التحدي الأصعب في زمن كورونا.. كيف تتخلص من عادة لمس الوجه؟

عادة لمس الوجه لها أسباب عاطفية ونفسية
عادة لمس الوجه لها أسباب عاطفية ونفسية

يحذر خبراء الصحة من عادة لمس الوجه، لما لها من دور كبير في نقل عدوى فيروس كورونا. ولكن يرى البعض أن الكلام أسهل من الفعل، وأن غسل الأيدي أسهل كثيرا من عدم لمس الوجه.

وقد اكتشف العلماء أن عادة ملامسة الوجه نقوم بها منذ كنا في بطون أمهاتنا، ففي دراسة بريطانية منشورة عام 2014، استخدم الباحثون الموجات فوق الصوتية على 15 امرأة من الأسبوع 24 إلى الأسبوع 36 من حملهن لدراسة آثار إجهاد الأمهات على اللمس الذاتي للجنين، ووجدت أن الأجنة كانت أكثر عرضة للمس وجوههم بأيديهم اليسرى عندما عبرت النساء عن شعورهن بالتوتر.

واعتاد الإنسان على لمس وجهه منذ نعومة أظافره، حتى أصبح عادة يومية. ووفقا لدراسة نشرتها المجلة الأمريكية لمكافحة العدوى عام 2015، فإن الناس يلمسون وجهوهم في المتوسط أكثر من 20 مرة كل ساعة.

كما أجريت دراسة أخرى على طلاب الطب في جامعة نيو ساوث ويلز، ولاحظ المشاركون في الدراسة تحركات الطلاب من خلال تسجيل الفيديو، ووجدت الدراسة أن الطلاب لمسوا وجوههم 23 مرة تقريبا في الساعة.

دراسة بريطانية: الإنسان يلمس وجهه 23 مرة كل ساعة تقريبا (غيتي)
انتقال الأمراض من خلال الوجه

المشكلة الكبيرة أننا قبل ملامسة العين والأنف والفم نكون قد لمسنا عددا من الأسطح، وتنقل اليد الأمراض للجسم من خلال الأغشية المخاطية على الوجه -العيون والأنف والفم- والتي تعمل كممرات للحلق والرئتين.

ويعتقد العلماء أن فيروس كورونا ينتشر في الغالب عن طريق استنشاق قطرات تطلق عندما يسعل أو يعطس فرد مصاب. لكن هذه القطرات يمكن أن تهبط أيضًا على الأسطح التي نلمسها بأيدينا.

ويقوم الناس بلمس وجوههم في العادة دون تفكير؛ وهذا ما ذكرته ويندي وود أستاذة علم النفس والأعمال في جامعة جنوب كاليفورنيا، وفقا لما نشره موقع “ستيت نيوز”.

وأوضحت أنه عادة ما يلمس الإنسان وجهه للتعبير عن عواطفه، وسواء كانت هذه العادة متجذرة في الجنس البشري أم مكتسبة، فإننا نكررها، ولن نستطيع كسرها إلا بوعي، ومن الطرق التي تجعلنا نتوقف عنها ببساطة جعل لمس الوجه أكثر صعوبة، على سبيل المثال من خلال ارتداء القفازات والنظارات، فإنها تُصعب لمس الوجه والعين”.

ارتداء القفازات والنظارات الشمسية يقلل من عادة دعك العينين ولمس الوجه (غيتي)

ويعول خبراء الصحة على التوقف عن لمس الوجه كرادع لانتقال العديد من الأمراض، فعلى سبيل المثال، وجدت دراسة نشرت في أواخر العام الماضي حول انتشار الأمراض على مستوى العالم من خلال النقل الجوي، وخلصت إلى أنه إذا غسل الناس أيديهم أثناء وجودهم في المطار، فيمكن الحد من انتشار الأمراض الوبائية بنسبة تصل إلى 69%.

كما أسفرت الدراسة عن نتيجة مؤسفة مفادها أن ما يقدر بـ20% فقط من المسافرين تكون أيديهم نظيفة أثناء وجودهم في المطارات.

وعلق مؤلف الدراسة د. كريستوس نيكولايدس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بقوله، إن الأشياء الصغيرة يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في الحد من انتشار الفيروس التاجي، وإن زيادة عدد الأشخاص ذوي الأيدي النظيفة سيكون لها تأثير كبير على إبطاء انتشار الجائحة.

وذكرت سينثيا ويستون، الأستاذة المساعدة في كلية التمريض بجامعة تكساس إيه آند إم عبر موقع الجامعة “إن ملامسة الوجه نشاط نقوم به ولا نفكر فيه حتى، وعادة ما يقوم الإنسان بتدليك عينيه وحك أنفه إذا ما شعر بالتعب، وقد يقوم مباشرة بدعك عينه إذا شعر بأن هناك شعرة في إحدى عينيه”.

وقالت إن الأمراض المعدية مثل فيروس كورونا تنتشر من خلال قطرات تنتشر عند قيام الشخص المصاب بالسعال أو الضحك أو العطس، فتسقط على الأسطح المجاورة مثل زر المصعد أو مقبض الباب أو لوحة المفاتيح، ثم يلمسها شخص آخر بيديه.

وأوضحت أن هذا هو سبب النصائح المتكررة للناس بغسل أيديهم كثيرًا وتجنب لمس الوجه؛ لأن لمس الأغشية المخاطية للوجه  -الأنف والعينين والفم- يعطي الفيروس مصدر دخول للجسم.

عند شعور البعض بالتعاطف أثناء الحديث مع الآخرين قد يلمسون وجوههم عن غير قصد (غيتي)
كيف تتخلص من هذه العادة؟

يشير بريان أندرسون، أستاذ مساعد في قسم العلوم النفسية وعلم العقل في جامعة تكساس إيه آند إم، إلى أن أول خطوة في وقف هذه العادة هي رفع مستوى وعي الإنسان بالآثار السلبية.

وأوضح أن الناس يميلون عن غير قصد بلمس الوجه عند الشعور بالملل أو الإرهاق، أو التعاطف الشديد أثناء المحادثة مع شخص آخر، فقد يميل إلى الأمام ويضع يده تحت ذقنه.  

وأوضح أندرسون أنه على الشخص مراقبة سلوكه والحافز الذي يدفعه للمس وجهه، وهذا يساهم في الحد من لمس الوجه، وإذا كان لديه ميل دائم لفرك العين، فعليه أن يأخذ منديلا نظيفًا لفرك العين به.

وأضاف أنه يمكن للناس إراحة رؤوسهم على أصابعهم بدلاً من وضع ذقنهم في أيديهم، وسيظل اعتماد الناس على ملامسة الوجه لليد، ولكن على الأقل يجب أن تبقى بعيدة عن الأغشية المخاطية.

وبين أن اكتساب العادات الجديدة قد يستغرق عدة أسابيع، للتغلب على تاريخ قوي من لمس الناس لوجوههم آلاف المرات طوال حياتهم.

وإليك عزيزي القارئ خطوات عملية بناء على نصائح الخبراء للتقليل من عادة لمس الوجه:

  • الوعي بالأثر السلبي لعادة لمس الوجه على انتقال الأمراض المعدية.
  • الحرص الدائم على غسل اليدين جيدا بشكل دائم، أو استخدام المعقمات.
  • تشبيك اليدين وضمهما للصدر أثناء المحادثة لتفادي لمس الوجه.
  • لبس القفازات والنظارات لإبعاد اليدين عن ملامسة العين والوجه بشكل مباشر.
  • استخدام الجزء الخلفي من الذراع بدلا من اليد يمكن أن يقلل المخاطر.
  • جعل اليدين مشغولة بأي عمل للتقليل من ملامسة الوجه. واللجوء إلى طرق تجعل أيدينا مشغولة بعمل شيء ما.

اقرأ أيضا:

في العزل المنزلي: كيف تكافح كورونا والملل معا؟

التعليم عن بعد.. الفصول الافتراضية في مواجهة كورونا

بعد انتشار كورونا.. كيف تدير عملك من المنزل؟

بدون معدات أو أجهزة.. كيف تحول غرفتك إلى صالة رياضية؟ 

المصدر: الجزيرة مباشر

إعلان