علاء صادق يكتب: غانا تقفز إلى أعلى.. و”جيان” يكتب تاريخا

مباراة غانا ومالي أمس السبت

بهدف نظيف أو يتيم للمخضرم أساموا جيان كتب النجم تاريخا ومنح بلده غانا الفرصة لتلحق بالسنغال في الرصيد الكامل والصدارة المطمئنة والتأهل المبكر إلى ربع النهائي.

الهدف وضع جيان في خانة الخالدين فى نهائيات كأس الأمم الأفريقية بإحراز هدف على الأقل عبر ست نهائيات متتالية منذ عام 2008 وحتى 2017.. ورغم النجاح التام لغانا بنسبة مائة بالمائة إثر الفوز فى مباراتيها على أوغندا ثم مالي والحصول على ست نقاط إلا أن الأداء غير مقنع على الإطلاق.. ويعانى الفريق من بطء شديد فى الأداء ومن حالات الفردية في أداء بعض اللاعبين ونقص اللياقة البدنية للهداف جيان وزميله أندريه أيو.. بالإضافة للمرض العضال المزمن لعدد من نجوم أفريقيا المحترفين في أوربا من الخوف على أقدامهم.

المحطة الأولي: رغم أن المباراة شهدت بداية خالية من الحذر إلا أن الهدف تأخر بسبب فشل غريب ومتكرر لأندريه أيو أمل الكرة الغانية ونجل عبيدي بيليه أبرز لاعب فى تاريخ بلاده.. ففي الدقيقة السادسة فرصة كبيرة لأندريه أيو أشهر وأبرز نجوم غانا فى الجيل الحالي.. وجاءته الكرة من ركلة ركنية مباشرة ليحولها برأسه من تسع ياردات فقط وهو وحيد تماما خارج المرمى.. وأمسك رأسه نادما على الفرصة أو معاتبا إياها على إهدار الهدف المحقق.. فرصة لا تضيع إلا قليلا في عالم كرة القدم.

وفى الدقيقة السابعة عشرة تضيع فرصة جديدة مذهلة مجددا من أندريه أيو إثر كرة عرضية بالغة الاتقان من كريستيان إتسو عقب مراوغة ممتعة فى اليمين.. وكان أندريه خارج منطقة المرمى مباشرة عندما جاءته الكرة ممتازة على الارض وخلفه شقيقه الأصغر جوردان المواجه للمرمى فأوقفها بإتقان وظهره للمرمى ثم استدار بمهارة فائقة ولكنه سدد الكرة بتسرع وإهمال بعيدا جدا عن المرمى.. ولو تركها لجوردان لكان هدفا بنسبة 99 بالمائة.

وكان الوصول الأول لمنتخب مالي بخطورة من ركلة ركنية حولها المدافع المتقدم مولا وآجى برأسه قوية فوق العارضة.

المحطة الثانية: هبطت الكرة على الأرض بعد أن ظلت معلقة فى الهواء في معظم ألعاب الجانبين خلال النصف الأول من الشوط.. وسرعان ما جاء الهدف الفاصل والطريف بالرأس أيضا ولكن بعد نموذج للمهارة الفردية على الأرض من جوردان أيو.. وتسلم جوردان الكرة تحت ضغط فى اليمين وتخلص من مراقبيه ببراعة واندفع إلى اليمين ولم يتباطأ في إرسال كرة عرضية نموذجية عند علامة الجزاء ليواجهها جيان غير المراقب على الإطلاق برأسه طائرا محرزا الهدف الذي سطر اسمه في تاريخ المسابقة.

المحطة الثالثة: توقف اللعب لمدة دقيقة كاملة بعد الهدف لينفذ جيان وزملاؤه احتفالات لا يجوز للحكم أن يسمح بها لذلك الوقت الطويل دون أدنى تدخل لمنعها أو قطعها أو تسريعها.. فبعد الهدف اندفع جيان إلى خارج خط المرمى ودعا زملاءه جميعا للاصطفاف حوله وقوفا وعندما حضروا جميعا إلا حارس المرمى (10 لاعبين بالفانلات البيضاء) في زمن زاد على 10 ثوان بدأ جيان رقصة غانية ثم قفزوا جميعا وعادوا إلى الملعب.. لكن اللعب لم يستأنف على الفور لأن جيان وزملاءه كان لديهم احتفال رمزي من نوع آخر حيث توجه جيان إلى مقاعد البدلاء يتبعه عدد محدود هذه المرة.. وأخذ جيان فانلة بيضاء من أحد الاحتياطيين (كانت معدة سلفا) ومكتوب عليها أمنيات لوالده المريض بالشفاء وذهب إلى الكاميرا وعرضها ليقرأها الجمهور على الشاشات ثم كرر زميل له نفس الحركة.. وعادوا إلى الملعب لاستئناف اللعب دون أي مضض أو امتعاض من الحكم المتساهل.

المحطة الرابعة: حاول منتخب مالي دخول اللقاء ولكن ألعابه كانت بالغة الوضوح دون أي إبداع أو خلق أو مفاجأة فندرت الفرص المؤكدة.. ولم تكن له فرصة واضحة أو مؤكدة طوال الشوط الأول.. وذهبت أربع محاولات له على المرمى فى الشوط الثاني خارج القائمين أو فوق العارضة.

المحطة الخامسة: اكتفى منتخب غانا بتقدمه المحدود فى الشوط الأول وركن إلى الهدوء أو البطء أو التراجع حفاظا على الجهد أو نقصا للياقة أو تفاديا للإصابات.. وظل المالي باكاري ساكو أنشط وأخطر لاعبي فريقه لكنه لم يلق أي دعم من زملائه.. كما نجح الحارس الغاني رزاق بريما في فرض نفوذه على منطقة جزائه حتى انتهى اللقاء.

النجم: نجم الوسط الغاني كريستيان اتسو لاعب ممتع ومؤثر ومفيد ومتعاون دائما مع زملائه دون أدنى فردية.. صنع الفارق في الشوط الأول بانطلاقاته ومراوغاته وتمريراته وهيأ ثلاث كرات ممتازة داخل منطقة الجزاء وحاول على المرمى وكاد يسجل مرتين لولا براعة الحارس المالي سيسوكو ثم المدافع تراوى.

المخطئ: الحكم قبل أي لاعب والتفاصيل فى الفقرة التالية.. ولا أجد له فرصة فى المباريات التالية فى البطولة.. ويحتاج لنصيحة بعدم قصر نظره على الأرض أو على الكرة فقط.

التحكيم: الجزائري مهدى عبيد ببساطة دون المستوى.. متساهل إلى درجة لا يمكن قبولها سواء في إضاعة الوقت بعد الهدف أو فى مواجهة الاعتراضات بعد قراراته دون حزم بالتحذير أو الإنذار.. ولا يمكننا تصديق تغاضيه عن إنذار المدافع المالي ساليف كوليبالى الذي عرقل فى خطورة لاعبا غانيا اندفع بالكرة أمام منطقة جزائه إلى مساحة شاسعة عقب ركنية مالية.. منتهى التساهل والإخفاق في تطبيق القانون.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان