فقدَت السمع والنطق.. مُعلم سوري نازح يصنع ألعابا لإسعاد طفلته (فيديو)
أراد المُعلم السوري قاسم جمعة تخفيف وطأة الحرب والنزوح عن ابنته التي فقدت السمع والنطق، فصنع لها ولإخوتها ألعابًا مبتكرة من أدوات بسيطة لكنها أدخلت السرور على قلوبهم وفتحت له باب رزق آخر.
قاسم الذي يعمل مُعلم رياضيات بإحدى مدارس إدلب في الشمال السوري، ابتكر ألعابًا يدوية بسيطة لابنته حتى لا تجد نفسها مختلفة عن الآخرين، فصار لها وطن بعد النزوح والدمار.
يقوم الأب بجمع مواد تالفة وإعادة صنعها وهيكلتها وهي تعمل بمبدأ الضغط والحركة الميكانيكية، يقول “أصبحوا سعداء وفرحين بهذه الألعاب أكثر من الألعاب الأخرى”.
نازح سوري يصنع الألعاب لابنته لتخفيف وطأة الحرب والنزوح عليها#سوريا #إدلب pic.twitter.com/ubtFnQmHcL
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) January 6, 2022
وتابع “جاءتني الفكرة من مشاهدة بعض مقاطع الفيديو عن طريق تحريك الأدوات مثل محركات كبيرة وسيارات كبيرة، فقمت بصناعة هيكل مبسط عنها”.
ويعاني قاسم ظروفًا معيشية متدهورة، ويسعى لتوسيع عمله وزيادة إنتاجه من أجل توفير حياة كريمة لعائلته.
يقول “المُعلم لا يستطيع أن يثري أو أن يؤمن احتياجاته الخاصة من الماء والطعام، لذلك قمت بصناعة هذه الألعاب حتى أستعيض عن شرائها وأقوم بشراء المواد الغذائية”.
وفي الختام يتمنى الأب السوري لو بمقدوره أن يعيد السمع لابنته حتى تجد نفسها مثل الأطفال الآخرين، ولا تفكر في أشياء أخرى أو لا تستطيع أن تقوم بأشياء معينة تجعلها مختلفة عن بقية الأطفال، وفق تعبيره.
ويوجد نحو مليونين و800 ألف نازح في شمال غربي سوريا وفقًا للأمم المتحدة، ونزح ما يقرب من 13 مليونًا و500 ألف شخص في جميع أنحاء سوريا من ديارهم منذ عام 2011، وما زال نصفهم تقريبًا نازحين داخل البلاد بينما لجأ الآخرون إلى خارجها.
وحذر المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في تقرير نُشر هذا العام من أن 6 ملايين شخص آخرين ربما يغادرون ديارهم خلال السنوات العشر المقبلة، في حال استمرار الصراع وانعدام الأمن والتدهور الاقتصادي.
ويعيش نحو 60% من هؤلاء السوريين في شمال غربي البلاد في مخيمات للنازحين داخليًّا، حيث تتكدس العائلات الكبيرة في خيام واهية وتكافح من أجل البقاء دافئة ولإطعام أطفالها.
وتحولت التضاريس الريفية الزراعية في محافظة إدلب -وهي المنطقة الرئيسية لزراعة الزيتون في سوريا- إلى جو الأحياء الفقيرة أو مدن الصفيح الموجودة في ضواحي المدن المزدحمة، وفق صحيفة إندبندنت البريطانية.
وتعاني مخيمات النازحين السوريين انعدام الخدمات الأساسية، ويواجه السكان صعوبات عديدة وخاصة في فصل الشتاء عندما تغمرها الأوحال.
ويفاقم هطول الأمطار الغزيرة والبرد في فصل الشتاء معاناة النازحين، إذ تتأثر الخيام الضعيفة التي يسكنون فيها وتقتلعها الرياح العاتية أحيانًا مما يجعلهم يعيشون في العراء.
وارتفع عدد اللاجئين الأشد ضعفًا الذين يفتقرون إلى الموارد الأساسية بشكل كبير نتيجة حالة الطوارئ الصحية العامة، في حين تواجه المجتمعات المضيفة في بلدان الجوار السوري صعوبات مماثلة.