تألق مسجد السوريين وحلوياتهم في رمضان بطنجة المغربية

يحرص المئات من سكان مدينة طنجة في المغرب، بشكل يومي خلال ليالي شهر رمضان على أداء صلاة التراويح في (جامع السوريين) وهو واحد من أقدم مساجد المدينة المغربية.
وتتقاطر يوميا، قبيل أذان صلاة العشاء، أعداد غفيرة من السكان، لأداء صلاة التراويح بهذا المسجد المعروف بـجامع السوريين الواقع بوسط المدينة، وتحديدا في حي يحمل نفس الاسم، يعتقد أنه استمد تسميته من وجوده، إلى جانب وجود عدد من العائلات المنحدرة من جنسية سورية، تقطن فيه.
تقع مدينة طنجة، على واجهتين بحريتين هما المحيط الأطلسي والبحر المتوسط في أقصى شمالي المغرب وهي واحدة من كبريات الحواضر المغربية، تبلغ مساحتها حوالي 863.3 كيلومترًا مربعًا، ويقطنها نحو مليون و500 ألف نسمة من السكان.
ولعل الأجواء الصيفية التي تخيم على أيام رمضان، بمدينة طنجة، تعتبر واحدة من العوامل التي تشجع السكان على ارتياد مسجد “السوريين”، للصلاة في فضاءات باحته الخارجية والحدائق المحيطة به، في الهواء الطلق.
ويقول “زيد البلغيثي”، القاطن في حي بعيد عن هذا المسجد بأنه يأتي يوميا لأداء التراويح رغم بعد المسافة، نظرا لوجود باحة خارجية توفر للمصلين ظروفا مريحة في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
مسجد السوريين، كما يوضح الباحث في مجال تاريخ المغرب والأندلس، رشيد العفاقي، هو صرح ديني تولت بناءه عائلة “ططري الحلبي”، وهي عائلة سورية تقطن المدينة منذ ما يزيد على 55 عاما، وبنى المسجد على الطراز المعماري الحلبي الشامي، وكان المهندس الذي وضع تصميمه هنغاريا يقيم بطنجة منذ أن كانت تحت سيادة الإدارة الدولية.
وإذا كان الكثير من المغاربة في طنجة، يعتبرون أن مسجد “السوريين”، يشكل رمزا لاستحضار أواصر الأخوة مع أشقائهم السوريين، فإن الكثير من الأسر المغربية تحرص على تأثيث موائدها الرمضانية بأنواع من الحلويات ذات الأصل السوري، كما يدل على ذلك الإقبال الكبير على المتاجر المتخصصة في بيع أصناف هذه الحلويات.
وهذا ما يؤكده “مصطفى الشنتوف”، وهو عامل بأحد محلات بيع الحلويات، قائلا “هناك إقبال متزايد على الحلويات السورية خلال أيام رمضان، خاصة (البقلاوة) و(السمسمية)” و(القطايف)” .
وهكذا يبقى شهر رمضان في مدينة طنجة المغربية، مناسبة تستمد سحرها الخاص من روحانية الشرق بما تحمله من استحضار لأواصر الأخوة التي تجمعهم بأشقائهم، إضافة الطابع الخاص الذي يعكس ارتباط المنطقة وتمسكها العميق بالتقاليد والعادات الأصيلة وتشبعها بالقيم الروحية.
أسئلة شائعة:
لماذا سمي مسجد السوريين بطنجة؟
وفقا لمواقع محلية مغربية، سُمّي مسجد السوريين في طنجة بهذا الاسم نسبةً إلى العائلتين السوريتين، عائلة ططري من حلب وعائلة ترجمان من دمشق، اللتين أشرفتا على بنائه عام 1975.
جاءت هذه المبادرة تخليدًا لمشاركة الجنود المغاربة في حرب الجولان عام 1973، وتكريمًا للشهداء المغاربة الذين سقطوا في المعركة. حظي بناء المسجد بمباركة الملك الراحل الحسن الثاني، ليصبح رمزًا للأخوة المغربية السورية.
كم مسجد في مدينة طنجة؟
بحسب المجلس العلمي المحلي لعمالة طنجة أصيلة، تضم مدينة طنجة حوالي 624 مسجدًا، موزعة على مختلف الجماعات داخل المدينة.
ما هو أكبر مسجد في المغرب؟
أكبر مسجد في المغرب هو مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء. يتميز بمئذنته التي تعد الأطول في العالم، ويعتبر من أبرز المعالم الدينية والسياحية في المغرب.