عيد الحب بعيون عربية.. ريان أيقونة العام وتحرير فلسطين سيكون ثالث أعياد المسلمين

الطفل المغربي ريان أيقونة عيد الحب هذا العام، وفلسطين في القلب حاضرة (منصات التواصل)

مع أولى دقات الثانية عشرة بعد منتصف ليل أمس، تصدر “عيد الحب” المنصات ومواقع البحث العالمية بلغات عديدة. أما في الوطن العربي، فقد اختلفت الشعوب في التعاطي مع هذا الحدث بين السخرية والانتقاد والتجاهل.

ورغم تشابه مظاهر هذا اليوم احتفالًا أو تهكّمًا، توجد قضايا حاضرة دائمًا في القلب كما هو الحال في فلسطين التي يعتبر كثير من الناشطين أن تحريرها سيكون هو العيد الثالث للمسلمين بعد عيدي الفطر والأضحى.

لكن هذا العام واكب يوم الحب -الذي تحتفل به معظم مناطق العالم في 14 فبراير/ شباط من كل سنة- أحداثًا ساخنة في القدس وتحديدًا في حي الشيخ جرّاح الذي يصمد أهله في وجه جبروت الاحتلال والتهجير القسري.

ريان المغرب.. “أيقونة” عيد الحب

أمّا اللافت والجديد، فهو طفل المغرب “ريان” الذي رحل عن الدنيا قبل أقل من 10 أيام بعدما زرع “الحب” في قلوب العالم وأعاد للكلمة إنسانيتها، مما جعل الناشطين يعتبرونه “أيقونة” عيد الحب لهذا العام.

ومن قلب الجب وحفرته التي حبست أنفاس العالم 5 أيام، نجح الصغير ريان الذي لا يزيد عمره عن عدد أصابع اليد، في توحيد العرب والمسلمين من جديد بعدما فرقّتهم -منذ سنوات طوال- صراعات شتى.

ولعل البئر السحيقة التي وقع فيها ريان عرّت آبارًا وحفرًا عديدة في نفوسنا كانت بحاجة إلى الردم، وفق كلمات سابقة للداعية عمر عبد الكافي، وعلت الأصوات على المنصات العربية والإسلامية لتجعل موت طفل المغرب شعلة روحية لنصرة آلاف الأطفال في فلسطين وسوريا واليمن وأطفال كشمير والروهينغيا والإيغور وغيرهم من بلاد الحرب والنزوح والاضطهاد.

في هذه البلاد -العربية بالأخص- التي تدوي فيها دمدمات الحرب ودوي القصف والرصاص وخيام الجوع والعراء، يُسلَب من الحب وهجه ورحمته مع سلب كل مواطن حريته وأرضه وبيته هربًا من الموت، وقليل من هؤلاء من يرى في الحب معانيَ أخرى تتجسد في مساعدة الآخرين والأمل في غدٍ جديد تتنزل معه رحمات السماء بفرج قريب.

الأحمر في سوريا.. دماء لا ورد

في سوريا وعشية عيد الحب، كانت فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) تردم آبارًا خطرة في شمالي البلاد -حتى لا تتكرر مأساة ريان- وتضمد جراح آخرين أصابهم قصف أو حريق أو برد، فالأحمر هناك لون الدماء وليس الورد.

وبعث ناشطون برسائل حب وسلام إلى أطفال سوريا النازحين داخل الأوطان واللاجئين المتفرقين بين البلدان، واعتبروهم أحد عناوين الخير في هذا الزمان فهم لم يفقدوا أبدًا ابتساماتهم رغم الثلوج وغرق الخيام والموت المحيط بهم من كل مكان.

فلسطين في القلب

أما فلسطين فهي حاضرة في كل عام، وكان لها هذا العام نصيب الأسد على المنصات العربية بشكل خاص نظرًا لأحداث القدس الحالية، ورأى الناشطون في أهالي الشيخ جراح إصرارًا على النضال حبًّا للوطن الذي عدّوه أسمى أنواع الحب.

وامتلأت المنصات برسائل الصمود والإباء لأهالي الشيخ جراح المرابطين هناك، وثوار جنين أيضًا الذين ينتفضون من وقت لآخر في وجه الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، قائلين “يا نبض الضفة لا تهدأ.. أعلنها ثورة”، وهؤلاء هم “ثوار الأرض” بحق.

اليمن “السعيد”

وفي اليمن “السعيد” جاء الحب مميزًا عبر المنصات، فانتشرت صورة تمزج بين الواقع المر والكوميديا السوداء لأحد المحال وهو يبيع أسطوانات باللون الأحمر المميز لعيد الحب، لكن كل عبوة منها تحمل أحد أسماء الوقود الذي أصبح نادرًا هناك بسبب الحرب والغلاء وانهيار العملة.

وفي ليبيا ولبنان والسودان وفي كل أوطاننا العربية، تباينت التفاعلات مع عيد الحب بين رسائل احتفال تقليدية وفتاوى بالتحريم، لكن آخرين تساءلوا بالأساس عن كنه الكلمة وجوهرها فقال أحدهم “تعلّموا الحب أولًا ثم اجعلوا له عيدًا”.

وتطرق ناشطون إلى الحديث عن أنواع أخرى من الحب فذكروا: حب الوالدين وحب الوطن والعشق الإلهي وحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي قال “الخير في وفي أمتي” وهو الأمل الذي يتشبث به الكثيرون رغم قسوة الحياة وهو بمثابة دعوة لكل مظلوم ومهموم بأن رحمة الله دائمًا حاضرة.

 

ولعل قصة ريان رغم نهايتها الحزينة، كانت خير دليل على أن 5 أيام كانت كافية لتوحيد الأمة على كلمة واحدة عنوانها الحب وبوصلتها الرحمة وقوامها الإنسانية، وهو أمر يدعو لكثير من الأمل والتفاؤل للأجيال القادمة.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل

إعلان