شاهد: فرسان يتسابقون للإمساك بـ”دمية” في المغرب

تقليد شعبي عمره 300 عام ما زال قائما في شمال المغرب عبارة عن سباق يقوم بموجبه فرسان على ظهور جياد بالتسابق للإمساك بالدمية (العروسة) ماطا.
طبول ومزامير تعلن رسميًا انطلاق رقصة الحصاد، إذ يحتفي أبناء القبائل هؤلاء بحصد المحاصيل في زيهم الشعبي ذي الألوان الزاهية في حد ذاته.
لكن الجزء الأهم في الاحتفال يتمثل في وقوف “الفرسان” بخيولهم صفًا واحدًا للمشاركة في سباق للإمساك بالدمية (العروسة) التي يطلق عليها “ماطا”.
وتصنع الدمية “ماطا” خصيصًا في كل عام من أجل المهرجان. ويحمل نسوة الحناء والزينة المختلفة ضمن عملية صناعة الدمية.
وقبل قرون، كانت ماطا امرأة حقيقة يتنافس عليها فرسان منطقة جبالة ومن يمسك بها يصبح الفائز الشجاع ثم يتزوجها احتفالًا بموسم الحصاد.
ولكن في القرن الحادي والعشرين، يجتمع نسوة ويصنعن دمية ويضعن عليها زيًا وزينه كما لو كانت عروسًا بشرية.
وما زال السباق التالي على أظهر جياد غير مسرجة يمثل أهمية كبرى، إذ يجلب الفخر للقبيلة الفائزة.
ويشعر ممثلو قبيلة بني عروس، التي فازت بسباق العام الماضي، بشغف لتكرار هذا النجاح.
ويستهدف المهرجان أيضًا المحافظة على التراث، أو بالأحرى إعادة إحياء التراث، الثقافي المغربي ونقله إلى الساحة الدولية لدعم ثقافة وتراث البلاد، فضلًا عن الترويج للسياحة.
وأصبح مهرجان ماطا أحد أكبر المهرجانات في المغرب، إذ يجذب آلاف الزائرين منذ أن أصبح على المستوى الوطني قبل ثمانية أعوام.
ورغم إقامته في منطقة ريفية، يأتي ما يزيد على 150 ألف زائر لاستكشاف التقاليد الشعبية وتراث المنطقة.
وتأمل قبائل عديدة، وما يزيد على 50 من التعاونيات التجارية، تشجيع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على الالتفات للمهرجان.
وبعد السباق، يرفع الفائز الدمية عاليًا ويسير وسط حشد. وبوسع قبيلة بني عروس العودة منتصرة حاملة ماطا مجددًا.