فشل الدبلوماسية في إنهاء الأزمة المصرية

أعلنت الحكومة المؤقتة في مصر فشل الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة السياسية في البلاد ولمحت إلى أنها تستعد للتحرك ضد المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في منطقتين بالقاهرة.
وحاول مبعوثون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والإمارات وقطر نزع فتيلة الأزمة، لكن الرئاسة المصرية قالت في بيان لها إنها انتهت من مرحلة الجهود الدبلوماسية التي بدأت منذ أكثر من عشرة أيام” وحملت جماعة الإخوان المسلمين المسؤولية عن العواقب المحتملة.
وقال رئيس الجمهورية المستشار عدلي منصور في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفطر المبارك “إن عيد الفطر
المبارك “يهل علينا هذا العام في ظل أجواء استثنائية وظروف حرجة وأوضاع دقيقة وهو الأمر الذي يفرض المزيد من التحديات على هذا الوطن وأبنائه”.
وأضاف منصور أن ” ما يجعلني مطمئنا ومتفائلا ومستبشرا بهذه الأيام الطيبة والمناسبة المباركة معرفتي العميقة بجوهر هذا الشعب العظيم وطاقاته”.
وفي سياق متصل دعا رئيس الحكومة المصرية المؤقتة حازم الببلاوي أنصار مرسي إلى فض اعتصامهم طواعية على الفورقائلاً في بيان أذاعه التلفزيون “إن الحكومة ستواجه بأقصى درجات الحزم والقوة أي محاولة من جانب المعتصمين لاستخدام السلاح في مقاومة الإجراءات التي يمكن أن تتخذها وزارة الداخلية لفض الاعتصام”.
واتخذ مجلس الوزراء المؤقت قرارا قبل نحو أسبوع بفض الاعتصام وتكليف وزارة الداخلية باتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك.
وقال الببلاوي إن قرار فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة نهائي توافق عليه الجميع في الحكومة ولا رجعة عنه علي الإطلاق.
وأضاف أن المجتمعين في تلك الإعتصامات تجاوزوا كل حدود السلمية واتهمهم بالتحريض على العنف وممارسته وتعطيل حركة المرور، مطالباً المعتصمين بسرعة المغادرة دون ملاحقة لمن لم تتلوث يده منهم بالدماء.
منعطف خطير
ويعتصم ألوف من أنصار مرسي في منطقتي رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة منذ خمسة أسابيع مطالبين بإعادته للرئاسة.
وبالإعلان عن انهيار الوساطة الدبلوماسية والتهديد بفض اعتصام مؤيدي مرسي تدخل الأزمة السياسية في مصر مرحلة خطيرة جديدة.
وقال السناتور الأمريكي لينزي جراهام لشبكة سيبياس الإخبارية بعد أن اجتمع مع مسؤولين من الجانبين في القاهرة لم أكن اعرف أن الوضع بهذا السوء هؤلاء الناس لم يبق أمامهم سوى أيام أو أسابيع لينزلقوا في حمام دم شامل.
وفي الثالث من تموز أطاح الجيش بالرئيس الذي جاء في أول اقتراع حر بمصر بعد مظاهرات حاشدة في الشوارع ضد حكمه وعين حكومة مدنية مؤقتة وألقي القبض على مرسي وقياديين في جماعة الإخوان المسلمين.
وقتل ما يقرب من 300 شخص في أعمال عنف سياسي منذ الإطاحة بمرسي بينهم 80 سقطوا برصاص قوات الأمن في حادث واحد يوم 27 من يوليو تموز.
وتنقل المبعوثون الدوليون بين الجانبين لأكثر من أسبوع سعيا لحل وسط، واجتمعت الحكومة مع المبعوثين وسمحت لهم برؤية قادة محبوسين من الإخوان.
وقال بيان الرئاسة إن الحكومة سمحت للمبعوثين بزيارة قيادات جماعة الإخوان المسلمين المسجونين إيمانا منها بضرورة إعطاء المساحة الواجبة لاستنفاد الجهود الضرورية التي من شأنها حث جماعة الإخوان المسلمين ومناصريها على نبذ العنف وحقن الدماء واحترام إرادة الشعب الذي احتج مطالبا بإنهاء حكم مرسي.
وأضاف تلك الجهود لم تحقق النجاح المأمول رغم الدعم الكامل الذي وفرته الحكومة المصرية.
وقال محمد علي بشر القيادي البارز بالإخوان المسلمين والذي مثل الجماعة في المحادثات مع الدبلوماسيين انه يحتاج لبعض الوقت للتشاور مع أعضاء آخرين بالجماعة قبل الرد على بيان الرئاسة.
ووضع الجيش خطة فترة انتقالية تشمل انتخابات جديدة ورفضت جماعة الإخوان المسلمين هذه الخطوة.
واجتمع الببلاوي مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم.
وقال موقع بوابة الأهرام الالكترونية إن الإجتماع تناول مناقشة الأوضاع الأمنية في سيناء وكيفية حل الأوضاع في رابعة العدوية والنهضة والتأكيد على تكليف وزير الداخلية لمواجهة العنف والإرهاب في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
قلق أوروبي من انهيار جهود الوساطة
ودعا أنصار مرسي والناشطين الذين أيدوا عزله لمظاهرات حاشدة الخميس الأمر الذي يمكن أن يشعل العنف في أول أيام عيد الفطر.
ودعا التحالف الوطني لدعم الشرعية الذي يؤيد مرسي لما سماها مظاهرات “عيد النصر”.
ودعا التيار الشعبي ذو التوجه اليساري لصلاة العيد في ميدان التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت الرئيس حسني مبارك عام 2011 وفي الميادين بمختلف أنحاء البلاد.
وغادر أكبر دبلوماسي أمريكي شارك في جهود الوساطة وهو وليام بيرنز نائب وزير الخارجية مصر بعد قليل من إعلان فشل تلك الجهود.
وقال الاتحاد الأوروبي انه قلق للغاية إزاء انهيار جهود الوساطة، وقال متحدث باسم كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن الاتحاد سيواصل تشجيع الحوار الوطني الذي يشمل الجميع بهدف استعادة الديمقراطية.
وأضاف أن مبعوث الاتحاد الأوروبي برناردينو ليون لا يزال في القاهرة للحديث إلى الجانبين.
وقد دعا السناتور جراهام وزميله جون مكين الجيش لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وبدء حوار وطني، لكن المسؤولين المصريين ووسائل الإعلام ردت على انتقاداتهما بغضب، وقال المتحدث الرئاسي أحمد المسلماني لوكالة أنباء الشرق الأوسط “مصر وطن ممتلئ بالثقة ولا يحتاج شهادة حسن سير وسلوك من أحد.
مصالحة وطنية بدعوة من الأزهر
وقال مصدر بالأزهر إن الأزهر سيدعو إلى لقاء هام بعد العيد لمناقشة الأزمة السياسية في مصر.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية عن المصدر قوله الأزهر الشريف سوف يدعو أصحاب المبادرات التي قدمت لحل الأزمة التي تمر بها مصر في لقاء هام بعد العيد مباشرة في حضور الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وتابع المصدر هناك بعض المبادرات يمكن أن يبنى عليها لبدء المصالحة الوطنية.
وفي أحدث أعمال العنف أطلق مسلحون في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء النار على السياسي عبد الحميد سلمي الذي كان عضوا في الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يرأسه مبارك وأردوه قتيلا بحسب مصادر أمنية وأقارب له.
وصعد متشددون متمركزون أساسا في شمال سيناء الهجمات على قوات أمن وأهداف أخرى منذ أن عزل الجيش مرسي.
وتقول جماعة الإخوان المسلمين إنها لا صلة لها بالمتشددين الذين يشنون هجمات يومية، يقول مسؤولو الصحة إنها قتلت 40 شخصا وأغلب القتلى من أفراد قوات الأمن.
وقال الجيش المصري انه قتل 60 متشددا إسلاميا في شبه جزيرة سيناء خلال شهر بعد عزل مرسي.