شاهد: عرض باليه نادر للمحجبات في إيران

من النادر إقامة عروض باليه نسائية في إيران، لكن التحدي لم يكمن في وجود النساء في المسرحية فقط، ولكن في موضوع المسرحية أيضا.

فمسرحية “حكومة الزوجة”، التي كتبها وأخرجها أصغر خليلي، تناقش قضايا الصراع بين الحداثة والتقاليد، وهي واحدة من أهم القضايا التي تشغل بال المجتمع الإيراني.

وتدور أحداث المسرحية حول زيارة إلى أوربا قام بها الشاه الراحل ناصر الدين الذي حكم بلاد فارس بين عامي 1848 و1896.

كانت هذه الزيارة جزءا من جهود مستشاره، مشير الدولة، من أجل انفتاح البلاد على العالم الخارجي وتشجيع الشاه على تبني الحداثة وقيادة إيران نحو التنمية التقنية والاجتماعية.

ولدى العودة إلى البلاد، تحاول زوجات الشاه، بقيادة الملكة أنيس، تقويض المستشار من خلال إخبار الجمهور ورجال الدين بأن المستشار يضر بصورة الإسلام من خلال اصطحاب الشاه إلى “أرض الكفار”.

وقيل إنه كان للشاه في ذلك الوقت 85 زوجة وجارية.

وتصور المسرحية الشاه بأنه فتى لعوب ينغمس أكثر في قضاء أوقاته مع النساء على حساب واجباته كملك.

في هذا السياق، يقول المؤلف خليلي “النساء لعبن دورا خاصا في تاريخ إيران، لكن أبرز دور هو ذلك الذي لعبنه خلال أول زيارة يقوم بها الشاه ناصر الدين إلى أوربا.. كان من شأن ذلك أن يشكل لاحقا أحزابا وجمعيات للمرأة.. وفي النهاية، لعبن دورا في الثورة الدستورية (في أوائل القرن العشرين)”.

ويعتقد على نطاق واسع أن النساء بدأن لعب دور أكبر في المجتمع بعد هذه الفترة من التاريخ الإيراني.

وبالرغم من الظرف التاريخي للمسرحية فإن صدي ذلك ما زال يتردد في مسامع الإيرانيين حتى الآن، حيث مازالت الفصائل السياسية الرئيسية في إيران حاليا – من إصلاحيين ومحافظين – يختلفون بشدة بشأن توسيع العلاقات مع الغرب.

وتسمى الفرقة التي تقف وراء هذه المسرحية “نيو إكسبريانس” والتي تهدف إلى وضع السياسة في دائرة الضوء من خلال تجسيد الأحداث التاريخية في قالب مسرحي.

وخلال المسرحية تؤدي الممثلات رقصات باليه، وهو أمر نادرا ما يرى علنا في إيران، بالرغم من أنهن محتشمات ويرتدين الحجاب.