يدون حلمه ثم يفسره.. هكذا أثبت فرويد نظريته في تفسير الأحلام

اختار لنفسه طريقا صعبا ليثبت حجته في تفسير الأحلام، تخلى عن خصوصيته، وأباح بمكنونات نفسه وتفاصيل أحلامه، حتى يثبت أنه يمكن تفسيرها بناء على منهج علمي.
تحل اليوم 6 مايو ذكرى ميلاد عالم النفس النمساوي الشهير سيغموند فرويد، ويجمع المشتغلون بالتحليل النفسي على أهمية كتاب “تفسير الأحلام” في مسيرته، وقد نصبوه مؤسسا لعلم النفس الحديث، رغم الانتقادات اللاذعة لبعض أطروحاته العلمية.
ذكر فرويد أن الناس حاولوا منذ أقدم العصور تفسير الأحلام، واتبعوا في ذلك منهجين: أولهما التفسير الرمزي للأحلام، مثل تفسير حلم سيدنا يوسف ودلالته التنبؤية، وقد قرأ عنه في التوراة بحكم ديانته اليهودية.
أما المنهج الآخر فهو المنهج الشعبي، ويعالج الحلم كما لو كان ضربا من كتابة سرية، ويعتمد على “شفرات” في تفسير الحلم.
التحليل الذاتي
لماذا اختار فرويد أن يفسر أحلامه ولا يفسر أحلام مرضاه؟ يجيب هو بنفسه على هذا السؤال في كتابه “تفسير الأحلام” قائلا: “لا يقل عدد الأحلام التي حللتها وفسرتها لمرضاي أثناء العلاج، وقبل تأليف هذا الكتاب عن الألف حلم.. ولكني لا أميل إلى استخدامها في هذه المرحلة التمهيدية من البحث، لأني أعلم أن البعض سيسخرون منها، ويرفضونها من حيث الشكل قائلين إنها مجرد تخريف مرضى، والمريض لا يصلح حجة على السليم، والشاذ ليس مقياسا للطبيعي.
وما دام الأمر كذلك، فليس أمامي فرصة للاختيار.. إني لا أملك إذن إلا أحلامي الخاصة التي تتراءى لي مثل سائر الناس في الأحوال العادية، رغم ما في هذا “التحليل الذاتي” من صعوبات لا أنكرها، وليس أقل هذه الصعوبات شأنا أني سأضطر للكشف عن جوانب أسرار حياتي الشخصية، ولكني لا أجد مناصا من ذلك، وإن كنت سأحاول ألا أكشف عن أموري الخاصة إلا القسط الذي لابد منه للمضي في التفسير، وبينا مراحل منهجي في التأويل”.
تفسيراته الجنسية المثيرة للجدل
أثار الجدل بتفسيراته الجنسية للاضطرابات النفسية، وصك عددا من المصطلحات الشهيرة في علم النفس، ومنها:
- عقدة أوديب Oedipus complex: مصطلح يشير إلى الرغبة الجنسية اللاشعورية لدى الأبناء تجاه الآباء مع المخالفة في الجنس والكراهية مع الموافقة، أي ميل الابن إلى أمه والبنت لأبيها، والمصطلح مستوحى من أسطورة أوديب الإغريقية.
- عقدة إلكترا Electra complex : مصطلح يشير إلى التعلق اللاوعي للفتاة بأبيها وغيرتها من أمها وكرهها لها.

وُلد فرويد في 6 مايو عام 1856 بالتشيك لعائلة يهودية، ثم انتقل إلى النمسا، ودرس الطب، وتزوج وأنجب ستة أبناء، أشهرهم تلميذته المحللة النفسية آنا فرويد.
ترشح لجائزتي نوبل في الأدب والطب، وقيل أن العالم ألبرت آينشتاين حال دون منحه لأي منهما.
عانى من سرطان الفم بسبب فرط استهلاكه للسجائر، وطلب من طبيبه جرعة مميتة من المورفين، وتوفي على أثرها في 23 سبتمبر 1939، عن عمر يناهز 83 سنة.
وقامت منصة نتفليكس بإنتاج مسلسل عن حياته، يحمل اسمه (Freud).
اقرأ أيضا:
هل صحيح “الحب أعمى”؟ إليك تفسير العلماء
كم حضنا وقبلة يحتاجها طفلك يوميا؟ ولماذا يرفض المراهق العناق؟