“السراويل الآمنة”.. أحدث صيحة للحماية من الاغتصاب

في صباح أحد أيام شتاء عام 2015، كانت ساندرا سيلز تركض في غابة بالقرب من مدينة أوبرهاوزن في غرب ألمانيا عندما أحاط بها ثلاثة رجال مخمورين.
وحاول الرجال الاعتداء عليها وبدأ أحدهم في شد سروالها الداخلي، ولكن لحسن الحظ ظهر أحد المارة ومعه كلب في الوقت المناسب، مما جعلهم يفزعون ويفرون بعيدا.
غير أن الشعور بالارتياح لم يدم بالنسبة لسيدة الأعمال البالغة من العمر 42 عاما. فقد أدركت سيلز أنها عرضة للاعتداء عليها أثناء ممارسة رياضة الركض – التي تمثل جزءا كبيرا من حياتها.
وتقول: “ذهبت إلى المنزل ولم أستطع التوقف عن التفكير بشأن ما كان يمكن أن يحدث”.
فكرت جاهدة فيما يمكن أن تفعله لكي تشعر بالأمان، وفي نهاية المطاف توصلت إلى فكرة نوع من أنواع الدروع لمنطقة ما بين الفخذ والبطن أو ما يطلق عليها “الأربية”. وتوجهت إلى معمل طباعة بالأبعاد الثلاثية لكي يعد لها نموذجا أوليا.
وقالت لفني الطباعة: “أريدك أن تطبع لي شيئا أضعه في منطقتي المقدسة بحيث لا يتمكن أحد من الوصول إليها”.
ثم أدركت سيلز أنها قد لا تكون المرأة الوحيدة التي تشعر بانعدام الأمان عندما تركض في منطقة خارجية. وهداها تفكيرها إلى تحويل الفكرة إلى منتج تجاري، واستشارت رياضيين وخبراء في صناعات التكنولوجيا والأمن.
وكانت النتيجة “سراويل آمنة”، متاحة الآن للشراء عبر الإنترنت مقابل 149 يورو (180 دولارا).
تم تصميم السراويل بحيث تمنع الاعتداءات الجنسية من خلال ثلاث آليات: قفل يحكم ربطها على من ترتديها بحيث يصعب إزالتها بالقوة، ونسيج مقاوم للتمزق وجرس إنذار تبلغ قوته 130 ديسيبل.
من ناحية الأسلوب، فهي ليست بعيدة كل البعد عن سراويل الركض العادية، إلى جانب القفل – الذي يأتي في مجموعة من الألوان الزاهية.
ولكن هل تستطيع السراويل حقا ان تمنع الاغتصاب؟ تتباين الآراء.
يقول خبير من مبادرة برلين ضد العنف تجاه النساء: “لن يمتنع الرجال بسبب العقبات. ولن تمنع السراويل صور الاعتداء الجسدي الأخرى”.
بل إن البعض منهم يقول إن السراويل قد تستفز المعتدي أكثر وتؤدي إلى تصعيد العنف. ولكن سيلز ترد؟ “يمكن أن يقتلني بعد أن يغتصبني. فلماذا لا أحاول تجنب التعرض للاغتصاب؟”
على الرغم من أن السراويل كانت تستهدف في البداية النساء اللواتي يمارسن الرياضة في الهواء الطلق، إلا أن نطاقها امتد الآن ليشمل السراويل الداخلية الآمنة – التي يتم ارتداؤها تحت الجينز أو التنورة أثناء قيام النساء بمهامها اليومية المعتادة.
وتباع الملابس الداخلية الآمنة حاليا مقابل 89 يورو.
وتقول سيلز إن سلعتها تثير اهتماما في مناطق بعيدة مثل الهند وأمريكا الجنوبية – ولكن لتوفير سلعتها لهذه الأسواق بشكل صحيح، سيتعين عليها تطوير منتج يكون في المتناول أكثر من ناحية السعر.
وأضافت أن لديها بعض العملاء الذي يشعرون بالرضا، فقد اتصلت بها امرأة لتقول إنها تم سحبها من على دراجتها من قبل رجلين أثناء سيرها في الحديقة في الخامسة صباحاً. فلما دق جرس الإنذار، فر الرجال.
ومع ذلك، يشعر البعض بأن السراويل ليست حلا عمليا للعنف ضد المرأة.
تقول الناشطة النسوية الألمانية مارغريت ستوفوفسكي إنه في حين أن أي شيء يجعل النساء يشعرن بالأمان هو أمر جيد، إلا أنه نادرا ما يتم ارتكاب الاغتصاب في الشوارع من قبل مهاجم غير معروف للضحية.
وتعترف سيلز أن السراويل القصيرة لا تحمي المرأة في جميع السيناريوهات التي قد يحدث فيها اغتصاب، ولكنها تقول إن جزءا من جاذبيتها هو أنها ببساطة تجعل من ترتديها تشعر أنها أكثر أمانا.