الإعلام المصري يهاجم البرادعي بعد إعلانه العودة للعمل العام

![]() |
د.محمد البرادعي-نائب الرئيس المصري السابق (الجزيرة-أرشيفية) |
استنكر محمد البرادعي، نائب الرئيس المصري السابق، مساء السبت، بث مكالمات شخصية مسربة ومنسوبة له بإحدى الفضائيات المصرية الخاصة، مؤكدًا أن بها “تحريف”.
وقال البرادعي، في حسابه الرسمي، بموقع التواصل الاجتماعي تويتر “تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية إنجاز فاشي مبهر للعالم”، مضيفُا “أشفق عليك يا وطني (أي مصر)”.
ومساء أمس، بثّ الإعلامي المصري أحمد موسى، المؤيد للنظام الحالي، في برنامجه اليومي، بإحدى الفضائيات المصرية الخاصة، 13 مكالمة شخصية نسبها للبرادعي، حول علاقاته ودوره في مصر عقب ثورة يناير/كانون ثان 2011.
وأكد أن تلك المكالمات تكشف توجيه البرادعي اتهامات وسبابا قال إنها للمؤسسة العسكرية ولسياسيين وإعلاميين، ومسؤولين مصريين سابقين، بينهم عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية، والقيادي اليساري، وقتها حمدين صباحي، والإعلامية لميس الحديدي، بخلاف مكالمة بينه وبين سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري حينئذ، ونائب رئيس المجلس العسكري الذي كان يقود المرحلة الانتقالية عقب الثورة المصرية.
ولم يتسن التأكد –على الفور- من صحة تلك المكالمات المسربة من عدمها من مصدر مستقل، غير أن البرادعي وفق تغريدته قال إنها “محرفة”، دون مزيد من التفاصيل.
جاء تسريب المكالمات بالتزامن مع إطلاق موسى هاشتاجًا (وسما) مسيئا للبرادعي، بعد وقت قليل من تأكيد الأخير مساء أمس، عودته للعمل العام، بعد ما أسماه “ابتعاد لمدة 3 سنوات” دون أن يوضح طريقة تلك العودة، وذلك في مقابلة مع فضائية “العربي”، التي تبث من لندن، في أول ظهور إعلامي له على شاشة عربية منذ حوالي 3 سنوات.
ويأتي ذلك قبل أيام من الذكرى السادسة لثورة 25 يناير/كانون الثاني، التي أطاحت بحكم حسني مبارك في العام 2011، وحول توقيت ظهوره الإعلامي، قال البرادعي إنه ابتعد عن العمل العام 3 سنوات بعد 16 سنة عمل عام، منها 12 في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (1997: 2009) و4 سنوات في مصر (2010: 2013) حاول خلالها نقلها من حكم سلطوي لحكم حر.
ووصف البرادعي الـ16 عامًا بأنها “تهد جبل” (تعبير شهير للدلالة على تحمل المصاعب)، مؤكدًا في مقابلته مع القناة التي تبث من لندن، أنه خلال تلك الفترة التي عايش فيها ما يحدث في العراق وإيران كان “يحاول أن يقول لا تقتلوا بعضكم البعض، وتعالوا نعيش معًا”.
وعن سبب ابتعاده عن العمل العام خلال السنوات الأخيرة، قال: “ابتعدت عن الحدة التي كانت موجودة (يقصد في مصر)، ولأعطي فرصة لوجهة نظر أخرى (لم يحددها)”، مضيفًا: “كنت حزينًا لأنني كنت على صواب”.
وبشأن عودته للظهور إعلاميًا والعمل العام، قال: “لابد الآن أن يتحدث كل شخص وبخبرته يساعد، لن ينصلح الحال في مصر ولا العالم العربي إلا بالتوافق على العيش معًا، دون ذبح وشيطنة الآخر”.
وأشار إلى أنه من وقت لآخر يكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، عن القضايا المحلية والإقليمية الشائكة، وتجاوب البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام سنة 2005 مع حديث المحاور في أن يكون له دورًا في التغيير لاسيما في مصر خلال الفترة المقبلة، مستدركًا: “لكن لست وحدي”.
ووُصف البرادعي في مطلع عام 2010، بـ”المُخلّص من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك”، حيث استقبله مئات النشطاء والشباب بمطار القاهرة في فبراير/شباط 2010، وقاد بمشاركة الإخوان المسلمين، الجبهة الوطنية للتغيير (جمعت طيفا كبيرا من المعارضة آنذاك)، وبرز اسمه بقوة عقب الإطاحة بمبارك في 11 فبراير/ شباط 2011.
وقاد منذ 5 ديسمبر/كانون أول 2012 الجبهة الوطنية للإنقاذ ، المعارضة لحكم محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيًا، وألقى كلمة حين أطاح قادة الجيش بالأخير، في يوليو/ تموز 2013.
وتولى منصب نائب رئيس الجمهورية المؤقت وقتها “عدلي منصور”، قبل أن يستقيل من منصبة منتصف أغسطس/آب 2013، احتجاجًا على فض اعتصامات مؤيدي مرسي بالقاهرة بالقوة مما خلف مئات القتلى والمصابين.