من داخل المستشفى.. تفاصيل عملية اختبار دواء ريميديسيفير على مرضى كورونا (فيديو)

نقل برنامج “مع الحكيم” على شاشة الجزيرة مباشر كيفية تجربة عقار “ريميديسيفير” على مرضى فيروس كورونا من داخل إحدى غرف العناية المركزة بأحد المستشفيات الأمريكية.
وعن تجربة العقار، قال الدكتور “إبراهيم الصانوري” أخصائي الأمراض الصدرية والمناعة من مستشفى هيرلي ميديكال سنتر بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان الأمريكية “إن عقار “ريميديسفير” موجود منذ فترة طويلة، حيث استخدم سابقًا في علاج فيروس الإيبولا”.
وأضاف أن أي عقار يمر بأربع مراحل اختبارية أولها اختبار “سلامة” هذا الدواء، والتأكد من عدم تسببه لأعراض جانبية خطيرة، قبل إعطائه لأي من المرضى، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة اختبار نجاعة الدواء في العلاج، ومدى تأثيره على نسبة الوفيات.
وتابع “ولكن بما أننا في مرحلة كارثية من انتشار الوباء بشكل كبير، تم اختصار عدد من المراحل التجريبية، وتجربة العقار على مرضى بالفعل، حيث أثبت العقار فاعليته في العلاج، ونحن الآن ندخل مرحلة “الأمان” التي كانت ينبغي أن تتم قبل مرحلة تجربة العقار على المرضى.
وبسؤاله عن كيفية اختيار المرضى للخضوع لتجربة الدواء، وما هي العوامل التي تحدد اختيار هذه الفئة، قال الدكتور الصانوري “المرضى الذين يتم اختيارهم ممن يدخلون العناية المركزة، وعلى أجهزة التنفس الصناعي، ولكن وظائف الكبد والكلى عندهم لا تزال طبيعية، كما لا يجب أن يكون المريض ملتزما بأدوية ترفع لديه الضغط الشرياني”.
ولكن هذا لا يعني عدم إعطاء العقار إلا لهذه الفئة من المرضى بحسب الدكتور الصانوري،إذ يتم إعطاء الدواء في هذه المرحلة للمرضى الذين يعانون فقط من القصور التنفسي بالرئة وليس من أمراض أخرى، حيث إن هذه هي مرحلة “الأمان” بتجربة الدواء، وينبغي أن يحدد الأطباء مدى سلامة الدواء على أجهزة الجسم الأخرى.
وأضاف أن العديد من المستشفيات الأخرى تقدمت بطلبات لدى شركة “جلياد” الأمريكية للحصول على عقار “ريميديسفير”.
وعن كيفية استخدام هذا الدواء وكمية الجرعات المناسبة وعددها قال الدكتور الصانوري “هذا العلاج يستخدم عن طريق الحقن الوريدي، بحيث يُعطى المريض في أول يوم 200 مليغرام من خلال الخط الوريدي، وتستغرق مدة الإعطاء من نصف ساعة إلى ساعة كاملة، وباليوم الثاني تقل الجرعة إلى 100 مليغرام، على أن تؤخذ هذه الجرعة يوميًا لمدة تسعة أيام، وبالتالي يكون العلاج الكامل بعقار ريميدسفير لمدة 10 أيام”.
وكان الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، قد قال إن عقار “ريميدسفير” له تأثير واضح في منع تدهور حالة مرضى كورونا وتقليل وقت الشفاء من الفيروس إلى 11 يوما فقط، بدلا من 15 يوما للعلاجات المقترحة الأخرى.
فالعقار يمكن أن يتعامل مع فيروس كورونا المستجد مباشرة، مما يعطي أمل في وقف خطر هذا الوباء. وقال فاوتشي “لقد أعطى ريميدسفير جرعة من الأمل في الأيام الأخيرة بعد أن أثبتت التجارب الأولية نجاحه في إنقاذ بعض المرضى من فيروس كورونا القاتل”.
وكانت مجلة “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن” نشرت نتائج خاصة بــ53 مريضا يعانون من مراحل متقدمة وصعبة من العدوى، إذ أشار الأطباء إلى تحسن المؤشرات السريرية لدى 36 من أصل 53 مريضا، وفي المقابل لم تشهد 8 حالات تغيرات إيجابية، في حين توفيت 7 منها.
كما تمكن الأطباء من فصل 17 من أصل 30 مريضا عن جهاز التنفس الصناعي، وأشار التقرير أن نسبة الوفيات كانت 13% بعد استخدام ريمديسفير، بعد أن كان من 17% إلى 78% بين الأشخاص الذين يعانون من مراحل متدهورة مع كوفيد-19.
واقتصرت الآثار الجانبية على الإسهال والطفح الجلدي واختلال كلوي وانخفاض ضغط الدم، وفق نفس الدراسة.