الأمم المتحدة: شركات حليب الأطفال تبث رسائل مضللة.. وهكذا تؤثر في قرار الرضاعة الطبيعية

حليب أطفال
اتهم التقرير شركات الحليب الاصطناعي باستخدام استراتيجيات تسويق ”غير أخلاقية” (غيتي)

أدانت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، الاستراتيجيات التسويقية “غير الأخلاقية” التي يعتمدها مصنعو المنتجات البديلة عن حليب الرضاعة، متهمة هذه الجهات بأنها “تعلي مصالح المساهمين فيها على مصلحة الأطفال والصحة العامة”.

وكشف تقرير جديد صدر عن منظمات تابعة للأمم المتحدة أن شركات تصنيع حليب الأطفال تسوّق لمنتجاتها بشكل استغلالي، وباستخدام دعاية غير صحيحة فيما يتعلق بالتغذية والصحة.

ويعرض التقرير، الذي صدر عن منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، تفاصيل “الممارسات الاستغلالية” التي تستخدمها تلك الشركات مما يضر بتغذية الأطفال وينتهك الالتزامات الدولية.

وخلص التقرير إلى أن الشركات، والتي تحقق إيرادات سنوية تبلغ 55 مليار دولار، تنفق ما بين 3 و5 مليارات دولار على حملات ترمي إلى التأثير في قرار الوالدين أو النساء الحوامل.

ويعتمد التقرير على مقابلات مع 8500 من الأهل والنساء الحوامل إضافة إلى 300 من المتخصصين الصحيين في 8 دول هي: جنوب إفريقيا وبنغلادش والصين والمغرب والمكسيك ونيجيريا والمملكة المتحدة وفيتنام.

وتم اختيار المشاركين ليكونوا ممثلين جغرافيًا ومتنوعين إلى حد ما فيما يتعلق بنسب الرضاعة الطبيعية.

ويكشف التقرير عن استراتيجيات تسويق منهجية و”غير أخلاقية” تستخدمها شركات الحليب الاصطناعي للتأثير في قرارات الوالدين بشأن تغذية الرضّع.

وقال أكثر من نصف الآباء والنساء الحوامل 51% ممن شملهم الاستطلاع إنهم استهدِفوا بالتسويق من شركات الحليب الصناعي، والكثير منها ينتهك المعايير الدولية لممارسات تغذية الرضّع.

وتعرضت 84% من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع في المملكة المتحدة لتسويق بدائل حليب الأم، فيما بلغت النسبة 92% في فيتنام و97% في الصين.

وتؤكد الهيئتان الأمميتان أن “معدل الرضاعة الطبيعية في العالم زاد بشكل طفيف للغاية خلال السنوات العشرين الماضية، بينما تضاعفت مبيعات حليب الأطفال خلال المدة نفسها تقريبًا”.

ووفق منظمة الصحة العالمية واليونيسيف يرضع 44% فقط من الأطفال دون سن 6 أشهر رضاعة طبيعية فقط على الرغم من الفوائد الصحية المعروفة لها.

وأشار التقرير إلى أنه غالبًا ما تكون الرسائل التي يتلقاها الآباء والعاملون الصحيون مضللة وغير مثبتة علميًا وتنتهك المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم.

حليب صناعي
تحقق شركات الحليب الصناعي إيرادات سنوية تبلغ 55 مليار دولار (غيتي)

وقال طبيب الأطفال نايجل رولينز الذي أشرف على الدراسة لحساب منظمة الصحة العالمية إن حملات التسويق تعتمد في أحيان كثيرة على معلومات غير مؤكدة علميًا ولا تستند إلى أي بحث قوي، لكنها تتيح للشركات العاملة في القطاع زيادة أرباحها.

وأوضح أن “بكاء الطفل وعدم نومه أمر مؤلم للغاية للوالدين، ويستغل المصنّعون هذه اللحظات ليقولوا إن لدينا الحل لهذه المشاكل”.

وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسيل إن “الرسائل الكاذبة والمضللة حول الرضاعة الصناعية تشكل حاجزًا كبيرًا أمام الرضاعة الطبيعية، والتي نعلم أنها الأفضل للأطفال والأمهات”.

ومن بين أمثلة الرسائل الكاذبة والمضللة التي تم ذكرها: ضرورة وجود اللبن الصناعي في الأيام الأولى بعد الولادة، وعدم كفاية لبن الأم لتغذية الرضيع، وأنه ثبت أن مكونات معينة من حليب الأطفال تعمل على تحسين نمو الطفل ومناعته، وأن الحليب الصناعي يبقي الأطفال ممتلئين لمدة أطول، وأن جودة حليب الثدي تتدهور مع مرور الوقت.

إلا أن المنظمتين أكدتا أن الرضاعة الطبيعية في غضون الساعة الأولى من الولادة، تليها الرضاعة الطبيعية الحصرية لمدة ستة أشهر واستمرار الرضاعة الطبيعية لمدة تصل إلى عامين أو أكثر، تقدّم خط دفاع قوي ضد جميع أشكال سوء تغذية الأطفال، بما في ذلك الهزال والسمنة.

وتعمل الرضاعة الطبيعية أيضًا كأول لقاح للأطفال، حيث تحميهم من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، كما أنها تقلل من خطر إصابة النساء بالسكري والسمنة وبعض أشكال السرطان في المستقبل.

مع ذلك، شدد رولينز على أن الحل لا يكمن بسحب حليب الأطفال من المتاجر، فببساطة ليس لدى بعض الأهل أي خيار آخر، لكنه أبدى اعتقاده بضرورة إصدار تشريعات لتجنب الممارسات المسيئة والمضللة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان