شاهد: لاجئ سوري يعيد المصاحف القديمة للحياة

خلال أيام شهر رمضان يعاود المسلمون مصاحفهم ويتلونها أكثر من المعتاد. ثمة رجل ثمانيني في مخيم الزعتري يعمل دومًا على ضمان أن تكون تلك المصاحف على أحسن حال.

وبدقة ودأب شديدين يصلح غلاف مصحف قديم. عبدالله عيسى غزالة (81 عامًا) يمتهن حرفة شارفت على الاندثار.

هو الرجل الوحيد في مخيم الزعتري الذي يستطيع ترميم المصاحف وتجديدها.

الجد السوري يزور المساجد في أنحاء المخيم لمراجعة نسخ المصاحف وترميم المهترئة منها.

هو الآن معروف في جنبات المخيم باسم ” المجدد” أو “المصلح”.

وقال الرجل الثمانيني” أذهب من مسجد إلى مسجد. هناك فرصة نادرة لوجود مسجد هنا لم أصلح القرآن فيه. هناك مسجد بالقرب من هنا يسمى المسجد الكويتي وقد قمت بترميم 244 مصحفًا لهم. مسجد الشيخ حافظ بن خيل، أعطوني 13 كرتونة، كل كرتونة كانت تحتوي على 40 مصحفًا، 520 إجماليًا”.

لقد بدأ مزاولة هذه المهنة عام 1984، عندما دعاه أحد أصدقائه للعمل في دار الرازي للطباعة في دمشق.

عندما جاء غزالة لمخيم الزعتري مع أسرته قبل ما يزيد على خمس سنوات، لم يرد الرجل أن يتخلى عن مهنته.

وبعد وصوله، سرعان ما لاحظ أن عددًا كبيرًا من نسخ المصاحف في مساجد المخيم تالفة، لذا جعل إصلاحها مهمته.

الرجل لاحظ أيضًا أن الناس يكافحون لشراء نسخ جديدة من المصحف.

وهو الآن يتنقل بين أرجاء المخيم يجمع نسخ المصاحف ويأخذها لإصلاحها وإعادتها.

كل عمله يقوم به طواعية والمواد التي يستخدمها يوفرها له متبرعون. غير أن القلق ينتابه من أن احتياج السكان لمهارته سيقل يومًا بعد الآخر.

وقال “هذا العمل الخاص بي ليس له فائدة. نادرًا ما تسمع عن شخص يحتاج إلى إصلاح نسخة من القرآن قديمة أو تالفة. فعندما يصبح المصحف قديمًا، يضعونه جانبًا ويدفعون المال للحصول على نسخة جديدة. لذا فإن مهمة الإصلاح هذه ليست ذات فائدة، وربما أنا الوحيد في سوريا وخارج سوريا الذي يقوم بهذا العمل”.

ورغم ذلك، تجد الرجل حريص كل الحرص على أن ينقل خبراته لغيره.

الآن بدأ تدريب المهتمين وبينهم أحد أبنائه. ربما يتمكن الجيل اللاحق من إنقاذ هذه الحرفة النفيسة.

المصدر : أسوشيتد برس

إعلان