تحليل: تونس تهدر 10 فرص وتهدى السنغال فوزا

لا يبدو ممكنا على الصعيد العملي أن يهدر فريق (أى فريق!!) 10 فرص محققة خلال مباراة واحدة من 90 دقيقة، ولكن هذا الأمر الغريب حدث فعلا وعلى يدي منتخب كبير هو التونسي الذى خسر مباراته الافتتاحية من السنغال 2-صفر.

ولو سارت الأمور طبيعية واستغل كل طرف الفرص المؤكدة التى لاحت له لتمكن التونسيون من الخروج فائزين بفارق أربعة أهداف على الأقل، ولكننا أكدنا فى مقالنا الافتتاحي للبطولة أن الفريق التونسي (بلا نقص وبلا فاعلية) وأشرنا الى عدم وجود الهداف الماهر الذى يستغل الفرص بين نسور قرطاج، وعلى العكس نجح السنغاليون فى استغلال نصف الفرص واقتنصوا 3 نقاط ثمينة.

المحطة الأولي:

بداية تونسية جيدة وصدمة لا ينتظرها أحد، وبعد هجوم تونسي مبكر ورأسية ممتازة خلفية للعكايشى بجوار القائم حدثت الواقعة في الدقيقة التاسعة، ومن هجمة معاكسة مرر مانى إلى شيخ كوياتيه فى منطقة الجزاء خلف أيمن عبد النور، وبذكاء وخبث لمس كوياتيه الكرة أمامه وتجهز لإلقاء نفسه منتظرا أي تدخل من عبد النور وهو ما حدث فاستوجب ركلة جزاء صحيحة، ولو امتلك المدافع خبثا مماثلا لتركه يسقط وحده ويستوجب إنذارا مؤكدا للمهاجم؛ وجاء الهدف الاول بقدم سانى وأهدر بعده العكايشى هدفا محققا من هدية سنغالية ساذجة، ثم انتهت المباراة عمليا بهدف سنغالي ثان من رأسية المدافع مبومى إثر ركلة ركنية فى الدقيقة العشرين.

المحطة الثانية:

تونس أكثر استحواذا وهجوما وفرصا حتى نهاية الشوط  ولكن البطء سمة مؤلمة للفريق الذى يسعى لتقليل الفارق ثم الى التعادل كما أن احتفاظ يوسف المساكني بالكرة زاد عن حدود المعقول، ولكن الدفاع السنغالي الهش سمح للاعبين التونسيين بالوصول تكرارا الى المرمى وتوالت الفرص وأبرزها من المساكني.

المحطة الثالثة:

سيطرة تونسية شاملة وانكماش سنغالي ملموس وهجوم من كل الجوانب واختراقات ناجحة متكررة تبشر بالخير لمنتخب تونس، ولكن بلا فاعلية.

والعجيب أن عدم ترجمة الفرص إلى أهداف لا يعود للسبب التقليدي فى نقص عدد المهاجمين حيث تواجد لاعبو تونس بكثافة داخل وحول منطقة الجزاء السنغالية، وبقيت المشكلة الكبرى فى سوء اللمسة الاخيرة أمام المرمى كما حدث من العكايشى والمساكني لأربع مرات متتالية خلال ربع الساعة الأول، واختار الثنائي قدمي الحارس لتوجيه الكرة فى انفرادين كاملين.

المحطة الرابعة:

الحظ يدير ظهره لمنتخب تونس ويحرمه من هدفين محققين والطريف أن الكرتين اللتين منعهما القائم كانتا بيد وقدم سنغالية وليست تونسية، وكأنه إعلان عن بقاء الشباك السنغالية نظيفة حتى النهاية.

وفى الأولي تعالت الصيحات للمطالبة بهدف بدعوى عبور الكرة لخط المرمى فى كرة ارتدت من يد الحارس السنغالي نحو القائم ثم عادت الى الملعب، ولو ابتسم الحظ لاتجهت الكرة من القائم الى الداخل، وفى الثانية حاول مدافع مرتبك ابعاد كرة خرزى فاخطأها ووجهها نحو مرماه، ووقف الحارس المسكين ديالو يتابعها بعينيه فإذا بها تعود اليه من القائم نحو يديه.

المحطة الخامسة:

ست فرص تونسية فى 30 دقيقة متبقية وكلها بالغة السهولة والوضوح أهدرها لاعبو تونس بسبب قلة الكفاءة وتوتر الأعصاب عند تنفيذ التسديد على المرمى.

وتكفل المساكنى فى يوم نحسه بإضاعة ثلاثة منها حتى إن رأسيته والمرمى خال أمامه ذهبت بجوار القائم.

النجم:

شيخ كوياتيه جناح السنغال صنع ببراعة ركلة الجزاء التى افتتح منها فريقه التسجيل، وكان محور التحول فى معظم الهجمات لفريقه خلال الشوط الاول بسرعة فائقة ورؤية واسعة.

المخطئ:

 ماذا فعل أيمن عبد النور فى ركلة الجزاء؟

وكيف للاعب محترف فى فالنسيا الإسباني أن يحاول اللحاق بكرة ابتعدت عنه كثيرا وبات مستحيلا عليه أن يلحقها بكل المقاييس.

الخطأ الذى أسفر عن عرقلة ثم ركلة جزاء ثم هدف قلب موازين اللعب الذى كان لمصلحة تونس شكلا وموضوعا.

التحكيم:

الكاميروني اليوم نيانت صاحب خبرات هائلة منحته اقتدارا فى فض المنازعات أو فى التواجد فى المكان المناسب أو اتخاذ القرارات الصحيحة مثل ركلة الجزاء أو عدم عبور الكرة لخط المرمى السنغالي. 

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان