سجون إسرائيل تعرض حياة ستة الاف فلسطينى للخطر

لم يعد غريبا أن تسمع أن هناك اسيرا يصارع الموت في سجنه، فالإهمال الطبي من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، بات سجلا جديد لقهرالأسرى داخل السجون بشكل يومي

وبحسب نادي الأسير فهناك ما يزيد عن 6 الاف أسير داخل سجون الإحتلال، من بينهم 205 طفلا، و24 أمراة ، وهناك أكثر من 1200 مريض غالبيتهم يعانون مرض السرطان .
فالحرمان من العلاج المناسب، وحقن المرضى بحقن مجهولة يزيد من نسب الأسرى المصابين بأمراض مزمنة
وعلى الرغم من أن العلاج حق كفلته كل الحقوق والقوانيين الدولية غير أنه في سجون إسرائيل له طعم خاص فهو لا يمنع عنك العلاج بل يديره بطريقة احترافية كي يكون العلاج بحد ذاته اداة تستخدم بالتحقيق وادة تستخدم للتعذيب .
عيادات السجن تفتقر لأدنى مستوىات الرعاية والمسؤولية وكثير هم ضحاياه من السجناء الفلسطينيين وأخرهم الاسير المحرر جعفر عوض من الضفة الغربية  الذي وافته المنية بعد خروجه متهالكا من سجون اسرائيل قبل أيام.
لم يكن الأسير عوض هو اخر ضحايا مصلحة السجون الإسرائيلية فاليوم أكدت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى أن إدارة سجن نفحة نقلت صباح الأحد الأسير المريض يسري عطية محمد المصري (32 عاماً) الذي يعاني من مرض السرطان إلى عيادة السجن بشكل مفاجئ لتدهور وضعه الصحي.
وأفاد أسرى الجهاد الإسلامي في رسالة لهم من داخل السجن أن الأسير يسري المصري يعاني من نزيف حاد في الأمعاء ويعاني من إرهاق شديد وهزال عام في الجسم ولا يستطيع الوقوف، مما حذا بإدارة السجن إلى نقله بشكل مفاجئ وسريع بعد تردي الوضع الصحي له.
وكانت إدارة سجن نفحة بتاريخ 07/04/2015 استدعت  المصري إلى العيادة؛ وأبلغته بنتائج الفحوصات والصور التي أجراها في مستشفى سوروكا؛ وقد تبين من خلال الصور؛ أنه يعاني من تضخم في الغدد اللمفاوية والمنطقة المحيطة بموضع العملية التي أجراها منذ أشهر لاستئصال الغدة الدرقية؛ وأكد له الطبيب أن حالته خطيرة وبحاجة لنقل إلى المستشفى لأخذ جرعات من الكيماوي ولكن بسبب الأعياد اليهودية وعدم وجود إدارة في السجن سيكون الموعد لاحقاً؛ علما أن الأسير يسري ومنذ إجراء العملية لاستئصال الغدة الدرقية بقي على نفس الحالة من المعاناة اليومية من الأوجاع والبرد الشديد والهزل وآلام الرأس وتشوش الرؤية.
الجمعيات الحقوقية ومؤسسات الأسرى في قطاع غزة رصدوا 17 انتهاكا صحيا بحق الأسرى تتمثل في
1-الإهمال الصحي المتكرر والمماطلة في تقديم العلاج والامتناع عن إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى، إلا بعد قيام زملاء الأسير المريض بأشكال من الأساليب الاحتجاجية من أجل تلبية مطالبهم بذلك.
2-عدم تقديم العلاج المناسب للأسرى المرضى كل حسب طبيعة مرضه، فالطبيب في السجون الإسرائيلية هو الطبيب الوحيد في العالم الذي يعالج جميع الأمراض بقرص الأكامول أو بكأس ماء.
3-عدم وجود أطباء اختصاصين داخل السجن، كأطباء العيون والأسنان والأنف والإذن والحنجرة
تفتقر عيادات السجون إلى وجود أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة.
4-عدم وجود مشرفين ومعالجين نفسيين، حيث يوجد العديد من الحالات النفسية، والتي بحاجة إلى إشراف خاص.
5-عدم توفر الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو، والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.
6-عدم تقديم وجبات غذائية صحية مناسبة للأسرى، تتماشى مع الأمراض المزمنة التي يعانون منها كمرض السكري، والضغط، والقلب، والكلى، وغيرها.
7-عدم وجود غرف أو عنابر عزل للمرضى المصابين بأمراض معدية، كالتهابات الأمعاء الفيروسية الحادة والمعدية؛ وكذلك بعض الأمراض المعدية، كالجرب مما يهدد بانتشار المرض بسرعة بين صفوف الأسرى؛ نظراً للازدحام الشديد داخل المعتقلات؛ وكذلك عدم وجود غرف خاصة للأسرى ذوي الأمراض النفسية الحادة مما يشكل تهديداً لحياة زملائهم.
8-نقل المرضى الأسرى لتلقي العلاج في المستشفيات، وهم مكبلو الأيدي والأرجل، في سيارات شحن عديمة التهوية، بدلاً من نقلهم في سيارات إسعاف مجهزة ومريحة.
9-حرمان الأسرى ذوي الأمراض المزمنة من أدويتهم، كنوع من أنواع العقاب داخل السجن، بالإضافة لفحص الأسرى المرضى بالمعاينة بالنظر، وعدم لمسهم والحديث معهم ومداواتهم من خلف شبك الأبواب.
10-يعاني الأسرى المرضى من ظروف اعتقال سيئة، تتمثل في: قلة التهوية، والرطوبة الشديدة، والاكتظاظ الهائل، بالإضافة إلى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة وفي مواد المبيدات الحشرية.
11-استخدام العنف، والاعتداء على الأسرى، واستخدام الغاز لقمعهم يزيد من تفاقم الأمراض عندهم.
12-الإجراءات العقابية بحق الأسرى تزيد من تدهور أحوالهم النفسية، والتي تتمثل في:  المماطلة في تقديم العلاج، والنقل إلى المستشفيات الخارجية، والحرمان من الزيارات، والتفتيش الليلي المفاجئ، وزج الأسرى في زنازين العزل الانفرادي، وإجبار الأسرى على خلع ملابسهم بطريقة مهينه.
13-افتقار مستشفى سجن الرملة الذي ينقل إليه الأسرى المرضى، للمقومات الطبية والصحية، حيث لا يختلف عن السجن في الإجراءات والمعاملة القاسية للأسرى المرضى.
14-تعاني الأسيرات من عدم وجود أخصائي أو أخصائية أمراض نسائية، إذ لا يوجد لديهم سوى طبيب عام، خاصة أن من بين الأسيرات من اعتقلهن وهن حوامل، وبحاجة إلى متابعة صحية، خاصة أثناء الحمل وعند الولادة.
15-إجبار الأسيرات الحوامل على الولادة، وهن مقيدات الأيدي دون مراعاة لآلام المخاض والولاد.
16-تقديم أدوية منتهية الصلاحيات للأسرى
17-استغلال المحققين خلال استجواب الأسير المريض أو الجريح، لوضعه الصحي، والضغط عليه من أجل انتزاع اعترافات منه، وعدم تقديم العلاج له واحتجازه في ظروف غير صحية، تزيد من تفاقم آلامه وتدهور وضعه الصحي.
كل هذه المعاناة ولازلت مصلحة السجون الإسرائيلية تفتح عيادات طبية جديدة داخل السجون الإسرائيلية حيث أفاد مكتب إعلام الأسرى بأن سلطات الاحتلال أقدمت مؤخرا على افتتاح عيادة مماثلة لعيادة سجن الرملة تحت اسم علاج الأسرى المرضى ليتبين أنها تهدف إلى زيادة معاناتهم.
وقال الأسير المقدسي المحرر أشرف الزغل لـ “أحرار ولدنا” التابع لمكتب لإعلام الأسرى أن الاحتلال قام بافتتاح عيادة في سجن بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة تحت إطار تسريع التحويلات الطبية للأسرى.
وأوضح الزغل أن الأسرى تفاجئوا بأن الهدف من إنشائها هو عدم إخراج الأسير المريض إلى المستشفيات الخارجية.

 

 

المصدر : الجزيرة مباشر