لافروف: روسيا لا تنوي محاربة أحد في سوريا

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا تنوي محاربة أحد في ما يخص الوضع في سوريا وتتمنى على الدول الغربية أن تغلب المصلحة الإستراتيجية على ما عداها.

ونقلت وكالة أنباء نوفوستي الروسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي خاص بالأوضاع في سوريا، عما إن كانت روسيا ستقوم بخطوة ما في حال قامت الدول الغربية بعمل عسكري ضد سوريا، لا ننوي محاربة أحد.

وعبر عن أمله في ألا تقوم الدول الغربية بأي عمل من هذا النوع في سوريا وقال نأمل في أن يحدد شركاؤنا الغربيون سياستهم من منطلق الفكر الإستراتيجي وليس من منطلق التشنج والانفعال.

وأضاف مَن يظن أن الضربات الجوية للبنى التحتية لعسكرية السورية ستمكّن مناوئي النظام السوري من إحراز الانتصار فهو يتوهم، مشيرا إلى أن الحرب الدائرة في سوريا ستستمر حتى إذا أحرزوا انتصارا كهذا.

إلى ذلك أشار وزير الخارجية الروسية إلى أن عقد مؤتمر جنيف 2 الخاص بسوريا في شهر أيلول بات أمرا غير واقعي، وأكد أن روسيا ستواصل جهودها للتحضير لعقد هذا المؤتمر في أسرع وقت ممكن.

وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد له في اتصال هاتفي إنه يحث المعارضة السورية على عدم وضع أية شروط غير واقعية على مشاركتها في المؤتمر.

وقد أعلن وزير الخارجية الروسي، أن الدول الغربية التي تهدد باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا لم تقدّم أية أدلة بشأن استخدام السلاح الكيميائي المزعوم، معتبراً أنها تسعى لتعطيل مؤتمر جنيف 2، وحذّر من العواقب الوخيمة لاستخدام القوة في المنطقة.

وقال إن الغرب لا يمتلك أية أدلة بشأن استخدام الكيماوي في سوريا، ولكن يزعم، مع ذلك، أن النظام السوري تجاوز الخطوط الحمراء.

وشكك بالصور التي تم تداولها على شبكة الإنترنت حول الهجوم الكيميائي المزعوم في ريف دمشق، متسائلاً لماذا لم يتطرّق شركاؤنا الغربيون الذين تحدثوا عن تعليق الدلائل بالأسلوب نفسه بالنسبة (لحادثة) خان العسل.

وأشار إلى أن التسريبات الإعلامية حول الهجوم الكيميائي المزعوم جرى عندما كان الخبراء الروس والأميركيون يعدون للقاء التحضيري لمؤتمر جنيف 2.

وأضاف أن الدول الغربية تأخذ على نفسها دور مجلس الأمن الدولي من دون أن تنتظر نتائج التحقيق الأممي في المعلومات عن استخدام السلاح الكيميائي.

وقال إن الحكومة السورية وقواتها ليست بحاجة لاستخدام الأسلحة الكيميائية.

وعبّر لافروف عن القلق بشأن تصريحات باريس ولندن حول احتمال التدخل في سوريا من دون قرار من مجلس الأمن.

وألمح إلى أن روسيا ترفض أن تتعامل أية دول مع الأزمة السورية من دون قرار مناسبة لمجلس الأمن الدولي، قائلاً يجب أن يتأكد الخبراء من أي خبر عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا.. ويجب تقديم تقرير عن نتائج التحقيقات اللازمة إلى مجلس الأمن الدولي.

وأشار إلى أن الذين يهددون باستخدام القوة العسكرية ضد (الرئيس السوري بشار) الأسد، يتخذون من استخدام مزعوم للسلاح الكيميائي في منطقة الغوطة بريف دمشق ذريعة لحشد وسائل الحرب في المنطقة.

وقال لافروف إن روسيا تدعو الدول الرئيسية الأخرى إلى منع التدخل العسكري في شؤون سوريا وعدم الوقوع في أخطاء ارتكِبت في أوقات سابقة.

واتهم الأوساط الغربية بأنها تسعى لتعطيل مؤتمر جنيف وتغيير النظام السوري بالقوة، وقال إن حالة الهسترياحول استخدام الكيماوي تهدف الى إحباط جنيف 2.

وأضاف أن الحكومة السورية وافقت على المشاركة في الحوار بينما لم توافق المعارضة على ذلك.

وتابع أنه من الواضح أن المعارضة السورية لا تريد المفاوضات، ولا توافق إلا على استسلام النظام، واعتبر ان مثل هذه المواقف ستتعزز بنتيجة الحملة الإعلامية القوية التي قد أطلقت دعما لحل الأزمة السورية عسكريا.

ورأى أن سير الأحداث يؤكد بشكل عام أنه كلما ظهرت فرصة لإطلاق عملية سياسية، بدأت هناك محاولات لتغيير النظام بالقوة وإحباط هذه الفرص.

وأشار لافروف الى أن نظيره الأميركي، جون كيري، أكد له في المكالمة الهاتفية الأخيرة تمسك الولايات المتحدة بعقد مؤتمر جنيف 2، وتعهد ببذل الجهود لحث المعارضة السورية على المشاركة فيه.

ورأى الوزير الروسي أن استخدام أي قوة من دون قرار مجلس الأمن يعتبر خرقاً فاضحاً لميثاق الأمم المتحدة، حذّر من أن تدخل حلف شمال الأطلسي( الناتو ) خطير جداً وعليهم التفكير جيداً قبل ارتكاب هذا الخطأ.

وأضاف يريدون معاقبة النظام والقيام بعملية عسكرية وهذا سيؤدي إلى حرب دموية.

وقال لافروف إن عملية الترهيب (في سوريا) بدأت كما بدأت في العراق قبل عشر سنوات وفي ليبيا أيضاً، داعياً إلى خلق ظروف للمصالحة وأن يكون هناك تسامح بالنسبة للأقليات العرقية في المنطقة.

وأشار إلى وجود حرب أهلية تدور في سوريا مع وجود كبير للإرهابيين، مؤكداً على أن تغيير النظام في سوريا لن يؤدي الى إنهاء الحرب الأهلية.

وتطرّق إلى إطلاق النار الذي تعرض له فريق المحققين الأممين بريف دمشق اليوم مع بدء تحقيقهم حول الهجوم الكيميائي المزعوم، وقال إن الخبراء تعرضوا لرصاص القناصة من مناطق تسيطر عليها المعارضة، معتبراً أن المعارضة السورية تقوم ما بوسعها لتعطيل عمل الخبراء الدوليين.


إعلان