دعيهم يخطئون.. كيف تساعدين أطفالك على التميز في المدرسة؟
لا شيء يهم الآباء ويشغل بالهم بقدر أن يكون أطفالهم بصحة جيدة ثم أن يكونوا متفوقين في دراستهم، ولمساعدتهم على ذلك يسعون دائما إلى معرفة نوع الدعم الذي يجب تقديمه.
وحتى يكون الدعم متوازنا ودقيقا فذلك يعتمد على سن طفلك وقد يؤدي الإفراط في المساعدة إلى جعله متكاسلا بينما يجد الآباء أنفسهم يقومون بذلك نيابةً عنه، في حين قد يجعله التفريط في المساعدة محبطا.
بسبب جائحة كورونا والدراسة عن بعد تراجع مستوى العديد من الأطفال، ويحذر الباحثون من أن التعلم من بعد قد وسع فجوة التحصيل الكبيرة بالفعل بين الأطفال في المجتمعات التي لم توفر لهم كل الإمكانيات.
ضع توقعات إيجابية
من المفيد للآباء وأطفالهم وضع توقعات إيجابية وإجراءات روتينية وأهداف للعام الدراسي الجديد كما يقترح المتخصصون الطرفين بالتفكير في النتائج التي يرغب التلميذ في العمل لتحقيقها في الدراسة.
إيجاد أرضية مشتركة وأهداف مناسبة لسن طفلك هو أمر هام، كما يُفضل أن يشعر الطفل بالاستماع والتحفيز مع ضرورة أن تكون هذه الأهداف واقعية.
قد يكون التركيز على الدرجات التي يحصل عليها الطفل أو الأداء أمرًا مرهقًا للغاية ويعيق تعلم طفلك، بدلاً من ذلك يُنصح بمتابعة قدرته على الفهم والاستيعاب.
خلق روتين
يساعد وضع روتين لكيفية وأين ومتى يجب حل الواجب المدرسي على تسهيل الأمر وإعداد وقت ومكان مريح للعمل أمر مهم للغاية ويُفضل التركيز على مكان بعيد عن وسائل الترفيه وخارج غرفة النوم.
تختلف كثافة الواجبات المنزلية من تلميذ إلى آخر اعتمادا على درجته وأسلوب التعلم والمدرسة التي يذهب إليها، وأجرى عدد من المتخصصين أبحاثا في فعالية الواجبات المنزلية أظهرت أن الإفراط فيها قد يقلق نوم الطفل ووقت الأسرة دون أن يُظهر دائمًا أنه ينعكس على الإنجاز.
تأكد من حل طفلك لجميع الواجبات المنزلية وتابع ذلك مع مدرسيهم كما أن الاستعانة بجدول لمتابعة المهام وتنظيمها وإدارة الوقت يدرب الطفل على تدوين المهام وشطب العناصر عند الانتهاء ويعزز لديه مهارات التنظيم.
تواصل مع معلميهم إذا كانت لديك مخاوف بشأن الواجب المنزلي أو المدة التي يستغرقها طفلك لتمامه فاستشيري مدرستهم وإذا كنت تعتقدين أنه كثير فأخبري المدرسة أيضا.
أن يتواصل الآباء مع مدرسي أطفالهم وبلغوهم عن مخاوفهم بشأن اختلافات التعلم أو المشكلات الاجتماعية والعاطفية التي قد تؤثر على النجاح، يعتبر الوسيلة المثلى لحل الكثير من الأزمات فقد اتضح أن التواصل الفعال بين الوالدين والمعلمين له دور فعال في رفع مستوى تحصيل الطلاب.
النوم الصحي
لكي ينجح الأطفال في المدرسة يجب أن يحصلوا على قسط جيد من الراحة بالإضافة إلى التغذية الجيدة وتشير الدراسات إلى أن التلاميذ الذين يحصلون على قسط كافٍ من النوم ليلاً يتفاعلون بشكل أفضل في المدرسة.
توصي الجمعية الأمريكية لطب الأطفال بساعات نوم محددة للأطفال في سن المدرسة:
من 3 إلى 5 سنوات: من 10 إلى 13 ساعة (بما في ذلك القيلولة)
من 6 إلى 12 عامًا: من 9 إلى 12 ساعة
من 13 إلى 18 عامًا : من 8 إلى 10 ساعات
بالإضافة إلى ذلك توصي الجمعية بتجنب الشاشات لمدة لا تقل عن 30 دقيقة قبل النوم وتشمل عادات النوم الإيجابية الأخرى استخدام روتين ثابت لوقت النوم وأن يكون في غرفة باردة ومريحة وهادئة ومظلمة.
كيف تساعده
مع الأطفال الأصغر سنا قد يحتاج الآباء إلى تقديم المزيد من المساعدة المباشرة في أداء الواجبات المنزلية بما في ذلك مراجعة الواجب أو العمل مع طفلك.
مع تقدم التلاميذ في المدرسة يصبحون عادةً أكثر قدرة على أداء واجباتهم المدرسية بشكل مستقل لكن مع ذلك قد يكونون بحاجة إلى بعض الإرشادات حول البدء ووضع خطة بالإضافة إلى الإشراف.
في أي مستوى دراسي إذا كانت هناك حاجة إلى مساعدة أكبر أو أن الآباء لا يفهمون واجبات الأطفال المدرسية يفترض التواصل مع مدرس للحصول على دعم إضافي مع الحرص دائما على مساحة سؤال الطفل عن احتياجاته ويُنصح بالاستماع إليه بفضول ودون حُكم.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2017 حول العلاقة بين التحصيل الأكاديمي ومشاركة الوالدين، قد يكون المفتاح هو كيفية مساعدة الوالدين فقد تعود المساعدة بشكل سلبي بالنتائج التعليمية.
ثق بطفلك
كيف يمكن للوالدين خلق التوازن بين المساعدة وعدم السيطرة؟ يقول المتخصصون إن التواصل حول أهداف طفلك وكيف يحتاج إلى الدعم قد يكون أمرا مهما.
الخوف من الفشل قد يؤدي بالآباء إلى القيام بالواجب المنزلي بدل طفلهم الذي يكون في هذه الحالة لا يتعلم، كما يُنصح بالحد من الضغط الذي تمارسه على طفلك يمكن أن يؤدي الإجهاد في الدراسة إلى نتائج عكسية يسبب الإرهاق والإحباط وعدم الثقة في النفس مع انخفاض التحصيل الدراسي وقد يصل إلى مشاكل صحية مثل الاكتئاب والقلق.
دعهم يخطئون
يرى خبراء التربية أن لا شيء يعلم أفضل من الأخطاء لذلك ينصح بالسماح لطفلك بالتعلم من أي موقف كان، وإذا كنت تعمل بجهد أكبر معه فعليك أن تتراجع إذا كان طفلك يقول إنه ليس جاهزًا لكل هذا العمل وعلى الرغم من أن أحد الوالدين لا يزال لديه توقعات عالية من المهم أن يستمع الآباء إلى الرسائل التي يرسلها أطفالهم.
ركز على التواصل واكتشاف ما يحتاجه طفلك لتتمكن من مساعدته إذا كان مرهقا داخل الفصل فمن المهم الاستماع ومعرفة كيفية حل الأزمة.
الاعتماد على النفس
يقلق الآباء بشأن النتائج لكن الكثير من الأطفال تمكنوا من خلق التوازن بين الدراسة وهوايات أخرى مثل اللعب أو الرياضة كما يميل التلميذ الناجح والمتوازنون إلى إيصال ما يمكنه القيام به وطلب الدعم للعمل المدرسي بشكل جيد.
ركز على الحلول
بدلاً من التركيز على الأخطاء التي ارتكبها طفلك (مثل نسيان كتبه في المدرسة أو تفويت الموعد النهائي)، ساعده على الخروج من الأزمة ومن الضروري أيضًا اكتشاف العقبات التي قد يواجهها طفلك والحلول التي تناسبه بشكل أفضل.
والأهم من كل هذا، لا تتوقع أن يكون طفلك مثل باقي زملائه في الفصل أو أن يحقق مستوى مختلفا عنهم، يوصي المتخصصون بالتركيز على تعزيز حبهم للتعلم والمهارات التي ستساعدهم في الوصول إلى أهدافهم لا مقارنتهم بمن حولهم.