شاهد: الإسكندرية المصرية ما زالت تعبق برائحة اليونان

على مدى سنوات طويلة، كانت مدينة الإسكندرية المصرية مقرًا لإقامة جالية يونانية كبيرة نسبيًا، واليوم لم يعد موجودًا من نسل هذه الجالية بالمدينة سوى عدد قليل جدًا.
ولم يبق أيضًا سوى القليل من المعالم الخاصة بتلك الجالية التي يحاول نسلها الحفاظ على تراث أسلافهم.
وحولت السفارة اليونانية منزل الشاعر كونستانتينوس بترو كفافيس إلى متحف. ويرى كثيرون أن كفافيس هو من وضع مدينة الإسكندرية على الخريطة.
وكفافيس، الذي تحدث في قصائده عن حبه لمدينة الإسكندرية، يوناني الأصل لكنه وُلد وعاش في مصر معظم حياته. ويحوي المتحف نسخًا نادرة من أعماله إضافة إلى أثاث بيته الأصلي بالكامل.
وهناك كثيرون مثل كفافيس. فقد ولد كثير من اليونانيين في الإسكندرية واختار بعضهم أن يعيش ويعمل في مصر بدلًا من أن يعود لليونان.
ويتحدث هؤلاء اللغتين العربية واليونانية بطلاقة ويديرون مشاريع تجارية بدأت منذ نحو 100 عام.
وأعادت زيارة رسمية، نظمتها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة، عشرات المواطنين اليونانيين الذين كانوا يعيشون في الإسكندرية للمدينة التي لم يروها منذ أكثر من 40 سنة.
وهدف الزيارة كان إعادة تقديم الإسكندرية مجددًا باعتبارها المركز الثقافي للبحر الأبيض المتوسط.
ويقول إدموند نيكولا كاسيماتيس رئيس الجالية اليونانية في الاسكندرية، والذي يدير محلًا تجاريًا بناه والده عام 1908، إن اليونانيين في الإسكندرية كانوا مندمجين مع الشعب ويعملون في كل المهن.
وكانت الإسكندرية آنذاك مدينة عالمية يهاجر إليها أناس من كل أنحاء منطقة البحر المتوسط بحثًا عن فرص عمل وحياة أفضل.
وكانت الكسندرا هاموس، جدة ليليان عيسى، واحدة من أولئك المهاجرين الذين استقر بهم المقام في الإسكندرية حيث افتتحت مقهى صغيرًا باسمها لا يزال قائمًا حتى اليوم.
وتقول ليليان إن الكثير من اليونانيين الذي يعملون في الحلوى والمعجنات اندمجوا على مر السنين مع الفولكلور والتقاليد المصرية وأصبحوا يتفننون في صنع حلويات تخصص لمناسبات مثل عيد القيامة وعيد الفطر.
ولا تزال الإسكندرية تعبق برائحة اليونان على الرغم من قول كاسيماتيس إن آلاف اليونانيين اضطروا لمغادرة مصر في حقبتي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بعد ثورة 1952 التي أطاحت بالحكم الملكي في مصر.