كاتب ودبلوماسي ألماني: لابد من وقف الحرب والإرهاب

يورغن تودنهوفر

نشر الكاتب الصحفي الألماني والدبلوماسي السابق “يورغن تودنهوفر” منشوراً على صفحته الخاصة في موقع “فيس بوك” يوضح فيه 7 حقائق مهمة عن ظاهرة تنظيم “الدولة الإسلامية” يقول فيه:
أصدقائي الأعزاء!
اجتمع قادة وساسة العالم في منتدي “دافوس” الاقتصادي لمناقشة ظاهرة تنظيم “الدولة الإسلامية”. فهل يفهم هؤلاء القادة حقا ماهية ذلك التنظيم وأسباب ظهوره؟
دعوني أستعرض 7 نقاط تتعلق بظاهرة “داعش”:
1- من يربطون بين الإسلام والإرهاب كمن يخلطون بين الحب والاغتصاب. 99.9% من المسلمين في العالم يرفضون فكر تنظيم “الدولة الإسلامية” وليسوا في حاجة إلى الاعتذار عن جرائم التنظيم تماما. كما أننا كمسيحيين لسنا في حاجة إلي الاعتذار عن جرائم “جورج بوش” وأمثاله لأنهم لا يمثلوننا.

2- أكثر أدوات الإرهاب دموية في عصرنا الحالي هي القاذفات والطائرات من دون طيار. أكثر من 90% من ضحايا تلك الأدوات هم من المدنيين ومن هذا المنطلق فإن بوش وأوباما إرهابيان لأنهما يقتلان الأبرياء. الحرب هي إرهاب الأغنياء بينما الإرهاب هو حرب الفقراء.

3- الإرهاب “الإسلامي” ليس إلا رداً علي قرنين كاملين من الإرهاب الغربي تجاه العالم الإسلامي. فقد قتل الغرب من المسلمين أعداداً لا حصر لها ولا تقارن بما قام به المسلمون ضد الغرب وبالرغم من ذلك لابد لهذه المقتلة أن تتوقف من الطرفين. لابد أن نوقف الحرب ونوقف الإرهاب لأن حياة الناس هي هبة من الله ولا يحق لأحد أن يدمر هدية الله.

4- داعش وليد سياسات الغرب ونشوء التنظيم جاء كرد فعل علي جرائم جورج دبليو بوش التي ارتكبها بحق الأبرياء في حربه الظالمة علي العراق، ومن يحاول هزيمة داعش بنفس الطريقة لم يتعلم شيئاً من التاريخ. القنابل وقاذفات الصواريخ لا تقضي علي الإرهاب بل تصنعه وتنميه.

5- الغرب لن يستطيع إيقاف داعش. من يستطيع إيقاف داعش هم سنة العراق وسوريا إذا ما حصلوا علي حقوقهم السياسية والاجتماعية من خلال مصالحة وطنية واسعة تضمن مشاركتهم في الحياة السياسية، وترفع عنهم التمييز والتفرقة التي يتعرضون لها. الغرب لم يخسر شيئا في المنطقة لكن سنة العراق خسروا وعانوا كثيرا.

6- تنظيم داعش يستفيد من حملات التحريض والكراهية التي يتعرض لها مسلمو أوربا. حركات كحركة “بيجيدا” مثلاً هي حركات حمقاء تفيد داعش ولا تضرها. “داعش” تريد شرقا بلا مسيحيين و”بيجيدا” تريد غربا بلا مسلمين. كل مظاهرة لحركة “بيجيدا” تعطي لـ”داعش” حجة ومبرر جديد لتصعيد حربه الشعواء علي أتباع الديانات الأخري كما أن تلك المظاهرات تساهم في انضمام مقاتلين جدد للتنظيم.

7- أغلب العائدين من القتال في صفوف “داعش” تخلو عن أفكار التنظيم لكن الحملات الإعلامية والرسمية ضد هؤلاء والتي تحولهم إلي مجرمين عتاة في الإجرام هي حملات خرقاء وأري أنه علينا أن نفرح بكل مقاتل عائد من القتال في تنظيم “داعش” بشرط ألا تكون يداه ملطختان بدماء الأبرياء بل وعلينا مساعدتهم لأنهم قد يصبحون حلفاء مهمين لنا. أحد علماء الفضاء قال مقولة شهيرة مفادها : “شيئان ليس لهما نهاية: الكون وغباء البشر” ولعل الأمر ليس مؤكداً بالنسبة للانهائية الكون بينما يبدو مؤكداً جداً أن الغباء البشري بالفعل لا نهاية له.
في النهاية هناك أمر جيد جداً فيما يخص المظاهرات المناهضة لحركة “بيجيدا” وهو أن ألمان “غير مسلمين” باتوا يتظاهرون من أجل ألمان مسلمين وهو أمر لم نره من قبل. إنها ألمانيا التي أحبها.

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان