شاهد: مقاهٍ تركية تتحول لمكتبات شعبية

نجحت بلدية منطقة يلديرم، بمدينة بورصة شمال غربي تركيا، في تحويل 30 مقهى شعبيًا إلى مقاهٍ تضم كتبًا، تعرف باسم “قراءت خانة” وفق مفهومها القديم.

و”قراءت خانة”، مصطلح قديم يعني المكان الذي يُقرأ فيه، حيث كان الناس في الماضي يرتادون هذه الأماكن لمطالعة الصحف والمجلات والكتب، إلى جانب احتساء الشاي والقهوة.

أما في يومنا، فبات الاسم يطلق على المقاهي الشعبية، حيث يتجمع الناس لاحتساء الشاي أو القهوة، وملء فراغهم بالألعاب بدلًا من القراءة، بشكل عام.

إلا أن بلدية يلدريم، قررت إعادة الوظيفة القديمة لمثل هذه الأماكن، حيث أطلقت قبل عامين حملة في هذا الإطار لتحويل المقاهي الشعبية إلى “قراءت خانة”.

وتجاوبت العديد من المقاهي مع الحملة، حيث غيرت لافتاتها، لتحمل اسم “قراءت خانة”، عوضًا عن المقهى، وباتت تضم في جنباتها مكتبات تحوي كتبًا متنوعة من أجل حث زبائنها على القراءة.

وفي إطار الحملة التي تقودها البلدية، ينظم أكاديميون جولات على “القراءت خانات”، للقاء المواطنين، والإجابة على تساؤلاتهم.

وقال رئيس بلدية يلدريم، إسماعيل حقي أدابالي، إن القيم والثقافة والتاريخ أمور مهمة جدًا للمجتمع التركي.

ولفت أدابالي، إلى أن “القراءات خانات” أماكن تعكس روح المدينة.

وأشار إلى أهمية تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن الأوقات المهدرة سدى، في “القرءات خانات”، وضرورة إعادة إحياء وظيفتها الأساسية.

وذكر أنهم يذهبون إلى المقاهي في إطار المشروع، ويشرحون لهم فوائده، وفي حال موافقة صاحب المقهى، يتم إنشاء مكتبة ضمنها وتزويدها بكتب.

ولفت إلى أنهم نجحوا في غضون عامين، في تحويل 30 مقهى شعبيًا، إلى “قراءات خانة”، وفق مفهومها القديم.

وشارك في المشروع أستاذ التاريخ بجامعة “مرمرة” (حكومية)، أحمد شيمشير غيل، الذي تحدث عن تجربته.

وذكر أنه في بادئ الأمر لم يكن يشعر بتفاؤل كبير لدى مشاركته في المشروع؛ نظرًا للوضع الحالي “للقراءت خانات” التي أضحت مكانًا للهو، وتمضية الوقت دون جدوى.

وأشار غيل، إلى أنه عندما عرض رئيس البلدية، عليه الفكرة، لم يكن يتوقع أن تنجح بهذا الشكل.

المصدر: الأناضول

إعلان