كيف تبحث عن شريك حياتك في زمن الكورونا؟

يحذر الخبراء من الاعتماد "كليا" على الإنترنت في اختيار شريك الحياة
يحذر الخبراء من الاعتماد "كليا" على الإنترنت في اختيار شريك الحياة

تعثر تحقيق حلم الاستقرار النفسي لدى الكثير من الشباب العربي، بسبب صعوبة البحث عن شريك للحياة، في ظل التباعد الاجتماعي الذي فرضته أزمة كورونا.

ويطرح البعض “تطبيقات التعارف والمواعدة” حلا بديلا للبحث عن الشريك المناسب، أو الاستفادة بمواقع التواصل الاجتماعي، في التعارف على شخصيات متقاربة في المحيط الجغرافي والاجتماعي والإنساني، خاصة وأن أزمة كورونا قد تمتد لأشهر طويلة.

وتثير تطبيقات التعارف والمواعدة المخاوف حول الخصوصية، لقيام بعضها بجمع معلومات عن مستخدميها، كما يتخوف الشباب من الاعتماد في التعارف على صور رقمية، مشكوك في مصداقيتها، خاصة وأن الكثير من الصور خادعة، ويتم تعديلها والتلاعب فيها من خلال تطبيقات معالجة الصور. 

قد تدفع الأزمات المرء إلى اتخاذ قرارات مصيرية بدون دراسة كافية (غيتي)
تجربة شاب

من واقع تجربته، يحكي (أ. س) أنه سمع عن هذه التطبيقات من خلال أصدقائه، ويعرف بعض الزيجات التي تمت من خلالها، لذا اضطر إلى استخدامها للبحث عن شريكة حياة، أثناء عمله لفترة تزيد عن العام في إحدى المناطق النائية.

وعن تقييمه للتجربة، قال “توفر بعض هذه التطبيقات فرصة للتعارف في إطار محترم على فتيات خصوصا في مدن بعيدة أو في دول تنخفض فيها نسبة الإناث عن الذكور، كما أن أسعار المواقع مناسبة بوجه عام”.

أما عن العيوب التي لمسها من تجربته في استخدام هذه التطبيقات، أشار إلى أن عدد الفتيات قليل جدا، مقارنة بأعداد الشباب مما يوفر ميزة أفضل في الاختيارات لدي الفتاة عن الشاب، كما أن الكثير من الفتيات العربيات لا يضعن صورا شخصية، ولا يستفضن في المعلومات التي توضح سمات الشخصية مقارنة بالمواقع الأجنبية، مما يصعب الأمر في الاختيار والتواصل، وتتشكك بعض الفتيات المقيمات في دول أوربا وأمريكا وأستراليا من الشباب العرب المقيمين في بلدانهم، لأنهن يعتقدن أن دوافعهم للتواصل وإبداء الإعجاب بهن، سعيا وراء الحصول على الجنسية”.

كما اكتشف اعتماد بعض المواقع على تكنيكات للنصب على المستخدمين، مثل الدفع بفتاة أو أكثر للتواصل أثناء الفترة التجريبية المجانية، للتشجيع على الاشتراك في الموقع بمقابل مادي.

المعرفة المسبقة

ترى نادية الدبشة، استشارية تربوية وأسرية، أن الأولى عدم التعجل والصبر في الوقت الحاضر، حتى لا يقع الشباب في فخ الاختيارات الخاطئة، أما إذا كانت لدى الشاب اختيارات مسبقة، ويعرف الفتاة التي يريد الارتباط بها منذ فترة في إطار الأسرة أو العمل أو الدراسة، عندئذ يمكن أن يتقدم لخطبتها، ويجلس معها عدة مرات، ويتحدث إليها عبر الإنترنت في إطار معرفة الأسرة، وإذا شعرا بالاطمئنان والمعرفة الكافية، فلا بأس أن يؤسسا بيتهما في عصر الكورونا.

يتطلب الزواج التكافؤ الاجتماعي والتناغم العاطفي والعقلي (غيتي)
ميثاق غليظ

وتؤكد عزيزة البنا، استشاري نفسي وأسري، على أن الزواج هو وثيقة عامة في حياة البشر، وميثاق غليظ، كما وصفه الله عز وجل في كتابه الكريم، لذلك وجب الانتباه لقواعد وشروط هذا العقد، والتي تسهم في إبقائه بصورة جيدة وصحية ومرضية للطرفين، وللأبناء كجزء من الأسرة.

وبينت أن مشروع الزواج من أهم المشاريع في حياة الإنسان، فلا بد من التأني، والهدوء النفسي، حتى يستطيع الإنسان أن يختار بعقله الحكيم، والعقل الحكيم وهو مزيج بين العقل العاطفي والعقل المنطقي. 

وأوضحت أن الناس في وقت الأزمات، لا يكونوا على درجة كافية من الاستقرار النفسي أو الثبات الانفعالي، التي تمكنهم من اتخاذ قرارات مهمة في حياتهم، مثل قرارات الزواج أو الطلاق أو السفر، أو ترك عمل، أو الالتحاق بفكرة مشروع جديد .

وأضافت “قد تؤدي أوقات الأزمات مثل جائحة كورونا، إلى قلق غير صحي، ويبادر الناس إلى اتخاذ قرارات هامة ومصيرية، من أجل إخماد هذه المشاعر، وإرسال رسالة طمأنة إلى أنفسنا بأن الدنيا ما زالت بخير، كما تعودنا عليها في الأوقات السابقة. لكننا في ظل هذه الظروف الصعبة، نحتاج أكثر إلى الهدوء، وعدم التسرع في اتخاذ قرارات مصيرية”.

متطلبات الزواج

هل يمكن الاعتماد على تطبيقات التعارف ومواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن شريك حياة؟

تجيب عزيزة البنا، بقولها “لم يحدث تباعد اجتماعي بشكل كامل، وأعرف بعض البيوت تستقبل العرسان بشكل آمن. الأمر ليس بهذه الصعوبة التي تجعلنا نعتمد فقط على الترشيحات ومواقع التواصل الاجتماعي، وما زالت هناك فرصة للتواصل بشكل مباشر بين الناس مع أخذ التدابير اللازمة”.

وأكدت على أنها لا تستبعد الاستفادة من ترشيحات الأصدقاء أو العائلة، أو الاستعانة بمواقع التواصل، إن اقتضت الحاجة، ولكن لا نطلق لها العنان، كوسيلة وحيدة للتعارف بين الناس، يمكن الاستفادة منها في الترشيحات، ولابد أن يلتقي الطرفان، ويجلسا سويا، ويحدث بينهما نوع من الانسجام العاطفي، والتوافق العقلي، والتكافؤ الاجتماعي، ويختبرا بعض المواقف الحياتية مثل الكرم والشهامة، والاحترام والتدين، وهذه الأمور لا يمكن أن نلمسها عن طريق العالم الافتراضي.

هل يمكن أن تبحث الفتاة عن زوج أون لاين؟

تقول عزيزة البنا “البحث عن شريك حياة، هو احتياج موجود لدى الشاب والفتاة على السواء، وليس حكرا على أحد، ولكنني لا أفضل أن تبحث المرأة من خلال الإنترنت، فلا توجد ضمانة بأن الشخص المختبئ خلف الشاشات هو شخص جيد، والتعارف عبر الإنترنت مبهم ولا أشجع عليه، ونجد الكثير من المشاكل الزوجية وحالات الطلاق بسببه. ومن أراد الارتباط بفتاة، عليه أن يدخل البيوت من أبوابها، سواء عن طريق الأقارب أو الأصدقاء أو الأهل، أو الجيران، ثم تحدث اللقاءات الأسرية المتكررة. دعونا لا نزيد صعوبة الظرف الذي نمر به، بأن ندخل في علاقات وتفشل، فتزداد الحالة النفسية سوءا”.

اقرأ أيضا:

هل صحيح “الحب أعمى”؟ إليك تفسير العلماء

كيف تتخلص من زواجك بأسرع طريقة

الثقة بالنفس: كيف تصلح ما أفسده أقرب الناس إليك؟

فقدت عشرات الكيلوغرامات من وزنها.. ما الحمية التي اتبعتها أديل؟

بعيدا عن الكابتشينو والنسكافيه.. إليك 10 استخدامات سحرية للبن في حياتك اليومية

 

 

 

 

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان