شاهد: الغراب والببغاء يخططان للمستقبل

قال باحثان سويديان إن طيورا، مثل الغراب، تشبه الإنسان في الكثير من سماته “ومنها على سبيل المثال القدرة على التخطيط وتقدير ما سيحدث في المستقبل”.
ورغم أنه كان معروفا لدى الباحثين أن الطيور من جنس “الغرابيات” تتعمد تخزين طعام مساء لتتناوله في فطور اليوم التالي، ولكن الباحثين كانوا يفسرون ذلك بأنه نوع من التكيف الخاص مع تخزين الطعام.
إلا أن باحثين من جامعة لوند السويدية اكتشفا أن الغراب الأسود يخطط لأعمال بشكل مسبق لفترة قد تصل إلى 17 ساعة حيث يمكن أن يحتفظ بأشياء معينة لاستخدامها فيما بعد كأدوات أو ضمن صفقات تبادل مع آخرين، مما يؤكد أن هذه الطيور تمتلك قدرة على التحكم في نفسها وتستطيع تقدير الفترات الزمنية التي تفصلها عن الأحداث المستقبلية.
ورغم أن حيوانات مثل السنجاب تخزن طعاما لفصل الشتاء ويبدو بذلك مثل جيد للتخطيط، إلا أن الباحثة الألمانية سوزانِّه فويتسيك من جامعة ماينس الألمانية أوضحت أن مثل هذه الأساليب السلوكية تطورت كرد فعل على تكرار الحوادث التي تصادفه مثل اقتراب فصل الشتاء وما يعنيه من نقص في الغذاء وليس استجابة لمواقف جديدة دائما.
ودرس الباحثان القدرة على التخطيط لدى “طيور الغراب” من خلال أربعة تجارب شاركت فيها خمس غربان تمت تربيتها على أيدي الباحثين، منها اثنان ذكور.
واختبر الباحثان في البداية ما إذا كانت الطيور تستطيع اختيار الأداة المساعدة الصحيحة من بين العديد من الأدوات، وتضعها جانبا لاستخدامها بعد 15 دقيقة في موضع آخر والحصول بذلك على مكافأة من الباحثين.
كما عرض الباحثان في تجربة أخرى على الطيور أربعة أشياء تختار منها الشيء الذي يمكن أن يقبله الإنسان المشارك في التجربة كسلعة تبادلية، وقام الباحثان بتعليم الطيور في وقت سابق ما هي تلك الأشياء التي يفضلها الإنسان.
وتمكن الغربان من تنفيذ الجزء الخاص بالأدوات والجزء الخاص بالسلعة التبادلية بشكل صحيح بمعدلات نجاح مرتفعة.
كما قام الباحثان في تجربة أخرى بتخيير الطيور بين وجبة فطور وبين أداة أو وسيلة تبادل، ولكن هذا الطعام كان أقل جودة من الطعام الذي ستحصل عليه الطيور في وقت لاحق من خلال استخدام الأداة المتاحة أو من خلال التبادل.
واستغنت الطيور في نحو ثلاثة أرباع التجارب عن الوجبة السريعة المعروضة عليها، وفضلت الانتظار 15 دقيقة حتى يحين موعد مأدبة الغذاء.
وفي تجارب تالية تم حساب الوقت بين اختيار الطيور الأداة أو الشيء والاستخدام المحتمل له وقدروا هذا الوقت بما يصل إلى 17 ساعة.