مباراة ساحل العاج وتوغو.. المغمورون أفضل من المشاهير

ظلت مباراة الغابون وغينيا بيساو مستحوذة على لقب المباراة الاضعف في نهائيات أمم افريقيا 2017 حتى انتهت مباراة ساحل العاج وتوغو بدون أهداف وانتزعت لقب أضعف المباريات.. وعلى مدار تسعين دقيقة لم يظهر أى من الفريقين جائعا للفوز او مصمما على التسجيل وهو امر منطقي لصقور توغو السعداء بالتعادل ولكنه غير مقبول من أفيال ساحل العاج حامل اللقب واحد كبار المرشحين للتتويج.

الغريب أن اربعة من مشاهير الكرة الاوربية تواجدوا فى تشكيلة الفريقين دون أن يترك أحدهم ذرة من بصمانه التى منحته مكانة كبيرة على الساحتين الأفريقية والاوربية.. وبينما توقع الخبراء مستوى متدنيا من التوغولي المخضرم أديبايور البعيد عن المباريات الرسمية منذ فترة طويلة ولا يجد ناديا يلعب له فى أوربا حيث يقيم.. إلا أن تدني أداء وعطاء ثلاثي الأفيال ويلفريد زاها وسالمون كالو وسيرغى أورييه كان مفاجأة للكثيرين.

المحطة الاولي: بداية هادئة جدا من الجانبين وكأنهما متفقان على الإيقاع أو أن المباراة ودية.. ثم تدخل مؤكد من الحكم الغابوني أوتوغو كاستانى فى نتيجة المباراة ليبقيها سلبية من البداية.. وشهدت الدقيقة العاشرة كرة ممتازة الى العاجي سيرى داخل المنطقة ولكنه تعرض لدفعة بالغة الوضوح والقوة مما أعاقه عن التسديد المريح فذهبت كرته سهلة الى الحارس أجاسا.. والحكم يشير باستمرار اللعب.

المحطة الثانية: الجدية قليلة عند لاعبي ساحل العاج والمهارات قليلة عند أغلب لاعبي توغو.. وانعكس النقص المزدوج على مستوى الأداء وندرت الفرص باستثناء هجمة معاكسة مفاجئة لتوغو كادت تسفر عن هدف لولا تدخل ممتاز من سيرغى أورييه ظهير سان جيرمان الفرنسي لإصلاح الخطأ الجسيم لحارسه.

المحطة الثالثة: عدالة الحكم الغابوني تظهر واضحة فى الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول عندما تغاضى عن ركلة جزاء مؤكدة وواضحة ايضا لمصلحة توغو.. وجاءت الكرة من اقصي اليسار لتسير اكثر من أربعين ياردة قبل أن تسقط بغرابة على الذراع المفرودة للظهير تراورى داخل منطقة جزائه.. وارتفعت أذرع لاعبي توغو للمطالبة بركلة الجزاء بينما اختفت صفارة الحكم الذى كان فى موقف لا يسمح له بالرؤية الجيدة.

المحطة الرابعة: اقترب الفريق العاجي من مرمى الصقور بسبب الأخطاء الدفاعية المتكررة من مدافعي توغو.. وتعددت الركلات الحرة المؤثرة حول منطقة جزاء توغو وتبادل كالو وأورييه وموكدجيا تسديدها دون نجاح.. ولو امتلك العاجيون مهاجما أكثر نشاطا وتفاهما مع زملائه بدلا من زاها لتحسنت أمورهم كثيرا.. كما افتقد لاعبو ساحل العاج للافكار الإبداعية او الهجمات السريعة وجاءت معظم كراتهم واضحة للمدافعين.. وظل الصقور الأوفر جدية وإصرارا محافظين على نظافة شباكهم.

المحطة الخامسة: قبل 12 دقيقة فقط من النهاية كاد منتخب ساحل العاج (كما حدث لاحقا للمنتخب المغربي) أن يدفع ثمن الاستهتار وعدم الفاعلية.. وتعرض مرماه لخطر داهم من هجمة مرتدة بالغة السرعة قادها الجناح بيبو ومرر كرة عرضية بالغة الإتقان على رأس زميله المنطلق لابا غير المراقب تماما عند نقطة الجزاء.. ولكن الأخير أطاح بها كأفضل مدافع بعيدا جدا عن المرمى.

ثم كشفت الدقائق الخمس الاخيرة عن حجم الانهيار البدني الذي يعانى منه معظم لاعبي الفريقين فى ظل أجواء قاسية فى معدلات الرطوبة.. وظهر لاعبو الفريقين خلال الوقت المحتسب بدل الضائع وكأنهم يستجدون صفارة النهاية من الحكم.

النجم: أهلاس بيبو لاعب الوسط التوغولى وهوأحد أصغر لاعبي الفريقين وعمره 22 عاما فقط.. ويلعب فى الدرجة الثانية فى البوندزليغا مع فورتونا دوسلدورف.. وهو مجهول تماما فى الصحافة الأوربية والأفريقية.. ولكن مباراة الأمس سترفع كثيرا من شأنه واسمه وسعره بعد أن انتزع الجدارة من الجميع وكان صاحب أخطر هجمتين لفريقه خلال اللقاء بالإضافة لدوره الممتاز فى إجهاض كثير من ألعاب ساحل العاج.

المخطئ: كثيرون من الجانبين وعلى رأسهم ويلفريد زاها مهاجم كريستال بالاس الإنجليزي واللاعب الدولي السابق لمنتخب انجلترا.. والذى اختار التخلي عن اللعب لمنتخب الأسود الثلاثة لصالح منتخب الأفيال.. ولعب مباراته الأولي ضد توغو فكان الحاضر الغائب ولم يتفاهم مطلقا مع زملائه الجدد واستبدل فى الجزء الاخير من المباراة.. ومعه فى أدائة المتدني اديبايور كابتن توغو والبعيد عن كل عناصر اللياقة البدنية من سرعة وقوة ورشاقة فخابت ألعابه وطاشت كراته وتعرض أيضا للاستبدال.

التحكيم: الغابوني أوتوغو كاستاني نال شرف المشاركة فى النهائيات كنوع من المجاملة لبلاده المنظمة للنهائيات.. وظهر غير مدرك للفارق بين المخالفات الصحيحة أو التمثيلية واحتسب كثيرا من الصنف الثاني وتجاهل الحقيقية منها.. ولكنه لم يؤثر على نتيجة اللقاء بعد أن تغاضي عن ركلة جزاء لكل فريق.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان