ما هي آداب قضاء حوائج الناس والإحسان إليهم؟ (فيديو)

من توفيق الله عز وجل للعبد أن يوفقه إلى قضاء حوائج الناس (مواقع التواصل)

قال الداعية الإسلامي الدكتور عطية الوهيبي إن من توفيق الله عز وجل للعبد أن يوفقه إلى قضاء حوائج الناس، فالذين يسعون في قضاء حوائج الناس هم الموفقون وهم السعداء.

آداب قضاء حوائج الناس

وقال في حديثه لبرنامج أيام الله على الجزيرة مباشر، بشأن الآداب التي يجب أن يتحلى بها من يقضي حوائج الناس، إن “أولها الإخلاص في حاجات الناس راجيًا وجه الله عز وجل”.

كن مخلصا

وأضاف “كن مخلصًا في ذلك، فالإخلاص طريق الوصول وسبيل القبول، إذا غاب الإخلاص فالعمل إلى ذبول وأفول”.

وتابع “الذي أنعم عليك ووفقك إلى قضاء الحاجات هو رب الأرض والسماوات فاقصد وجهه بذلك، هذا هو المعلم الأول الإخلاص (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) هذا الإخلاص هو طريق الخلاص في الدنيا وفي الآخرة”.

إياك والمن

وقال “الأمر الثاني إياك والمن (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) إذا وفقك الله إلى قضاء حاجات الناس والإحسان إليهم وهذا شأن المسلم في هذا الوجود، المسلم هو حامل رايات الإحسان وحامل رايات إسعاد الإنسانية في هذا العالم، إياك أن تمن على أحد أو تؤذي أحد بما تقدمه من إحسان”.

قدم أفضل ماعندك

وأضاف “الأمر الثالث: قدم أفضل ما عندك في قضاء الحاجات (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم) (ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه).

وتابع “ابحث عن النفيس واترك الخسيس، ابحث عن كرائم الأموال فإنك تتاجر مع الله المتعال وتجارتك لا تكسد ولا تفسد ولا تبور لأنها مع رب ودود شكور غفور يثيب على الأعمال ويضاعف الأجور”.

كن متقنا

وقال “الأمر الرابع: كن متقنا في عملك إذا قضيت حاجة من حاجات الناس فكن متقنا لعملك هذا، ففي الحديث (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) فالمسلم حامل رايات الإتقان في هذا الكون، الاتقان والإحسان”.

استشعر نعمة الله

وقال “الخامس: استشعر هذه النعمة العظمى واشكر الله على أن وفقك إلى ذلك فهذا توفيق الله، الإخلاص، إياك والمن والأذى، استشعر الرحمة والشفقة، وأنك موفق مسدد من قبل الله، وفقك الله على حين أن كثيرين حرمهم الله هذا التوفيق”.

وأضاف الوهيبي “أصحاب رؤوس الأموال التي لا تنفق على شعبنا اليوم في هذه الظروف الحرجة، والمليارات التي تعطي للأعداء وتعطي للانقلابيين، أقول لهؤلاء حرمتم التوفيق، وحرمتم قضاء حاجات الناس”.

واختتم حديثه بقوله “لهذا اقول إخلاص إتقان استشعار أنك موفق من قبل فاشكر الله تعالى شكر لسان و شكر جنان وشكر أركان علي أن وفقك لقضاء حاجات بني الإنسان”.

ماذا قال الرسول عن قضاء حوائج الناس؟

لقد أوصى النبي محمد ﷺ بمساعدة الناس وتفريج كروبهم، وجعل ذلك من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله. فقد قال ﷺ “أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تُدخِلُه على مسلم، أو تكشِفُ عنه كُربةً، أو تَقضي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جُوعًا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحبُّ إليَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ (يعني مسجد المدينة) شهرًا.” (رواه الطبراني وحسنه الألباني).

وهذا الحديث يوضح أن من أعظم العبادات عند الله هي أن يكون الإنسان نافعًا لغيره، سواء بإدخال السرور عليهم، أو مساعدتهم في أمورهم، أو قضاء ديونهم، أو إطعام الجائع منهم، حتى إن النبي ﷺ فضَّل المشي في قضاء حاجة المسلم على الاعتكاف في المسجد النبوي لمدة شهر.

كما أكد ﷺ في حديث آخر أن تفريج كربة مسلم في الدنيا هو سبب لتفريج الكروب يوم القيامة، حيث قال “من نفَّس عن مؤمن كُربةً من كُرَبِ الدنيا، نفَّس الله عنه كُربةً من كُرَبِ يوم القيامة، ومن يسَّر على مُعسر، يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.” (رواه مسلم). فالله تعالى يجعل جزاء الإحسان إحسانًا، فمن يساعد غيره يجد من يعينه، ومن يفرِّج عن الناس يجد تفريجًا في الدنيا والآخرة.

وفي حديث آخر قصير وبليغ، قال النبي ﷺ “مَن استطاعَ منكم أن ينفعَ أخاهُ فلْيَفعَلْ.” (رواه مسلم). وهذا توجيه مباشر وحاسم بأن كل من لديه القدرة على مساعدة أخيه المسلم، سواء بماله، أو جهده، أو علمه، أو حتى بكلمة طيبة، فعليه أن يبادر بذلك، لأن النفع المتبادل بين الناس هو من أساسيات المجتمع الإسلامي القائم على التعاون والتراحم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان