شاهد: أكبر غابة اصطناعية في العالم

تعتبر مزرعة الغابات “سيهانبا” نموذجًا حيًا على الحضارة البيئية، بحسب أحد الباحثين الصينيين.
وقد قامت ثلاثة أجيال من حراس الغابات خلال 55 عاما، بزرع أكبر غابة اصطناعية في العالم في الجزء الشمالي من مقاطعة خبى بشمال الصين، بالقرب من صحراء هونشان داكي من منطقة منغوليا الداخلية التي تتمتع بحكم ذاتي.
ولم تقتصر فائدة المشروع الأخضر غير المسبوق على درء العواصف الرملية عن العاصمة بيجين ومنطقة تيانجين فحسب، لكنها كانت أيضا مثالا لكيفية جعل الصين أكثر خضرة، وهو ما اعتبره الرئيس شي جين بينغ جزء مهما من نهوض الأمة الصينية.
ويعرف المكان باسم سيهانبا ويقع عند خط 117 درجة شرقا وخط عرض 42 درجة شمالا، على بعد حوالى 180 كم من العاصمة بيجين.
وقال لى شياو جينغ، وهو موظف في مزرعة الغابات فى سايهانبا، إن الغابة الخضراء تضم 480 مليون شجرة.
ولا يستطيع كثيرون تصديق أن هذه المساحة الشاسعة من الأشجار ليست سوى غابة مزروعة.
وقال جريج فاونتن، وهو محرر في صحيفة “تشاينا ديلي”: “لو لم أكن قد أتيت ورأيت ذلك بأم عيني، لم كنت اعتقدت أن كل هذا من صنع الإنسان”.
أما الأرض التي استخدمت لتكون مزرعة لهذا العدد من الأشجار فقد كانت أرض الصيد خلال عهد الإمبراطور كانغ شي من أسرة تشينغ (1644-1912)، وبمرور السنين أدت الحروب وحرائق الغابات وقطع الأشجار إلى تحول الأرض إلى صحراء حتى ستينيات القرن العشرين، ما جعل العاصمة بيجين عرضة للعواصف الرملية المتكررة.
ومن أجل وقف زحف الصحراء على بيجين والحفاظ على مصادر المياه في منطقة بيجين وتيانجين، وتلبية الحاجة للحصول على الأخشاب، قررت الحكومة الصينية في عام 1962 بناء مزرعة غابة كبيرة هناك، وبعد أكثر من نصف قرن من العمل الشاق، ولدت أكبر غابة اصطناعية في العالم.
واختارت إدارة الغابات أسلوبًا علميًا لتقطيع الأشجار ونقلها، وفي السنة، تم قطع أكثر من 600 هكتار من أشجار الأرز.
وتضم الغابات أكثر من 1000 نوع من الحشرات وأكثر من 700 نوع من النباتات و 256 نوعا من الحيوانات و 192 نوعا من الطيور.