رحلة “السوري الصغير”، انتهت قبل أن تبدأ

لم تفلح قرارات أممية .. ولا بيانات الشجب والإدانة .. ولا حتى تغيير قواعد الهجرة إلى أوروبا في أن تمنع هذا السوري الصغير  أن يلقى حتفه على الشواطيء التركية ، لتنتهي رحلته قبل حتى أن تبدأ..  

ذات ليلة.. حملته أمه نائما على عجل  .. وأمسكت بيدها أخويه الاثنين ..  بينما حمل الأب بعضا من حاجيات الأسرة وتأكد من وجود جوازات سفر الأسرة بكاملها في حقيبة يده التي لا تفارقه  ،، بعضا من الطعام والماء ، ولا بأس أيضا ببعض الحليب لهذا الرضيع.. خبرة اللجوء التي اكتسبها الأب من رحلة لجوئه الأولى من سوريا إلى جنوب غرب تركيا علمته ذلك .

في جنح الليل كالعادة ذهب الرجل مهرولا متسللا وعائلته إلى المركب القابع في أحد أرصفة المرفأ التركي بمنطقة ( أكايارلار) والواقعة  بشبه جزيرة بودوم التركية  ليجد هناك قائد المركب وأحد عشر راكبا سوريا يشاركونه رحلة الألم على ظهر قاربين.

بعد قليل من الحديث مع شركاء الرحلة . غادر القارب المرفأ في هدوء متوجها إلى جزيرة “كوس” اليونانية  ، على أمل أن تبدأ رحلة اللجوء المعتادة عبر الأراضي اليونانية ثم مقدونيا فصربيا ثم ألمانيا أو النمسا ثم الأمان والأمل .

ومع بزوغ صباح الأربعاء كانت صورة الصغير – الذي لا ندري له اسما حتى الساعة – تتناقلها وكالة أنباء “دوجان” التركية .. ملقى على الشاطيء التركي “جثة ” بعد غرق القارب الذي كان يقل أسرته وركابا آخرين  ..

أربعة أشخاص فقط تم إنقاذهم بواسطة قوات حرس السواحل فيما عثر على جثث سبعة أشخاص من بينهم جثة الصغير .. فيما لا يزال مصير خمسة أشخاص مجهولا .. صنفوا  رسميا على أنهم في عداد المفقودين ..

من على رمال الشاطيء .. سوري الجنسية كان أو حتى بلا جنسية .. بكامل ملابسه .. بلا عائلة .. بلا حياة .. بلا وطن.. يصرخ الصغير للعالم .. فهل وصلت الرسالة .. أم أن العالم ..قد مات ؟؟

 

 

المصدر : الجزيرة مباشر