تعمل كخلية نحل.. قرية سورية تمتهن العطارة العلاجية منذ عقود وتنافس الأدوية (فيديو)
يعمل أهل قرية (الشغور) غرب إدلب في الشمال السوري، كخلية نحل منذ بداية شهر أبريل/نيسان من كل عام، وهو موسم جني الأعشاب من الجبل والمناطق المجاورة، وحتى البعيدة.
يحاول أهل القرية الحفاظ على مهنة وجدوا عليها آباءهم منذ 30 سنة، في بلد أنهكته الحرب وهجّرت الملايين من سكانه وقتلت أخرى.
زارت كاميرا الجزيرة مباشر القرية وقابلت خالد محمد وهو أحد تجار الأعشاب المستخدمة في الطب البديل، والتي تساعد على العلاج وتهدئة عدد من الآلام والأمراض.
يصدرونها للخارج
وقال خالد إن الشغور هي القرية الوحيدة التي تعمل في هذه المهنة في المناطق المحررة، وأنهم يجمعون الأعشاب الطبية والبرية التي تُعرف بها المنطقة امتدادًا من ريف الحسكة حتى مدينة السويداء (جنوب دمشق).
تحدث التاجر عن الصعوبات التي يواجهونها في جني الأعشاب وجمعها، بسبب غلاء الشحن والنقل وأيضًا وعورة الطريق وصعوبته بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في البلاد، وهو ما يعود بالسلب على العاملين بهذه المهنة.
أوضح مُحاوَر الجزيرة مباشر، أن أهل القرية في بداية الموسم “ينطلقون مع انطلاق النحل”، ويقطفون أنواع البنفسج والزعرور ورِجل الأسد (لوف السباع) والزوفا (أسنان داوود).
يقوم بعض من أهل القرية ببيع الأعشاب فور قطفها من الجبل، فيما يقوم آخرون بوضعها في أكياس بعد وزنها ثم إقفالها وبيعها.
قال التاجر إن عدد التجار في القرية بين 10 و15، يصدرون هذه الأعشاب إلى خارج سوريا، وقال إنهم يتاجرون في أعشاب طبية تأتي من منبج شمالي سوريا وعفرين.
وأفاد أحد العاملين لكاميرا الجزيرة مباشر بأن عملية الجني يليها فرز كل نوع من الأعشاب على حدة ثم تعبئتها في أكياس.
التداوي بالأعشاب
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أقرت في 2020، اختبار مشروب مكون من أعشاب أفريقية تستخدمه مدغشقر لعلاج فيروس كورونا، والذي يعتمد في الأساس على عشبة “الشيح” ويحمل اسم “كوفيد أورغانكس”.
وكان رئيس مدغشقر أندري راجولينا قد صرح منذ فترة أن هذا المشروب فعال في علاج كوفيد-19 وطوره معهد مدغشقر للبحوث التطبيقية، ويشكل الشيح الموسمي 60% منه.
وطلبت منظمة الصحة العالمية في الآونة الأخيرة من مدغشقر عمل دراسات حول هذا العلاج، كما قدمت لها دعمًا لإجراء اختبارات سريرية ملائمة.
وقال باحثون في 2016، إن المصابات بسرطان الثدي يجب أن يتحدثن عن الأدوية التكميلية والبديلة مثل المكملات الغذائية والأعشاب عندما يناقشن أطباءهن في مسألة العلاج الكيماوي.
وتزايد استخدام مثل هذه الأدوية بين المصابات بسرطان الثدي خلال العقدين الماضيين لكن دراسة جديدة نشرتها دورية جاما لعلم الأورام خلصت إلى أن من يستخدمن الكثير من هذه العلاجات غير التقليدية يصبحن أكثر قابلية للاستغناء عن العلاج الكيماوي المقترح.