة لما حدث.
وأضاف أن تشريح الجثث خيار آخر برغم إن الضحايا دفنوا بالفعل وسيتعين الحصول على موافقة الأسرة لتشريح أي جثة.
ويظهر حادث إطلاق النار أن صعوبات أخرى تنتظر البعثة غير الصعوبات العلمية.
وقال بير رون وهو خبير سويدي في الأسلحة الكيماوية عمل مع سيلستورم وسبق أن رأس فرعا بمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية إن من بين العقبات الكبرى دخول المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة حيث لا يمكن للحكومة السورية توفير ضمانات أمنية.