ما الفرق بين الفيروسات والبكتيريا.. وهل كلها ضارة للإنسان؟
تختلط بعض المفاهيم العلمية على الناس، مثل الجراثيم والبكتيريا والفيروسات، فما الفارق بينها؟
يوضح الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طلب المنصورة بمصر في لقاء خاص لموقع الجزيرة مباشر، أن البكتيريا هي نفسها الجراثيم، وتخضع كل من الفيروسات والبكتيريا لعلم الميكروبيولوجي، أي علم الكائنات الدقيقة.
الفرق بين الفيروس والبكتيريا
وفي نقاط وجيزة، قارن الدسوقي بين كل من البكتيريا والفيروسات، كما يلي:
- البكتيريا أكبر حجما بكثير من الفيروسات، ويمكن أن نراها بالميكروسكوب العادي في المعمل، أما الفيروسات لا يمكن رؤيتها إلا بالميكروسكوب الإلكتروني.
- البكتيريا لها أشكال متعددة: كروية، أو عصوية (مثل العصا)، أو حلزونية، أما الفيروسات فتتخذ شكلا كرويا، أو عصوية، أو يتخذ بعضها شكلا مركبا.
- تتكون البكتيريا من خلية لها أجزاء داخلية مثل بقية الخلايا، أما الفيروسات عبارة عن حمض نووي محاط بغطاء بروتيني، وقد يكون دهني كما هو الحال في فيروس كورونا، لذلك فالتخلص من فيروس كورونا يكون بالماء والصابون، الذي يزيله ويطهر الأيدي.
- يوجد غشاء أو جدار للخلية في البكتيريا، ولا يوجد في الفيروسات.
- يوجد حامض نووي في كل من البكتيريا والفيروسات.
- نعتبر البكتيريا مخلوقا حيا، أما الفيروسات فيعتبرها البعض ليس فيها حياة، ويرى آخرون أنها بين الحياة وعدم الحياة.
- تتكاثر البكتيريا وتنقسم مثل أي خلية، أما الفيروسات فلا تنقسم ولا تتكاثر إلا داخل خلية حية: سواء كان إنسانا أو حيوانا أو نباتا.
- البكتيريا تصيب الحيوانات والنباتات والإنسان، وقد تصيب الفطريات، أما الفيروسات فتصيب الإنسان والحيوانات والطفيليات والنباتات، وقد تصيب كائنات دقيقة مثل البكتيريا وغيرها.
- العدوى في البكتيريا تكون في مكان محدد، أما في الفيروسات فتصيب الجسم ككل.
- الإصابة بالعدوى تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في كل منهما، وبالذات في العدوى البكتيرية، وبعض الفيروسات لا تتسبب في ارتفاع درجة الحرارة.
- أما مدة الإصابة: الشائع في البكتيريا 10 أيام، أما في الفيروسات من يومين لعشرة أيام.
الأمراض التي يسببها كل منهما
ووفقا للدسوقي فإن أبرز الأمراض المعدية الشائعة في البكتيريا هي: تسمم الطعام، والتهاب المعدة، والتهاب الرئة، والتهابات المسالك البولية، الدفتيريا، السل، التيفوئيد.
وردا على سؤال: “هل البكتيريا كلها تسبب الأمراض؟” أجاب الدسوقي بقوله: لا طبعا، لأن هناك بكتيريا خلقها الله في جسم الإنسان مثل البكتيريا الموجودة على الجلد لتحميه، والبكتيريا الموجودة في الحلق، والأمعاء، وأيضا البكتيريا النافعة التي نستخدمها في الخبز.
وأكد على ضرورة عدم الإسراف في استخدام مطهرات الأيدي لأنها تزيل البكتيريا النافعة على الجلد، وتحرم الإنسان من وسيلة طبيعية نافعة.
وأضاف أن البكتيريا النافعة في الأمعاء تتأثر بالاستخدام الخاطئ لبعض المضادات الحيوية، وهذه البكتيريا النافعة تقي الجهاز الهضمي من أمراض كثيرة.
أما الفيروسات؛ فيشير الدسوقي إلى أنها بصفة عامة غير مفيدة، ولكن هناك بعض الفيروسات المستخدمة حاليا في الأبحاث لعلاج سرطان المخ، وبعض الفيروسات تستخدم فيما يسمى الهندسة الوراثية.
أما بالنسبة للأمراض التي تسببها، فأبرزها “الإنفلونزا، نزلات البرد، الحصبة، جدري الماء، الإيدز، التهاب الكبد (A، B، C)”.
الفرق بين الفيروسات والبكتيريا من حيث الانتقال
- الفيروسات: تنتقل عن طريق الهواء (الرذاذ التنفسي من السعال أو العطس)، الاتصال المباشر، لمس الأسطح الملوثة، أو من خلال الدم وسوائل الجسم. على سبيل المثال، فيروس الإنفلونزا ينتقل بواسطة الهواء والرذاذ.
- البكتيريا: تنتقل بطرق مشابهة مثل الاتصال المباشر، تناول الطعام أو الشراب الملوث، أو من خلال الجروح المفتوحة مثل عدوى الكزاز. بعض البكتيريا تنتقل أيضًا بواسطة الحشرات مثل التيفوئيد.
الفرق بين الفيروسات والبكتيريا من حيث الأعراض
- الفيروسات: تظهر الأعراض غالبًا بشكل تدريجي (ارتفاع حرارة بسيط، إرهاق، سيلان الأنف، وما إلى ذلك). تشمل أمراضًا جهازية مثل نزلات البرد أو الحصبة.
- البكتيريا: تسبب أعراضًا موضعية أكثر مثل احمرار أو تورم في مكان العدوى، بالإضافة إلى حرارة عالية وقيح في بعض الحالات (مثل التهابات الحلق البكتيرية). تتركز الأعراض بشكل أكبر في عضو معين مثل الرئتين في الالتهاب الرئوي البكتيري.
الفرق بين الفيروسات والبكتيريا من حيث طرق العلاج
- الفيروسات: لا تُعالج بالمضادات الحيوية. يتم استخدام مضادات الفيروسات لبعض الحالات مثل الإيدز أو فيروس الهربس.
يتم التركيز على تخفيف الأعراض وتعزيز المناعة، مثل استخدام خافضات الحرارة أو الراحة. - البكتيريا: تعالج بالمضادات الحيوية التي تعمل على قتل أو تثبيط نمو البكتيريا.
السيطرة على العدوى تكون عادة مؤثرة وسريعة إذا تم التشخيص مبكرًا وتم اختيار المضاد الحيوي المناسب.
ما أوجه الشبه بين الفيروس والبكتيريا؟
- كلاهما كائنات دقيقة تسبب الأمراض.
- ينتقلان عبر طرق مشابهة مثل الرذاذ والاتصال المباشر أو الأسطح الملوثة.
- يسببان التهابات تظهر بأعراض مثل الحمى والتعب.
كيف تحمي نفسك من العدوى الفيروسية أو البكتيرية؟
- غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام.
- استخدام معقم اليدين عند الضرورة.
- تجنب لمس الوجه أو الفم بأيدٍ ملوثة.
- الحفاظ على تهوية جيدة وتجنب الأماكن المغلقة.
- تعزيز المناعة بتناول الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات، مثل الفواكه والخضروات.
- الامتناع عن التدخين وتقليل الكحول لأنها تسبب ضعف المناعة.
أسئلة شائعة:
ما هو الفرق بين العدوى الفيروسية والبكتيرية؟
العدوى الفيروسية والبكتيرية تختلف في طبيعة الكائن المسبب للمرض. الفيروسات أصغر بكثير من البكتيريا، وهي غير قادرة على التكاثر إلا داخل خلايا الكائن الحي المضيف.
الفيروسات تسبب أمراضاً مثل الإنفلونزا والزكام، بينما البكتيريا كائنات حية مستقلة يمكنها التكاثر في الجسم أو خارجه وتسبب أمراضاً مثل التهابات الحلق البكتيرية والالتهاب الرئوي البكتيري. البكتيريا يمكن علاجها باستخدام المضادات الحيوية، بينما الفيروسات لا تتأثر بها إلا في حالات معينة عبر مضادات الفيروسات.
كيف أعرف إذا كان الالتهاب بكتيريًا أو فيروسيًا؟
التمييز بين النوعين يعتمد على الأعراض والتحاليل. العدوى الفيروسية عادةً ما تكون أكثر شيوعًا وتسبب أعراضًا شاملة مثل الحمى وسيلان الأنف والتهاب الحلق، وتتحسن تدريجيًا من تلقاء نفسها.
أما العدوى البكتيرية فأعراضها غالبًا تكون مركزة أكثر وقد يكون هناك قيح أو التهابات موضعية. في بعض الحالات، يمكن استخدام اختبارات طبية مثل اختبار PCR أو مزرعة ميكروبية لتحديد طبيعة العدوى بدقة.
أيهما أخطر: العدوى الفيروس أم البكتيريا؟
الخطر يعتمد على نوع العدوى وحالة المريض. العدوى البكتيرية يمكن أن تكون خطيرة بسبب تطورها إلى تسمم الدم أو مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية. أما العدوى الفيروسية فتشمل فيروسات مثل الإيبولا وإنفلونزا الطيور التي قد تكون قاتلة. وبالتالي، لكل نوع مخاطره الخاصة بناءً على المرض والمسبب.
اقرأ أيضا:
مفهومان مختلفان.. ما الفرق بين الوباء والجائحة؟
أبل وسامسونغ تقدمان نصائح وخدمات لتعقيم الهواتف للوقاية من كورونا