لهذا يفضلون زراعة الشعر في تركيا

بات مألوفاً في وسائل التنقل العامة بمدينة إسطنبول التركية رؤية أناس أجروا عمليات زراعة للشعر، وخاصة سائحين أجانب وجدوا ضالتهم في تركيا، نظرا للسمعة الطيبة في هذا القطاع.
وبفضل تقنيات حديثة وأسعار معقولة، تتراوح بين ألف وألفي دولار حسب الحالة، تفوقت السوق التركية على السوق الأوربية، وبات مرغوبا به من الكثيرين.
كما توفر السياحة الطبية في تركيا خدمات ومميزات كثيرة، بدءاً بالتسهيلات الحكومية في دخول البلاد، مرورا بانخفاض أسعار رحلات الطيران والفنادق، وانتهاء بالمنشآت الطبية المتطورة.
وخلال 2017، قصد تركيا مواطنون من 70 دولة، للحصول على خدمة زراعة الشعر.
وقالت عضو مجلس تطوير السياحة الطبية في تركيا، صفية كورت، لـ “الأناضول”، إن تركيا أصبحت دولة رائدة ومرجعاً في مجال زراعة الشعر.
لجين بيرقدار، مديرة قسم الجودة في أحد مراكز زراعة الشعر، قالت إن “الحكومة التركية دعمت القطاع الصحي بشكل كبير، وهو ما يشمل زراعة الشعر، إذ تغرد تركيا خارج السرب من ناحية التقنيات المستخدمة”.
وأضافت أن “أوربا تستخدم التقنيات القديمة، مثل FUE، بينما نحن نستخدم هذه التقنية إضافة إلى تقنيةDHI وغيرها من التقنيات الحديثة، حتى الربوت يتم استخدامه، إضافة إلى الأسعار المناسبة للخدمات والطيران، ورغبة السائح في القدوم والسياحة”.
وتابعت بيرقدار أن “موضوع تأشيرة الدخول للبلاد أمر مهم، لأن تأشيرات أوربا صعبة، بينما تركيا قدمت تسهيلات، فضلا عن حب السائح لتركيا وتفضيله لها عن أوربا، فما بالك إن كانت سياحة علاجية”.
وشددت على أن “العميل تهمه النتيجة، فهي أفضل من أوربا أولا وأرخص وثانيا، ولأننا نستخدم تقنيات غير موجودة في أوربا، فهي حصرا في تركيا”.
وأوضحت أنه “توجد تقنيات مثل التخدير دون ألم، ونحن سباقون من ناحية السعر، وبالتالي يتم تفضيلنا، ليس فقط من العرب، بل أيضا من الأوربيين وغيرهم”.
وحول النتائج التي يتم الحصول عليها، قالت بيرقدار إن زراعة الشعر “عمل طبي، لكن النتائج تعتمد على خبرة الطبيب، وخبرة الطبيب في تركيا تضاهي أفضل الأطباء في العالم”.
وتابعت أن “تركيا تأخذ نصيباً كبيراً (من عمليات زراعة الشعر)، وبالتالي الخبرة كبيرة، والتقنيات كثيرة، ويحصل العميل على نتيجة مرضية، وهنا يختار تركيا بالمقام الأول.
وشددت على أن “التواصل مع العميل لا ينقطع بعد انتهاء العلاج، بل نقدم له دعماً نفسياً، ونتواصل معه باستمرار، حتى يحصل على النتيجة المرجوة، وبالمقابل نحصل على ردود أفعال إيجابية”.
وبشأن اللغة، قالت بيرقدار إنها “لم تعد عائقاً بفضل عدد المقيمين العرب في تركيا والعاملين في السياحة العلاجية، ومن اللحظة التي يصل فيها العميل إلى المطار يتوفر له مترجمون للعربية ولغات أخرى”.
وأوضحت أن “الكادر الطبي بشكل كامل من الأتراك، بينما الأقسام الإدارية من العرب”.
تميز تركي
أشرف علي، من مصر، أجرى عملية زارعة شعر في تركيا، قال: “تعرفت على تركيا عبر الإنترنت، وتواصلت معهم في المركز الطبي، قبل الوصول، ثم قررت إجراء العملية.. قابلوني في المطار، ونقلوني إلى المشفى”.
وتابع علي، لـ “الأناضول”: كنت متخوفا قبل العملية، ثم شعرت براحة وتوكلت على الله.. كانت أول عملية، لذا كنت خائفا، وعندما قابلتهم قبل العملية اطمأنيت، وقررت المضي قدماً، ووجدت كل شيء جيدا”.
500 عملية يوميا
وعن التقنيات المستخدمة في تركيا وتميزها عن غيرها، قال حمزة السطاف، مدير العمليات في أحد المراكز: “لدينا تقنيتان في المركز، الأولى هي FUE، عبر محركات مايكروميترية، ويتم زرع البصيلات الشعرية المأخوذة في القنوات التي يتم فتحها”.
وأردف السطاف، للأناضول، أن “التقنية الثانية هي DHI، وهي عملية زرع للبصيلات تحت الجلد بحقن خاصة، وهي عملية نقل تشبه الأولى، لكن تتميز عنها”.
وعن الفارق بين الطريقيتن أفاد بأنه “في الطريقة القديمة يتم أخذ بصيلات من الرأس وزراعتها بتخدير كامل للعميل، وهي تترك آثارا على الجلد، بينما تقنيةDHI لا تترك أثراً.. فقط نقط صغيرة تختفي بنمو الشعر”.
وأوضح أن DHI هي أحدث التقنيات في العالم، وبدأت من تركيا، وتختلف عن أوربا في نواحي عديدة.. تركيا تتمتع بإمكانيات سياحية وأسعارها أفضل مقارنة بالأسعار في أوربا.
وتابع السطاف أن الأسعار تتراوح في تركيا بين ألف وألفي دولار حسب الحالة، أما في أوربا فالتكلفة تبلغ نحو ٩ آلاف دولار”.
وختم بأن “تركيا متطورة تقنياً في هذا المجال وهي أكثر خبرة ونتائجها أفضل، ففي تركيا تُجرى يوميا نحو ٥٠٠ عملية زراعة شعر”.