شاهد: حكاية مقهى يمني يجتذب الأمريكيين في ميشيغان

يحب الأمريكيون تناول فنجان من القهوة، لكن القليل منهم جرب القهوة المعدّة على الطريقة اليمنية.

وبينما تتواصل الحرب في تدمير اليمن، يبني المغتربون في الولايات المتحدة حياة ومجتمعا لأنفسهم.

أحد أصحاب المقاهي الجديدة في معقل العرب الأمريكيين في ديربورن بولاية ميشيغان، هو واحد من جيل جديد من رجال الأعمال.

هنا في مقهى في ديربورن بولاية ميتشيغان، يمكنهم معاينة الكيفية التي يتم بها إعداد القهوة في البلد الشرق أوسطي، حيث يتم إعدادها من اليمنيين أنفسهم.

ويحرص إبراهيم الحصباني، صاحب مقهى “قهوة هاوس”، على إظهار الكيفية التي يتم بها هذا الأمر، لجيرانه الأمريكيين.

يقول الحصباني “(اليمن) هو المكان الذي بدأت فيه القهوة، لذلك أريد أن يرى الناس كيف يشربها المواطنون هناك”. غير أن رجل الأعمال يعتبر المقهى أيضا فرصة لإخبار الناس عما يحدث في مسقط رأسه.

وفي هذا الإطار يقول: “إنهم لا يعرفون ما يحدث هناك. إنهم لا يعرفون ما هو الوضع في اليمن. هم لا يعرفون كم طفلا يموت هناك يوميا جراء الجوع. وهذا هو السبب في أنني أريد أن أبعث برسالة إلى الجميع وأن أكون مثل رسول لبلدي – لإعطاء الصورة الصحيحة عن المواطنين هناك”.

وفي الوقت الذي تستعر فيه الحرب في اليمن، يعمل من غادروا أفقر بلد عربي بكل جد لتأسيس حياة لهم في أماكن بعيدة للغاية عن مسقط رأسهم.

فقد انضم العديد منهم إلى مجتمع أقيم بأنحاء ديترويت، حيث عاش زملاؤهم المغتربون لسنوات في ظل الجيران اللبنانيين والعراقيين البارزين في المنطقة.

كان الحصباني قد غادر اليمن عام 2011 لكنه احتفظ بعلاقاته الشخصية والتجارية الوثيقة، فمشروب القهوة الذي يقدمه يصنع من الحبوب التي تحصد في مزارع عائلته.

ورغم ذلك، يشعر الحصباني بالأسف على الدمار الذي طال موطنه الأصلي.

يقول عن ذلك: “أنتم لا تعرفون ما يدور في اليمن. إنه جنون. سوف تشعرون بالحزن وتبكون من أجل الناس، إنهم يموتون كل يوم – من الجوع ومن القصف”؛ لكنه حظي هو وعمله التجاري بترحاب في المجتمع المحلي – حتى أنه استضاف رئيس بلدية ديربورن، جاك أورايلي، في حفل افتتاح المقهى.

يقول الحصباني: “أشعر بالسعادة والفخر. فقد قمت بشيء مختلف. وهذا سبب قدوم الناس إلى هنا. أنهم ليسوا يمنيين، لكنهم يريدون المجيء لرؤية المكان. إنهم يريدون معرفة المزيد عن اليمن”.

ويتواصل رشيد النوزيلي، الذي يقوم بنشر أخبار اليمنيين الأمريكيين بشكل شهري، بشكل جيد داخل المجتمع اليمنييقول النوزيلي إن من يأتون إلى الولايات المتحدة من وطنه الأصلي يغيرون أهدافهم.

ويضيف أن المهاجرين اليمنيين كانوا يعتبرون الولايات المتحدة طبق حلوى، ما يعني أنهم يحلمون بالتقاعد في الولايات المتحدةغير أنهم غيروا من خططهم المستقبلية حاليا.

يقول النوزيلي “الآن، نفكر في تناول طبق الحلوى في اليمن وليس في الولايات المتحدة. فالولايات المتحدة هي الوطن”.

وبعيدا عن الاضطرابات في اليمن، يفكر الحصباني في رد الجميل إلى البلد الذي احتضنه.

ويقول “فعلت الكثير من الأمور هنا (في الولايات المتحدة). لذلك أريد رد الجميل. فعندما تأخذ، ينبغي عليك دائما أن تعطي”.

المصدر : أسوشيتد برس