ما علامات قبول التوبة؟ الدكتور عمر عبد الكافي يجيب (فيديو)

قال الداعية الإسلامية الدكتور عمر عبد الكافي خلال مقابلة مع برنامج “أيام الله” على قناة الجزيرة مباشر، الجمعة، إن هناك علامات لقبول الله توبة العبد.
علامات قبول التوبة
وردا على سؤال: كيف أعرف أن الله قد قبل توبتي؟ قال عبد الكافي “قبل التوبة كان للمعصية حلاوة وكان للطاعة مرارة، وكان الاستيقاظ لصلاة الفجر أصعب شيء، وكان الذهاب إلى درس العلم أصعب شيء، وكان الجلوس على المقهى أجمل شيء”.
وأضاف “بعد التوبة صار للطاعة حلاوة وصار للمعصية مرارة، وهذا دليل قبول التوبة، وأن تجد أن الله قد فتح لك أبواب التوبة حتى وإن لم تسر نحوها، وأغلق في وجهك أبواب المعصية حتى وإن سرت نحوها، وأن تصير صغائر الذنوب عندك كبائر، وتخاف من الله وتوجل ولا تحب أن تعود إلى هذا المنوال مرة أخرى، وتقاطع المجرمين الذين قطعوك عن طريق الله عز وجل، كل هذا دليل على قبول الله توبتك”.
تعرف على علامات قبول #التوبة من د. عمر عبد الكافي
شاهد اللقاء كاملا: https://t.co/2YQGwSCRuk#أيام_الله pic.twitter.com/cbal8aWS7o— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 31, 2021
توبة تحتاج إلى توبة
وقال عبد الكافي “توبتنا تحتاج إلى توبة، واستغفارنا يحتاج إلى استغفار” وأوضح ذلك بقوله “رجل ذهب إلى الحج وفي الوقت نفسه أكل ميراث إخوته وضيع حقوق موظفيه وأكل أموال الناس باعهم أراضي بالنصب، ويذهب إلى العمرة كل شهر، ألا تحتاج توبته إلى توبة واستغفاره إلى استغفار؟”.
وتابع “هذه المرأة التي تجلس في بيتها تصلي وتذكر الله وتغتاب الآخرين أليست توبتها تحتاج إلى توبة؟ وهذا الأب الذي يترك ابنته تخرج إلى الشارع عارية بملابس قصيرة أليست توبته تحتاج إلى توبة؟ وهذا المصلي الذي لا يخشع في صلاته ألا تحتاج توبته إلى توبة؟”.
د. عمر عبد الكافي: توبتنا تحتاج إلى توبة واستغفارنا يحتاج إلى استغفار
شاهد اللقاء كاملا: https://t.co/2YQGwSlgCM#أيام_الله pic.twitter.com/qFQGnOyBNH— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) December 31, 2021
ما هي علامة التوبة الصادقة؟
التوبة الصادقة هي رجوع العبد إلى الله بقلب منيب، نادمًا على ما اقترف من الذنوب، ومقلعًا عنها بإخلاص، حيث يشعر التائب بندم حقيقي يملأ قلبه، فيحزنه تفريطه في حق الله أو ظلم الآخرين، ويقوده هذا الندم إلى ترك الذنب فورًا دون تسويف. ولا تكون التوبة صادقة إلا إذا صحبها عزم قوي على عدم العودة إلى المعصية، مهما كانت المغريات أو الظروف التي قد تدفعه إليها مجددًا.
كما يظهر صدق التوبة في تصحيح الأخطاء وردّ الحقوق إلى أصحابها إن كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس، فلا تكتمل التوبة دون ذلك. ويحرص التائب الصادق على الإكثار من الأعمال الصالحة والاستغفار لتعويض ما فات، فهو يسعى للتقرب إلى الله بصدق وإخلاص، راجيًا مغفرته ورحمته. وقد وعد الله التائبين الصادقين بالقبول، فقال “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”.
ما هي علامات عدم قبول التوبة؟
علامات عدم قبول التوبة تظهر عندما تكون التوبة غير صادقة أو تفتقد لشروطها الأساسية. فمن أبرز هذه العلامات أن يستمر الإنسان في الذنب دون ندم حقيقي، أو أن يتوب توبة مؤقتة ثم يعود إلى المعصية عند أول فرصة. كما أن التوبة التي تكون بسبب الخوف من الناس أو الظروف وليس خوفًا من الله وابتغاءً لمرضاته تكون غير مقبولة، لأنها تفتقر إلى الإخلاص.
ومن العلامات أيضًا التأجيل والتسويف، كمن يؤجل توبته إلى وقت غير معلوم، أو يتوب عند المرض أو قرب الموت، فقد قال الله تعالى “وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ”.
وكذلك، عدم ردّ الحقوق إلى أصحابها إن كان الذنب متعلقًا بحقوق الناس يعد دليلاً على عدم اكتمال التوبة، لأن الظلم لا يُغفر إلا بردّ المظالم أو المسامحة من أصحابها.