تحليل: غانا الأمهر تكتفي بهدف، وأوغندا بلا حلول

بالفوارق المهارية تفوق منتخب غانا على نظيره الأوغندي الأعلى لياقة وقوة، ولكن القوة والسرعة وحدهما ليسا عنصرين كافيين في كرة القدم إن تدنى مستوى المهارات عن حد معين.

ولم يمتلك عدد غير قليل من لاعبي أوغندا هذا الحد الأدنى، وأهدروا كل الفرص التي لاحت لهم؛ بل ولم يتمكنوا من ترجمة سيطرتهم الكاملة على الدقائق الأخيرة من المباراة عندما هبطت اللياقة البدنية للخط الأمامي في غانا.

الغريب أن منتخب غانا نجح في اختراق الدفاع الأوغندي مرارا في بداية اللقاء، وأهدروا بعض الفرص السهلة؛ ولكنهم عجزوا عن التسجيل، ثم كانت المفاجأة التي حسمت اللقاء بهدف من ركلة جزاء ليس لها أى داع بل لم تكن هناك هجمة من الأساس لغانا عندما منحها الحكم البتسواني جوشوا بوندو ركلة جزاء صحيحة، بل وكان الحكم رحيما بالمدافع الأوغندي إسحاق إيسيندى بالاكتفاء بالبطاقة الصفراء بدلا من الحمراء وطرده المبكر.

المحطة الأولي:

بداية صاعقة من منتخب غانا مع إصرار على حسم المباراة من الجزء الأول دون إعطاء الفرصة لمنافسيهم بالوجود طويلا في اللقاء، وتوالت الاختراقات من الجناحين عن طريق الظهير السريع هاريسون أفول وزميله كريستيان أتسو والمهاجم غوردان إيو، وتباينت الكرات العرضية نحو منطقة الجزاء، وأهدر المهاجم المخضرم أساموا جيان ضربتي رأس سانحتين من مسافة قريبة جدا أمام المرمى، ثم كانت الفرصة الأسهل على الإطلاق لأندري إيو من تمريرة شفيقه الأصغر غوردان ليجد أندرى نفسه مواجها للمرمى ووحيدا بلا رقابة، ولكنه تسرع في الاندفاع ووصل إلى الكرة قبل التوقيت النموذجي فسددها بطريقة خاطئة وذهبت سهلة للحارس، ولو تكررت له عشر مرات أخرى لسجلها جميعا.

المحطة الثانية:

وصل منتخب أوغندا إلى علامة نصف الساعة من زمن المباراة محافظا على نظافة شباكه وهو أفضل ما يمكن أن يفعله الفريق المنكمش والمضغوط، ولكن قلب الدفاع إسحاق إيسيندى أهدر مجهود زملائه في الدقيقة 31 بخطأ ساذج وغريب لا يليق بلاعب دولي، ووصلته الكرة وحيدا دون أي منافس خارج منطقة جزائه مباشرة في الجانب الأيسر وبدلا من تركها تمر والسيطرة عليها في مكان بعيد عن مرماه، قرر إيسيندى إيقافها؛ ولكنه فشل في ذلك بسبب تدنى الجانب المهاري فطالت منه الكرة ولحقها المخضرم جيان وخطفها من داخل المنطقة واكمل ايسيندى كوارثه بالإمساك بجيان من كتفه لإعاقته ومنعه من الانفراد فكانت ركلة الجزاء ومعها إنذار بدلا من الطرد، وسجل منها إندرى إيو هدف المباراة والنقاط الثلاثة.

المحطة الثالثة:

دخل منتخب أوغندا إلى المباراة مضطرا باحثا عن التعادل ولاحت له فرصة التسجيل المحققة في الدقيقة 43 إثر هجمة مرتدة نموذجية انتهت عند ميا في يمين منطقة الجزاء ومعه الزمن والمساحة الكافيين للتصرف السليم، ولكنه تسرع وسدد كرة أرضية لتصطدم بالقائم من الخارج وتغادر الملعب، وبعده فشل الأوغنديون في إنهاء الشوط الأول متعادلين مهدرين فرصة رأسية جديدة.

المحطة الرابعة:

لم يقدم منتخب غانا طوال الشوط الثاني ما يضعه بين المرشحين للتتويج بالكأس الغائبة عنه من عام 1982، وسمح لاعبو غانا الأشهر والأمهر والأعلى سعرا لمنافسيهم المغمورين لسيادة الشوط والتحكم في إيقاعه، ولكن السيادة لم تترجم إلى أهداف بسبب نقص مهارات اللمسة الأخيرة عند لاعبي أوغندا، والعجيب أن شراسة لاعبي أوغندا في الهجوم لم تؤثر مطلقا على منافسيهم، وظل الغانيون على أدائهم الهادئ لاسيما جيان وإندرى إيو اللذين اقتصر مجهودهما على أمتار قليلة في الأماكن التي تواجدا فيها، وفي منتصف الشوط اضطر جرانت مدرب غانا إلى اخراج جيان الحاضر الغائب طوال الشوط.

المحطة الخامسة:

الانهيار البدني لمنتخب غانا وصل إلى الحضيض، وانقسم الفريق الفائز إلى قسمين أحدهما: من حارس المرمى ولاعبي الدفاع وارتكاز الوسط وهؤلاء يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على مرماهم نظيفا، والنصف الثاني من ثلاثي الهجوم البطيء المتكاسل الفردي الذى لا يتحرك إلا قليلا ويقف ويشاهد كثيرا، ووسط العجز الغاني اشتدت هجمات أوغندا واندفع لاعبوها للهجوم بكثافة ومخاطرة حتى وصل عددهم في إحدى المرات إلى ثمانية وهو ما اكتشفه الجميع عندما ارتدت الكرة لتجد أتشيمبونج منفردا بالمرمى من مسافة اربعين ياردة في فرصة مؤكدة لتعزيز التقدم وقتل المباراة في الدقيقة 86، ولكن البديل غير الجاهز سدد في جسم الحارس، وكاد فريقه أن يدفع الثمن في الهجمة التالية؛ ولكن لاعبين من أوغندا أخفقا في استغلال خلو المرمى من حارسه، وأهدرا فرصتهما المزدوجة، وانتهى اللقاء بفوز غانا بفضل مهارات تفتقد للياقة.

النجم:

لأعب الوسط المهاجم كريستيان أتسو تفوق على زميله الظهير الأيمن هاريسون افول في السباق لنيل لقب نجم المباراة، ونفذ أتسو أغلب الهجمات الغانية الناجحة لاسيما في الشوط الأول ومنح زملاءه ثلاث تمريرات ممتازة للتسجيل، وهو من القلائل الذين حافظوا على مجهودهم الوافر حتى النهاية.

المخطئ:

جيان نجح في الحصول على ركلة جزاء من خطأ كارثي للمدافع إيسيند،ى لكن سذاجة المدافع المرتبك كان لها الدور الأكبر في ركلة الجزاء، وأضاع جيان فرصتين في مطلع اللقاء ولو كان في نصف مستواه لسجل بجدارة، وبقي في الملعب لسبعين دقيقة بلا أي إنجاز أو فاعلية او مساهمة إيجابية في هجوم فريقه، ووضح أن لياقته الفنية دون المستوى.

ويشاركه قلب الدفاع إسحاق إيسيندى المسئول عن ركلة الجزاء في تدني المستوى ولولا الكارثة التي ارتكبها دون أى ضغوط لنجح الأوغنديون في التعادل.

التحكيم:

البتسواني جوشوا بوندو لم يبذل جهدا كبيرا في السيطرة على المباراة النظيفة الخالية من العنف أو الاعتراضات او الألعاب المثيرة للجدل، ولا جدال في صحة ركلة الجزاء الغانية التي لم تشهد أي اعتراض من لاعبي اوغندا، ولم يشهر إلا بطاقة واحدة طوال المباراة لإنذار إيسيندى في ركلة الجزاء.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان