علاء صادق يكتب: مبلوحي ومحرز وحدهما تعادلا مع زيمبابوي

لولا الأداء المبهر للحارس رايس مبلوحى فى سبع “انقاذات” بينها ما هو إعجازي لخرج منتخب الجزائر خاسرا بنصف دستة أهداف على الأقل أمام نظيره الزيمبابوي.. ولولا براعة رياض محرز في استغلال نصف الفرصة تارة والتسديد القوي تارة أخرى لخرج منتخب الجزائر خاسرا بهدفين من زيمبابوي.

أما بقية لاعبي الجزائر ما بين أساسيين واحتياطيين فلم يكن له أي دور إيجابي خلال شوطي المباراة.. وعلى العكس بذل لاعبو زيمبابوى جهدا مضاعفا لتعويض فارق المهارات والخبرات بينهم وبين منافسيهم الأكثر ترشيحا للفوز.. بل وحافظوا على تقدمهم طويلا وكادوا يصلون إلى الفوز لولا معجزات مبلوحى وفاعلية محرز.

المحطة الأولي: يوم سيئ من الدقائق الأولى للظهير الأيمن الجزائري مختار بلخيثر وأهدى منافسيه الكرة بلا داع في منتصف الملعب لتنتهي بانفراد تام من كاما بيليات في الجناح الأيسر (في غياب بلخيثر طبعا) ولكن مبلوحي تدخل بامتياز محافظا على شباكه.. ولم تمر دقيقة حتى كان بيليات قد سدد على الطاير أحد أجمل الألعاب ووقف مبلوحى وزملاؤه مشدوهين والكرة ترتد من القائم.. ولو دخلت لكان من أجمل الأهداف.

المحطة الثانية: بيليات أحسن لاعبي زيمبابوى يرتكب خطأ كارثيا بلا داع بإعادة الكرة من وسط الملعب لمسافة ثلاثين ياردة إلى الخلف إلى الجزائري إسلام سليمانى الوحيد بين 3 مدافعين.. وبهدوء مرر سليمانى إلى محرز القادم كالسهم فانطلق ودخل المنطقة وراوغ وسدد بيسراه في باطن القائم البعيد نحو الشباك.. هدف تقليدي صناعة محرز في الدقيقة 12.

المحطة الثالثة: امتدت 33 دقيقة حتى نهاية الشوط وشهدت تلاعبا كاملا من لاعبي زيمبابوي بمنافسيهم وسط ارتباك متكرر وأخطاء عجيبة من مدافعي ولاعبي وسط الجزائر لاسيما بلخيثر وعدلان قديوره.. ولو كان المدرب البلجيكي جورج ليكينز يقظا لاستبدل بلخيثر غير الموفق سريعا وأنقذ فريقه.. ولكنه لم يفعلها إلا بين الشوطين وبعد “خراب مالطه”.

التفوق الأصفر شهد هدفا لموسونا ماهيتشي من تسديدة أرضية قوية من الميدان المفتوح في يمين منطقة جزاء الجزائر بلا رقابة أو ضغط.. وتعرض بلخيثر لمراوغة ساذجة من موسونا قبل الهدف.. ويتحمل مبلوحى جزءا من المسئولية.. وتوالت الفرص الخطيرة تباعا لزيمبابوي وأغلبها من يمين الدفاع الجزائري المشروخ.

وعندما ارتكب بلخيثر بلا داع أبدا مخالفة ركلة الجزاء بعد 27 دقيقة كان التعادل 1-1 غير عادل على الإطلاق ولكن مبلوحى حافظ عليه.. ومن ركلة الجزاء تقدمت زيمبابوي وواصلت ضغطها الرهيب حتى الدقيقة 40 التي شهدت عودة الجزائر إلى المباراة بعد غياب طويل.

المحطة الرابعة: مع نزول مفتاح في يمين دفاع الجزائر تحسنت الأمور كثيرا ودان التفوق لمحرز وزملائه واستعادوا تفوقهم المنطقي ولاحت أكثر من فرصة.. وتراجع لاعبو زيمبابوي جميعا وفقدوا جماعيتهم وعجزوا عن الاحتفاظ بالكرة إلا لفترات قصيرة جدا.. وتدخلت العارضة مرتين لمنع الجزائر من التعادل وتغاضى الحكم الأثيوبي عن ركلة جزاء لمحرز ثم بالغ ياسين براهيمى في الأنانية لتضيع فرصة جديدة.. ولكن المتفوق الذي يهاجم بوفرة من لاعبيه يحتاج دائما من يحميه في الخلف في الهجمات المرتدة.. وهو ما فعله مبلوحى بامتياز غير مرة لاسيما في الدقيقتين 53 و81.

المحطة الخامسة: انفرد لاعبان من زيمبابوي بالحارس في الدقيقة 81 ومعهما مدافع واحد فقط.. وبدلا من قيام البديل مالاجيلا بالتمرير لزميلهما هاشي الموجود أمام مرمى خال.. قرر مالاجيلا التسديد لينقذ مبلوحي كرة المباراة وترتد الهجمة سريعا هدف التعادل بمهارة فردية لمحرز من 25 مترا رغم وجوده وسط ثلاثة مدافعين.

وأهدر غير الموفق إسلام سليمانى فرصة قتل المباراة مرتين وشاركه براهيمى في إضاعة فرصة ممتازة والمرمى خال لينتهي اللقاء بتعادل عادل.

النجم: الحارس الجزائري رايس مبلوحى حقق رقما قياسيا لعدد “الانقاذات” الصعبة (وكأنه حارس في كرة اليد) حتى وصلت إلى ثمانية بينها اثنان من النوع الإعجازي في الدقيقتين 22 و53.

المخطئ: الظهير بلخيثر والمدرب ليكينز.. وعاش الأول 45 دقيقة تائها عاجزا عن صنع أي شيء سليم وبقي الثاني تائها طوال تلك الفترة دون اتخاذ قرار سريع وجرئ باستبداله.

التحكيم: الإثيوبي باملاك تسيما عادل تماما ولائق بامتياز ولكنه بلا خبرات في تقدير المخالفات.. ورغم شجاعته في ركلة جزاء زيمبابوي إلا أنه تجاوز واحدة واضحة لمحرز.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان